وماذا بعد ؟ .. سؤال حملته جماهير الزمالك العريضة أثناء عودتها من إستاد القاهرة مساء اليوم الثلاثاء والزهول يغطي وجهها .. لقد خسر الزمالك نهائي الكأس أمام إنبي بهدف مقابل هدفين .. لقد فشلت كل الإضافات والمحسنات التي دعمت الفريق مع مطلع الموسم الجديد في تغيير الصورة الباهتة التي تشوه الوجه التاريخي للنادي العريق .. وفي المقابل، توج نادي وفريق إنبي جهودهم المبزولة في صمت ، بكأس هي الأغلى في تاريخ النادي . تقدم الزمالك بهدف رائع لعمرو زكي عند الدقيقة 48، وتعادل عادل مصطفى لإنبي من ركلة جزاء في الدقيقة 53 ، وأحرز هدف الفوز والتتويج إنبي أحمد عبدالظاهر في الدقيقة 81 . مع انطلاقة الشوط الأول استطاع خط وسط إنبي أن يخطف المبادرة ويفرض على الزمالك معركة كروية في منطقة المناورات هدفها التشويش على الشفرة التنظيمية للفريق الأبيض، ومن ثم إمكانية تصيد الأخطاء وشن هجمات سريعة مرتدة على مرمى عبدالواحد السيد . مع مرور الدقائق العشرة الأولى دون أن يستسلم فريق لإرادة الأخر في تغيير النهج التكتيكي، بدأت أوراق الفروق الفردية تفرض نفسها على اللقاء، فعلى جانب الزمالك تحرر النجم الأسمر شيكابالا بمعرفته من الرقابة والقيود التكتيكية ، وشن هجمة عنترية من وسط الملعب وسدد لتتهادى أمام أحمد حسن في غياب محمد أبوجبل عن مرمى إنبي .. فسدد حسن في المرمى الخالي، إلا أن الكرة ارتطمت بجسد زميله أحمد جعفر وبدلاً من دخولها المرمى تعود مرة أخرى لحسن الذي يودعها شباك أبوجبل دون أن يحتسبها الحكم السويسري جيروم هدفاً بداعي تسلل جعفر. رغم نجاح مختار مختار مدرب إنبي في تكوين جبهة هجومية ناحية اليمين بقيادة المدافع أسامة رجب وعادل مصطفى وأحمد عبدالظاهر ، هدفها الأول إيقاف زحف مدافع الزمالك الطائر ناحية اليسار محمد عبدالشافي ، ومن ثم إمكانية شن هجوم مباغت بالتمرير العرضي داخل منطقة جزاء الحارس عبد الواحد السيد (الهدف الثاني) .. إلا أن ذلك لم يمنع شيكابالا من البحث عن حل فردي مرة أخرى، وبالفعل سدد صاروخ جديد عند الدقيقة 20 لم يستطع ابوجبل التعامل معها سوى بقبضة يده فترتد على رأس جعفر ويسددها بغرابة شديدة خارج القائم الأيسر لمرمى إنبي . عند الدقيقة 25 أصيب قلب دفاع إنبي عمرو فهيم بجزع في أربطة مشط القدم، فأصاب المخطط الدفاعي لإنبي بارتباك حتى بعد تغييره بحسين علي ، فتحرر لاعبو الزمالك من القيوم المعوقة في وسط الملعب ، وفتح عبدالشافي الطريق الأيسر للغزو الأبيض ، ومن تسديدة لشيكا المتألق تتهادى أمام ذكي أمام مرمى ابوجبل ويسدد برعونة انتهى عليها الشوط الأول بتعادل مقنع لإنبي ، قليل على الزمالك. لم تمر 3 دقائق من أحداث الشوط الثاني الذي بدأه الزمالك مندفعاً نحو إحراز هدف يترجم سيطرته النسبية على مجريات الشوط الأول، ومن أول كرة عرضية بعد تحرر حازم إمام في الجبهة اليمنى بدخول شيكابالا في قلب الملعب، مرر إمام عرضية نموزجية تعامل معها المهاجم القناص عمرو زكي بذكاء شديد وأودعها شباك أبو جبل محرزاً هدف التقدم للزمالك . وجود أحمد حسن عميد اللاعبين المصريين حالياً في خط وسط الزمالك، لم يشفع له أمام الأداء الجماعي لإنبي، ففي الوقت الذي تظهر فيه خضرمة الكبار وخاصة في الدقائق ما بعد إحراز الفريق لهدف والذي يجب أن يسعى للاستحواذ دون منح الفريق المنافس فرصة إلتقاط نفس الرد السريع .. لم يكن أحمد حسن عند الموعد للقيام بهذا الدور، فخطف إنبي المبادرة ورسخ ثقته في إمكانية تحقيقه للتعادل .. وبعد مرور 7 دقائق فقط ومن هجمة منظمة تناقل فيها إنبي الكرة عدة مرات من قاعدة إنطلاقه الهجومية التي يمثلها عادل مصطفى، تحصل أحمد عبدالظاهر على ركلة جزاء بعد أنأمسك محمود فتحالله الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، أحرز منها عادل مصطفى هدف التعادل . عاود الزمالك بعد التعادل يبحث عن أقدام شيكابالا وعمرو زكي وأحمد حسن، أملاً في حل فردي يخلص المباراة لصالح الفريق ، وفي خضم هذا البحث، أطلق زكي صاروخاً تصدى له أبو جبل، ثم أهدر أحمد حسن فرصة عمره مع الزمالك عندما أطاح بعرضية شيكابالا السحرية فوق العارضة .. الأمر الذي جعل المدير الفني للزمالك حسن شحاته يفكر في تشكيل ضغط مباشر في العمق لإنبي من خلال الكرات الطولية ، فأخرج أحمد حسن ودفع بحسن حمدي بدلاً منه ، ثم أخرج أحمد جعفر وأشرك علاء علي في تغيير غريب أفقد الزمالك محطة هجومية وأراح دفاع المنافس . في ظل انشغال الزمالك في البحث عن حل يضع الفريق على منصة التتويج، إصطاد عادل مصطفى كرة من ناحية اليمين ومررها عرضية من خلف دفاع الزمالك لعبدالظاهر الذي لم يجد صعوبة في إيداعها مرمى عبدالواحد السيد محرزاً هدف التقدم لإنبي .. والذي أصبح مع مرور الدقائق المتبقية من عمر اللقاء هو هدف التتويج لأبناء المدرب مختار مختار .. فصمتت المدرجات البيضاء باحثة عن إجابة لسؤال إنتظرت سنوات تبحث عن إجابة له، وظن الجميع أن اليوم موعده .. لكن دون جدوى . إضغط هنا لمشاهدة الاهداف