بينما كانت الخرطوم تحتفي بمئوية السينما فى السودان خلال الفعاليات التي نظمتها جماعة الفيلم السوداني وتجتر ذكريات مضيئة فى تاريخ السينما السودانية وتتجرع حسرات الواقع المعتم للسينما السودانية حيث لا انتاج ولا مؤسسات تنهض بها الدولة او المؤسسات الكبرى من اجل وصل الماضي بالحاضر في مسار السينما السودانية ومع قتامة الواقع ثمة بارقة للامل لاحت من الاقصر في مصر عندما منح مهرجان الاقصر للسينما الافريقية فى دورته الاولى فيلما سودانيا جائزة لجنة التحكيم الخاصة ، ليبقى الامل ، والاحلام المشرعة فى غد مشرق للسينما فى بلادي ، وجاءت اضاءة الامل من خلال مشاركة متميزة للمخرجة تغريد السنهوري من خلال فيلمها (السودان حبي) الذي نال الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم، ومن خلال مشاركتها فى ندوة حول الفيلم ادارها الصحافي طلال عفيفي قالت السنهوري خلال الندوة بحسب موقع اليوم السابع الاخباري المصري إنها تحمست لإخراج الفيلم لإحساسها بأهمية اللحظات التاريخية التي مر بها السودان، والتي رأت أنه من الضروري أن توثق.وأضافت أن هناك الكثير من التفاصيل والصور التي كان لابد أن يتم توثيقها فى ظل مرحلة التحول السياسي التي شهدها السودان أثناء التقسيم.وأوضحت أن وجودها لفترة طويلة فى إنجلترا جعلها تتفهم شعور الجنوبيين فى السودان بالاضطهاد من قبل الشماليين وإحساسهم بأنهم أقلية.وأكدت أنها تدرك أسباب غضبهم من الشماليين وترى أن الانفصال تم بسرعة بعد أن كانوا قد بدأوا فى تقريب المسافات بين الجنوب والشمال، ولكن للأسف لم يكن الوقت حليفهم. من ناحية اخرى أعلنت نتائج جوائز مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الأولى بفوز أفلام من تونس والنيجر والمغرب في مسابقة الأفلام القصيرة ، ومصر السودان وكينيا في مسابقة الافلام الطويلة.في مسابقة الأفلام القصيرة فاز الفيلم التونسي قاع البئر لمخرجه معز بن حسن بجائزة افضل إسهام فني ، وفاز فيلم صرخة طائر من النيجر لمخرجه ساني الهاجي ماجوري بجائزة لجنة التحكيم، وفاز الفيلم المغربي حياة قصيرة لمخرجه عادل الفضيلي بجائزة النيل .وفى مسابقة الأفلام الطويلة فاز الفيلم المصري مولود فى 25 يناير بجائزة افضل اسهام فني ، وفاز الفيلم السوداني السودان حبي لمخرجته تغريد السنهوري بجائزة لجنة التحكيم ، وفاز الفيلم الكيني فتى الروح لمخرجته هوا عثمان بجائزة النيل .فيما تقاسم الفيلم المصري جلد حي لمخرجه فوزي صالح والفيلم الكاميروني استعارة كسافا لمخرجه ليونيل ميتا جائزة مؤسسة شباب الفنانين المصرية لسينما الشباب والتي حملت اسم المخرج رضوان الكاشف .وشهد مسرح قصر ثقافة الأقصر حفل ختام المهرجان الذي بثت وقائعه وكالة (د ب أ) وشهد الحفل حضور عبد الرحمن سيساكو مستشار الرئيس الموريتاني و محمود جيدي السفير الاثيوبي بالقاهرة والفنانين ماجد المصري وهند صبري وعمرو عبد الجليل وبشرى وعشرات الفنانين الأفارقة .وجرى تكريم المخرج الاثيوبي العالمي هايلي جريما مخرج فيلم تيزا الذي عرض في افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذي شاركت فيه( 37) دولة عرضت( 93 ) فيلما.وقال هايلي جريما في حفل الختام : إن المهرجان اثبت الهوية الأفريقية لمصر ، معربا عن حبه وسعادته بحضوره الى الاقصر ومشاركته في فعاليات مهرجانها الأول للسينما الأفريقية .وأضاف جريما ، الذي ولد في مارس عام 1946 بجوندار في إثيوبيا، أنه كصانع افلام نشأ في تحديات كبيرة وكفتي اثيوبي استطاع أن يصل لحلمه ، مؤكدا أن مصر تعيش بين هويتها المصرية وهويتها الأفريقية ولكن مهرجان الأقصر أظهر هويتها الأفريقية ليكون بداية النهاية لهذا الصراع.وأشار إلى أن المهرجان يعد جزءا من حلم لجمال عبد الناصر بتقريب أواصر العلاقات بين مصر وأفريقيا.
