(بس معقولة بعد صلعتي دي وضخامة بطنك دي نجي نتصور تاني..؟ إنتي بتهظري ولا شنو..؟!).. بهذه الكلمات الحارقة يحتج مختار على مقترح زوجته بالتقاط صورة للزفاف بأثر رجعي ، حيث مرت على زواجهما عشر سنوات كاملة أنجبا خلالها البنين والبنات.. اعتراض مختار كان واقعياً بسبب أن صور الزفاف تحكي عن لحظات أنس ورومانسية لحظية تخلد الذكرى الجميلة المنتهية بالزواج ولكن بعد مرور هذه السنوات تفقد بريقها ومعناها الامتاعي.. تماثل هذه الحكاية قصة تهاني وعثمان التي انتهت بالطلاق حتى قبل أن يجلس الاثنان على (الكوشة) ومفادها أن أهل العروس كانوا يصرون على التقاط ومشاركة العروسين (جميع) صور الزفاف فيما أكد لهم العريس (المسكين) ان الصورة في حد ذاتها (خصوصية بين شريكين) لا يحق لأحد اقتحام (أقفاصها) وأصر أهل العروس على (تعذيب) العريس بالمشاركة وأصر العريس كذلك على رفضه إلى أن تمادت الاحتجاجات إلى (التنابذ بالألقاب) وإلى مرحلتها الأخيرة (سيناريو الأيدي)، وحينها سقطت العروس مغشياً عليها، وبذا سقطت معها حياتها مع العريس فألقى عليها يمين الطلاق وذهب ولسان حاله يقول (أصلو دي صورة زفاف ولاّ حولية..!!). لا يخلو بيت أو غرفة لزوجين من صور زفاف اضافة إلى شريط سي دي أو فيدي، كما لا تخلو الاستديوهات من عروض جاذبة للعرسان لهذه المناسبات الجميلة، ولكن في بعض الحالات تطرأ ظروف تعمل على تأجيل أو إلغاء فكرة الصورة، وهذا ما يحكيه عوض الذي أصيب في حادث سير بترت معه رجله اليمنى، وآثر عدم تخليد هذا الحادث الشؤم في مناسبة حلوة كهذه رغم رغبته ورغبة عروسه في التقاطها، وهناك أيضاً لمياء وعمر اللذان يشعران بالندم الآن ويأسفان لعدم توثيق زفافهما بصورة تذكارية بسبب رفض العريس عمر التقاط الصورة حينها لأنه لم تكن لديه بدلة (شيك) وقتها.. المصور محمد خضر يقول: (زمان كان العرسان يبحثان عن الهدوء والرصانة، وعن اللقطات الفنية التي تبرز ملامح العروسين بشكل عفوي وتلقائي، ويكتفون بصورة واحدة تقريباً ويضيف خضر اما اليوم فالعروسان يبحثان عن التقنيات الحديثة في التصوير ومعالجات الخلل الخُلقي بالفوتوشوب فضلاً عن ان اصرارهم على التقاط عشرات اللقطات وبوضعيات متعددة دون تردد، أو خجل..). -نعم- كما يختم المصور خضر .. كانت هناك فساتين زفاف في الماضي قصيرة جداً مثل (جكسا في خط ستة) وغيرها، أما اليوم فصار (الخمار والحجاب) له حضور كبير في صور الزفاف. في البرنامج الشهير (افراح أفراح)الذي تقدمه فضائية النيل الأزرق مساء كل خميس يحرص العرسان على توثيق صور الزفاف، بل (الزفاف ذاتو) في شكل صور متحركة، ويمثل لهما هذا المشهد قمة التوثيق بسبب المشاهدة الكثيفة التي يحظى بها البرنامج لدى الجميع.. اضحك الصورة تطلع حلوة.. عبارة تعكس المغزى الحقيقي في تخليد اللحظات الأحلى والأجمل، في بطاقة صغيرة وحلوة تسمى (الصورة).
