صفحة (فرقة الأصدقاء) بالموقع الالكتروني (الفيس بوك) تكتظ بعدد كبير من المشتركين والمشاركين، يتناولون ويتناوبون جميعاً فيما تنتجه الفرقة من أعمال درامية، ولعل برنامج (القناة 10) قد نال اعجاب جميع المشاركين، والدليل على ذلك التعليقات الواردة والمتداولة بين المعجبين، حيث يحظى البرنامج الذي تبثه فضائية النيل الأزرق على القاسم المشترك الأكبر دوناً عما تنتجه الفرقة من أعمال درامية مماثلة، وجاءت بعض التعليقات مثل: (دي دراما لذيذة.. شكراً ليكم)، و(انتم تسعون للافضل.. مبروك).. و(يا جماعة انا دايره أغنية طه الجابوها في البرنامج وما لاقياها في اليوتيوب)، و(اجمل فرقة كوميدية وأحلى ممثلين.. يارب يخليكم).. الخ. (القناة 10) هي حلقات اسبوعية تبث عصر كل جمعة بعد غياب دام (27) عاماً للبرنامج الأصل (محطة التلفزيون الأهلية) الذي كان يبثه التلفزيون القومي في ثمانينات القرن الماضي، وهي تجربة جريئة في توقيتها الحالي، وتقوم على إعادة انتاج التجربة بنفض الغبار (المجتمعي والزمني- عنها لتقديمها في نموذج جديد يراعي الاستحداثات التي تمت في المجالات التقنية والشكلية مع استصحاب التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية طوال رحلة البرنامج حتى توقفه). أثبتت فرقة الأصدقاء حضورها الدرامي لدى المشاهد منذ محطة التلفزيون الأهلية، مروراً بالمسرحيات التي انتجتها ولاقت نجاحات جماهيرية حتى وصلت إلى السلسلة الدرامية الأكثر نجاحاً (متاعب)، والحضور البارز في المسلسلات التلفزيونية مثل الغول، والأقدام الحافية، ودكين، بجانب عدد مقدر من الأفلام في مقدمتها (الشبح). يقول د. عبد الوهاب الأفندي ان برنامج محطة التلفزيون الأهلية كان يقدمه حفنة من المبدعين أواخر عهد الرئيس نميري، وكانوا يسخرون عبره من الظواهر الاجتماعية، وقالت الصحفية الأستاذة آمال عباس: (هذا البرنامج أذهل الجميع وجعل الناس يترقبونه حينها مساء كل جمعة فقد كان محطة كسرت الأداء النمطي في الدراما التلفزيونية) ، وتضيف الدرامية الاستاذة سلمى الشيخ سلامة ان برنامج محطة التلفزيون الأهلية يشبه برنامج (عرض السبت الأمريكي)، الذي استمر إلى الآن، ولكن المحطة توقفت.. دخلت المحطة الأهلية كل بيت وجعلت الجميع يعتكفون مثلما يفعلون لاحقاً مع المسلسل العربي، وكانت المحطة مأخوذة بإلفة وبساطة الأداء الدرامي التي كان يمكن أن تكون مدرسة جديدة تماماً في انتخاب وجوه جديدة في الكوميديا والأفكار، حيث كانت تعتمد أساساً على الارتجال.. وشهد شاهد من أهلها، وهو أحد مؤسسي المحطة الأهلية محمد السني دفع الله يقول : المحطة لها اشراقات فارقة، حيث ساعدت كثيراً جداً من الكتاب والممثلين السعوديين في الاتجاه للدراما الكوميدية باعتبار أن تلفزيون السودان وقتها (اي العام 1982) كان يصل مدى بثه إلى بورتسودانوجدة، وهو الأمر الذي جعل عدداً من الدراميين السعوديين يحتفون أيما احتفاء بحلقات المحطة، بل ويستنسخون فقراتها في أعمال كثيرة قاموا بها، ويواصل السني: للأسف عدم الوعي بأهمية الدراما في التلفزيون أدى إلى غياب مثل هذه الأشكال فتوقفت.. ولكنها عادت اليوم في نسخة منقحة تسمى (القناة 10) ولعل النجاحات والأثر الابداعي والجماهيري الذي حظيت به المحطة سابقاً كان تمهيداً مؤكداً لنجاح فقرات البرنامج الجديد. وبالفعل شكلت عودة التجربة الدرامية في (القناة 10) نجاحاً، ومن المنطقي الحكم عليها بالنجاح بسبب خلو معظم الفضائيات السودانية من هذه المساحة الدرامية، عدا تجربة (حكايات سودانية) بقناة (الشروق). اضافة إلى أن الخبرات والحضور الابداعي العالي لدى نجوم فرقة الاصدقاء في قدراتهم الأدائية هو ما رسخ جماهيرية أى منتوج ابداعي تقوم به الفرقة، وذلك يقول د. فيصل أحمد سعد أحد نجوم الفرقة ان (القناة 10) تمثل برنامجاً درامياً سبق وان قدمته الفرقة في اوقات سابقة، ويشتمل على فقرات درامية متنوعة لا تتعدى الخمس أو العشر دقائق، ويشاطره الرأي الممثل جمال عبد الرحمن احد اعضاء الفرقة بقوله: نحن نعرض اليوم منتوجنا الدرامي في فضائية (النيل الأزرق) ونتمنى التوفيق.. وأشار احد اعضاء الفرقة بدر الدين محمد دفع الله المشهور ب(بدر الدين شنا) بقوله ان تبعات الوجوه في فرقة الأصدقاء يعزى إلى أن المؤلف أو المخرج قد حضرت في دواخلهم شخصيات ذات ايقاع بعينه بنيت عليها شخوص الفرقة فيتطلب الدخول إلى فرقة الأصدقاء أولاً ان تكون صديقاً لهم، ولعل هذا التضافر الأخوي ما قاد إلى النجاحات الساحقة التي حققتها ومازالت تحققها الفرقة إلى اليوم.. يأخذ بعض المشاهدين على فقرات (القناة 10) أن الفرقة استحضرت ذات الفقرات التي مر عليها أكثر من( 27) عاماً وكانوا حينها شباباً إلى واقع اليوم حيث ظهرت على معظمهم مظاهر الكبر والكهولة، كان الأمر يتطلب معالجات (زمنية) ولعل المخرج محمد نعيم قد فطن إلى هذه المفارقات وعمل على معالجتها (تقنياً) واخراجياً مؤخراً، ولهذا حازت على هذا السبق الجماهيري الذي تتم أرشفته من قِبل الفرقة وبيعه تجارياً..