باسادينا (كاليفورنيا) (رويترز) - قال مديرو رحلة المجس فينكس الى المريخ ان قمرا صناعيا يدور حول الكوكب الأحمر التقط صورة للمجس وهو يهبط عبر سماوات المريخ الى موقع قطبي للبحث عن المياه وتقييم امكانية الحياة على الكوكب. وحط فينكس على سطح المريخ الساعة 2353 بتوقيت جرينتش يوم الاحد ليصبح أول مركبة فضاء تصل الى منطقة قطبية في المريخ. وتسببت مشاكل وقعت أثناء الهبوط في فشل أول محاولة لوكالة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) للنزول في منطقة قطبية على المريخ عام 1999 . وتظهر الصورة غير المسبوقة التي التقطها القمر المريخ الاستطلاعي يوم الاثنين بفضل تخطيط دقيق وحظ جيد المجس الصغير وهو يتدلى أسفل المظلة التي تحمله. كما ظهرت في الخلفية بشكل غير واضح ملامح لسطح الكوكب في المنطقة القطبية الشمالية المتجمدة. وتحظى هذه الملامح باهتمام العلماء الذين يعتزمون استخدام فينكس للحفر تحت ما يتوقع أن يكون طبقة رفيعة من التربة لاخذ عينة من الجليد تحتها. ويريدون أن يعرفوا ما اذا كانت المياه في حالة سائلة يوما وهو ما يعتقد أنه ضروري للحياة. وحتى الآن لم يحظ فريق فينكس العلمي الا بلمحة خاطفة من موقع الهبوط بفضل كاميرا مثبتة على متن المجس لم تلتقط الا صورة فضية على درجة متدنية من الوضوح وكان يفترض أن تلتقط صورة بانورامية بزاوية 360 درجة. ويستخدم المجس قمرين صناعيين هما قمر المريخ الاستطلاعي ومارز أوديسي للاتصال بأجهزة التحكم على الارض. وقال بيتر سميث كبير العلماء في مختبر الدفع النفاث الذي يشرف على المهمة للصحفيين "اننا مهتمون بصورة خاصة برؤية ما في المنطقة التي سنحفر فيها." وتابع سميث قائلا ان الشقوق على السطح علامة على تغيرات تحدث في الجليد الواقع تحته. ويعتقد العلماء أن الشقوق حديثة لانها ليست مغطاة بالغبار الاحمر الدقيق الذي يتخلل الغلاف الجوي للمريخ. وتستمر الاختبارات على أجهزة فينكس العلمية وكذلك تقييم موقع الهبوط طوال الاسبوع. ومن المتوقع أن تبدأ العمليات العلمية التي تشرف عليها جامعة أريزونا في تاكسون في يونيو حزيران. وأكمل فينكس رحلة استغرقت عشرة أشهر قطع خلالها 676 مليون كيلومتر من الارض اخترق فيها المجال الجوي للمريخ ونجح في الهبوط بسلام في الدائرة القطبية الشمالية على الكوكب. وخلال الاشهر الثلاثة القادمة يريد العلماء أن يحفروا في سطح المريخ ويدرسوا عينات من المياه والتربة لتحديد ما اذا كانت الظروف تدعم امكانية الحياة هناك. وبالاضافة الى تحديد ما اذا كانت المياه يوما في حالة سائلة في المريخ يرغب العلماء في معرفة ما اذا كان بها أي مادة عضوية. وطوال عقود مضت ظلت ناسا تبحث عن علامات على وجود المياه في وقت ما على المريخ باستخدام أسطول من الاقمار الصناعية ومركبتين متجولتين على سطحه. ودفع اكتشاف مياه متجمدة تحت سطح الكوكب عام 2002 بفضل القمر الصناعي مارز أوديسي العلماء الى اقتراح مهمة فينكس لاستكشاف الامر أكثر.
