طلاب علم ليسوا من الأخلاق في شيء، حالهم همز ولمز وأذى وبغي وغيبة... فإذا بدأ أحدهم درسًا قمت وتركته فهل في ذلك خطأ؟! الجواب: مجالس العلم مجالس حلم ووقار وسكينة، ترقُّ بها القلوب وتدمع فيها العيون ويتحابب المؤمنون ويزداد الذين آمنوا إيماناً، فيها بيان لكلام الله تعالى وشرح لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتذكير بسيرته العطرة وترجمة للصالحين من عباد الله، هذه هي مجالس العلم، التي تغشاها السكينة وتحفُّها الملائكة وتتنزل عليها الرحمة ويباهي ربنا جل جلاله بالجالسين فيها ملأه الأعلى؛ والجالس فيها مبشَّر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقوم مغفوراً له، وهي التي ينبغي أن يحرص عليها المؤمن ويسعى إليها ويلتمس رحمة الله ورضوانه فيها. وليست مجالس العلماء مجالس غيبة وهمز ولمز، ولا هي مجالس طعن في أعراض العلماء والدعاة، ولا مجالس إثارة للأحقاد والضغائن، والمجالس التي بهذه الأوصاف لا يجوز السعي إليها ولا الجلوس فيها، ومن لم يعرف حقيقتها ثم استبان له الأمر فإنه يجب عليه مقاطعتها والقيام عنها لئلا يكون شريكاً في الإثم حاملاً للوزر، وإن استطاع أن يبذل النصح للقائمين عليها فليفعل، وإلا فلا أقل من أن يذهب عنهم؛ لأنها لا تثمر زيادة في الإيمان ولا بركة في الأعمار ولا نماء في العلم ولا صلاحاً للعمل، بل من ثمارها المرة قسوة في القلوب واستطالة في أعراض المسلمين؛ عياذاً بالله من تلك الحال، وأسأل الله الهداية للجميع. قرض ربوي للدراسة في جامعة أمريكية السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاءني قبول مبدئي لمنحة دراسة ماجستير في جامعة أمريكية بنظام internhip وتشمل المنحة على فترة دراسة لمدة 8 أشهر تعقبها فترة تدريب عملي مدفوعة الأجر، وتمويل المنحة يتم بقرض لتمويل مصاريف الدراسة وتكاليف الإعاشة إضافة إلى مصروف جيب، ويسدد القرض مع الفائدة باستقطاع شهري من راتب فترة التدريب العملي. أود الاستفسار عن الصحة الشرعية لهذه الطريقة، وجزاكم الله خيرا.. الجواب: هذا قرض ربوي لا يجوز لك اللجوء إليه؛ لأنه والحمد لله لم تلحق بك ضرورة تلجئك إلى مثل هذا، وما جعلك الله بأرض مضيعة، بل يمكنك البحث عن دراسة مفيدة في جامعة أخرى دون الاقتراض بالربا الذي لعن الله آكله وموكله وكاتبه وشاهديه، وآذن فاعليه بحرب منه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «278» فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ» والله تعالى أعلم. ألف سنة وخمسين ألف سنة السؤال: يقول ربنا عز وجل في كتابه العزيز «يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ» السجدة 5. ويقول ربنا عز وجل في موضع آخر «تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» المعارج 4 أرجو من فضيلتك توضيح الاختلاف في مقدار السنة في الآيتين. نعم أعتقد بأنه ليس هناك أدنى اختلاف في كتاب الله وإنما الخلل دائما في فهمنا المحدود فالرجاء التوضيح؟ الجواب: جزاك الله خيراً على أنك سلكت المنهج الصحيح في تدبر آيات الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وجوزيت خيراً على حسن ظنك بربك واتهامك لفهمك، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: »أيها الناس اتهموا عقولكم على دينكم« وأنصحك أخي بأن تقرأ كتاباً مهماً في بابه وهو «دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب» للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى؛ حيث عني بمثل هذه المواضع في كتاب ربنا سبحانه، وأما سؤالك فقد سلك العلماء في الجواب عنه مسالك: أولها: أن هذين يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بحقيقتهما. ثانيها: أن خمسين ألف سنة باعتبار يوم القيامة، والألف باعتبار ما بعد يوم القيامة من أيام الآخرة. ثالثها: أن الخمسين باعتبار الكافر، والألف للمؤمن؛ لقوله تعالى: «فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير»، والله تعالى أعلم. قرص تحت الجلد يسبب اضطراباً في الدورة السؤال: السلام عليكم شيخنا الجليل، أستخدم منظماً للحمل على شكل قرص تحت الجلد، وقالت الطبيبة أنه سوف تنقطع الدورة لشهرين أو ثلاث وعندما تأتي ستكون بكميات بسيطة ومتقطعة الآن لي أكثر من اثني عشر يوماً ينزل الدم كمية بسيطة كل يومين لدرجة أنني في مرة استبنت الطهر واغتسلت وصليت، ثم عادت بعد يومين مع العلم بأن شكل الدم لا يختلف في كل المرات السؤال: هل هو حيض أم استحاضة؟ وماذا أفعل في الصلاة، المعاشرة ...الخ الجواب: الذي ينبغي أن تأخذي به هو التلفيق؛ بمعنى أنك إذا رأيت دم الحيض يوماً أو يومين، فإنك تمسكين عن الصلاة، ثم إذا رأيت الطهر تغتسلين وتصلين؛ ثم إذا عاد الدم بعد يومين أو ثلاثة؛ تمسكين عن الصلاة؛ فإذا انقطع بعد ثلاثة أيام مثلا؛ تغتسلين وتصلين، وتضيفين هذه الأيام الثلاثة التي حضت فيها إلى اليوم أو اليومين السابقين؛ فيكون قد مضى من حيضتك أيام خمسة أو أربعة، وهكذا إلى أن تكملي الأيام التي اعتدتها قبل وضع ذلك القرص؛ وما زاد على ذلك يعتبر دم استحاضة لا يمنع صلاة ولا معاشرة، والعلم عند الله تعالى. تلفظ بالطلاق ثلاثاً السؤال: السلام عليكم، أريد أن أسأل عن شخص نطق لفظ الطلاق الثلاثة هل يقع الطلاق؟ وجزاكم الله ألف خير. الجواب: من نطق بلفظ الطلاق بالثلاثة فإنه يقع طلاقاً، وهو عند الأئمة الأربعة يقع ثلاثاً؛ والذي جرى عليه العمل بالمحاكم أنهم يوقعونه واحدة نسبة لغلبة الجهل على الناس، وصيانة للأسر من التشرد، والعلم عند الله تعالى. معاملة صورية السؤال: لسلام عليكم ورحمة الله شرعت مع بنك من البنوك بالبلاد في عملية مرابحة «تمويل عقاري» على أن يتكفل البنك بتكلفة مواد البناء والمقاول «الذي هو من طرفي» وقع البنك عقد مع المقاول وآخر معي، نظام البنك أنه لا يدفع قبل إنجاز نسبة محددة من العمل، ولأن المقاول ليس لديه ما يمول به العمل قمت بدفع الجزء الأكبر من المواد وقام هو بدفع الباقي، تم إنجاز النسبة المحددة وسيخرج المقاول الدفعية من البنك وسيسلمني ما دفعت للمواد هل هذا الإجراء صحيح؟ أوليست هذه معاملة صورية؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً. الجواب: ليست هذه المعاملة صحيحة؛ إذ المطلوب ألا تكون علاقة بينك وبين المقاول، بل علاقتك قاصرة على التسديد للبنك، والبنك هو الذي يقوم بمراقبة المقاول ويدفع له حسابه ويأخذ في ذلك الضمانات الكافية؛ باعتبار العقد الذي بينك وبين البنك عقد استصناع، والبنك هو المسئول عن تنجيزه بالصورة المطلوبة؛ أما والحال ما ذكرت فهذه المعاملة لا تصح بهذه الصورة؛ لأنه لا يمكن تخريجها على باب من أبواب الفقه، والله تعالى أعلم.
