كشف تقرير أعده المستشار الأمريكي لرئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت، تيد دانج عن انزعاجه الشديد من تفشي الفساد والحروب الأهلية وقلة التنمية بدولة الجنوب، ونقلت صحيفة «مكلاثي» الأمريكية أن مالك عقار استولى على «35» مليون دولار وعبد العزيز الحلو على «42» مليون دولار، وياسر عرمان على «30» مليون دولار. وقالت الصحيفة إن عقار والحلو تسلما تلك الأموال لتنفيذ مخطط الحركة الشعبية في المنطقتين إضافة لمبالغ أخرى هي حقوق المقاتلين وأسرهم والمتوفين، بينما قام عرمان باختلاس مبالغ كبيرة من الأموال التي تسلمها لقطاع الشمال». وقال ديفيد ديل جال الأمين العام لحزب جبهة الإنقاذ الديمقراطية ل «إس. إم. سي» إن دولة الجنوب كثر فيها الفساد المالي من قيادات الجيش الشعبي وكبار رجالات الدولة، مبيناً أن التقارير الاقتصادية لصندوق النقد الدولي وغيره أكدت هذا الاتجاه. إلى ذلك أكد توت قواك عضو برلمان دولة الجنوب أن البرلمان لن يترك قضية الفساد بالدولة تمر دون محاسبة، خاصة بعد أن نشرت تقاريره على الوسائل الإعلامية. وقال إن البرلمان ينظر إلى حديث الشارع الجنوبي بعين الاعتبار، خاصة أن الأخير أصبح كثير الحديث عن الفساد المالي بالجهاز التنفيدي للدولة. وكان التقرير قد كشف العديد من تفاصيل المبالغ المختلسة من الخزينة بدولة الجنوب التي قام باختلاسها كبار المسؤولين بالجيش والدولة، وسلّط الأضواء على حديث الرأي العام والأوساط السياسية في جنوب السودان. وعقب إعلان سلفا كير أسماء عدد من قادة الجنوب متهمين بالفساد برزت إلى السطح خلافات حادة وسط قيادة الحركة الشعبية، بسبب نشر أدلة ممثلة في كشوفات بحسابات وودائع قيادات في دول أوروبية ودولة عربية من أموال المانحين التي تم اختلاسها من خزينة الدولة، بجانب جرائم الفساد. واتهم سلفا كير قادة بارزين بامتلاك أرصدة مليونية بعدد من الدول الغربية، أبرزهم جيمس هوث رئيس أركان الجيش الشعبي، وأليجا مالوك محافظ بنك جنوب السودان السابق، وأوياي دينق أجاك وزير الأمن الداخلي، واللواء توماس دواس وزير الأمن الخارجي، بجانب باقان أموم أوكيج الأمين العام للحركة الشعبية. وأخيراً تم تسريب قائمة سرية في جنوب السودان تحوي حوالى «50» قيادياً تورطوا في سرقة الأموال «من بينهم شماليون»، كما تم الكشف عن جملة المبالغ التي قام بسرقتها كل مسؤول ومن بينهم سلفا كير نفسه.