طبع كرم الله عباس الشيخ والي القضارف، قبلةً على جبين الرئيس عمر البشير في ختام مخاطبة الرئيس لحشد جماهيري نوعي بمشروع سدي أعالي عطبرة وستيت أمس، فيما تَعهّد البشير أمام العاملين في المشروع بالوفاء لذكرى الشهيد الزبير محمد صالح، وقال: ذكرى الشهداء بالنسبة لنا محطات كبيرة لأننا جلسنا معهم نخطِّط وندبِّر لإنفاذ ثورة الإنقاذ الوطني، وشهد معنا لحظات التحدي والمخاض الأولى الصعبة، وهم من تعاهدنا معهم عهداً موثقاً بأن نبني هذه البلاد وأن نحافظ على هويتها ودينها واستقرارها. وعدّ البشير يوم زيارته للمشروع استثنائياً لجهة تزامنها مع الذكرى السنوية لاستشهاد رفيق دربه الزبير، وقال: في هذا اليوم نتذكّر عهدنا مع الزبير وكأنّه موجودٌ حيٌّ بيننا لذكراه وإخوانه وشبابه الذين مضوا، ونحن بدورنا لن نتراجع ولن نتخاذل أو نخون عهداً. وسخر البشير من منحة الجنوب للسودان لسد الفجوة الاقتصادية، وقال: (قالوا يريدون أن يمنحوننا منحة من البترول الذي استخرجناه نحن)، وأكد عدم قبول المنحة، وأضاف: نحن يدنا عليا وستظل عليا ولا يمكن أن تكون سفلى ولن نقبلها منهم، وخيّر البشير الجنوب بين سداد الاستحقاقات أو عدم عبور النفط عبر الأراضي السودانية، وقال: لدينا حقوق إما أن يدفعوها لنا أو يذهبوا بأنبوبهم إلى مكان آخر، وأشار البشير إلى مخطط رسمته جوبا لإسقاط حكومة الخرطوم في مدى زمني عمره شهرين عبر إغلاق أنبوب النفط، وأردف: قرّروا إغلاق بترولهم ليموت الناس وتسقط الحكومة وحدّدوا شهرين لإسقاطها، ونحن نقول: البترول أو الزراعة أو الذهب كلها أرزاق بيد الله ولم يخلقها ليتصارع الناس، وتوقع أن تغطي عائدات الذهب ما فقده السودان من عائدات البترول بمبلغ (2.5) مليار دولار خلال العام الحالي. وأكد البشير أن منجزات التنمية في السودان تثير الآخرين - في إشارةٍ للجنوب - وقال: (كل إنجاز نحققه أو تقدم نحرزه أو خطوة نخطوها للأمام تثير إخوانا ديل ويزداد وجعهم وألمهم وبدورنا سنواصل وحنورِّم فشفاشهم ونفقع مرارتهم). ووصف البشير، الطريق الذي يسير فيه السودان بطريق الأنبياء والرسل والدعاة لأنه ملىء بالابتلاءات التي اعتبرها من مَعالم السودان، وقال: التحديات مستمرة، وهو طريق نعرفه وملىء بالابتلاءات وكأي طريق له معالم، فإنّ طريقنا الذي نسير عليه معالمه الابتلاءات والتحديات، وزاد: وكما الأشياء تُعرف من أضدادها، فنحن الآن ننظر من يقف ضدنا في العالم ومن يقف ضدنا في الداخل، وتابع: خارجياً هو الحلف الصليبي الصهيوني، وداخلياً أحزاب جوبا وتجمع (كاودا)، وزاد: كلهم ملة واحدة، لكننا عازمون على المضي قُدُماً في طريقنا مستعينين بالذي جعلنا نصمد (22) عاماً لنصل إلى ما نشهده الآن من عمل بهذا الحجم. وألمح الرئيس إلى قيام المجموعات والشركات والجهات المموّلة لسدي مروي والروصيرص بتوجيه تمويلها إلى كجبار والشريك وذلك في أعقاب إنفاذها للمشروعات المقررة إبتداءً، وقال: نشكر شركاءنا في التنمية والشركات العاملة معنا والجهات المموّلة في سدي مروي والروصيرص، والتي ستموّل في القريب كجبار والشريك.