تشهد ولاية نهر النيل هذه الأيام طفرة كبرى في مجال الطرق والكهرباء، شملت معظم المدن والقرى. شبكة كبيرة ومتفرعة من الطرق التي تربط مدن وقرى الولاية كافة بالطرق القومية. هذه الشبكة من الطرق التي تنفذها شركة مام للطرق والجسور.. وهي احدى الشركات الوطنية المتميزة بسرعة الإنجاز.. وتجويد العمل.. وهذا ما وضح من أعمالها السابقة في الدمازين.. في ذلك الطريق الذي يربط بين الدمازين والكرمك. --------- الولاية ومنذ ان جاء اليها ابن المنطقة المستنير البروف احمد مجذوب احمد وضع خطة تنموية طموحة للنهوض بالولاية من كل الجوانب.. شبكة الطرق بدأت من منطقة العوتيب- حوش بانقا.. الذي اكتمل تماماً. وكما تقول شركة «مام» المقاول لتنفيذ هذه الشبكة في كراستها.. إن هذا المشروع يربط طرق ولاية نهر النيل بمعظم مناطق الولاية من عطبرة الى سيدون، وأم الطيور الى الباوقة، وبربر والعبيدية، وريفي محلية الدامر وريفي جنوب وشمال شندي بشبكة طرق أسفلتية بمواصفات عالمية، ويتوقع ان يحدث هذا المشروع نقلة نوعية في النهضة الاقتصادية بالولاية وللسودان عموماً، حيث ان شبكة الطرق المسفلتة تشجع المستثمرين لنقل أعمالهم الى المنطقة والاستفادة من ثروات وخيرات الولاية.. وكمثال لذلك طريق أم الطيور الباوقة يمر من الشمال للجنوب بقرى عديدة منها الباوقة وأبوكديدة، وابوالسلم، والحلفا، وأم القرى وحلة يونس، جادالله، والمسيد وكدباس، والغبش، والفحلاب والكريمت، والفاضلاب وأم الطيور.. وهي ملتقى تقاطع الطريق مع الطريق المتجه الى مروي ودنقلا، مع العلم بأن المنطقة غنية بالمنتجات الزراعية والحيوانية، ومواد صناعة الاسمنت ومعادن اخرى كثيرة، ولكن المشكلة التي تواجه المواطنين والمستثمرين هي عدم الاستفادة منها لصعوبة ترحيلها وبيعها في مناطق اخرى. هذا بالإضافة الى تسهيل عملية تطوير وترقية الخدمات الضرورية «التعليم، والصحة، والاتصالات.. إلخ» وهكذا أصبحت هذه المجموعة.. مجموعة شركة مام كياناً قوياً تساند الإنسان السوداني أينما كان وتدعم مشاريع تنمية المجتمع بكل إمكاناتها وخبراتها. شبكة الطرق الأسفلتية يبلغ طولها «250» كيلومتراً.. وبلغت تكاليفها «175» مليار جنيه سوداني. كان لإدارة بنك أم درمان الوطني دور مهم وكبير في تمويل هذه الشبكة بهذا المبلغ الكبير.. إذ تعهد بتمويل هذه الشبكة وكتب خطاب الضمان المالي والبنكي للولاية وللشركة، لهذا وجد موقف بنك أم درمان الوطني تقديراً كبيراً من الوالي ونائبه وجماهير الولاية بشكل عام إذ أعلن الوالي هذا الموقف الوطني من بنك أم درمان الوطني. تجولنا على الطبيعة وزرنا كل الطرق التي تقوم بتنفيذها شركة مام باقتدار عال وفي ظروف مناخية غاية في الصعوبة.. خاصة ان بعض المواقع خالية تماماً من السكان ومن النبات والماء كذلك.. صحراء جرداء ورمالاً كثيفة كانت «توحل» السيارات الكبيرة فيها لأيام.. بل كانت بعضها تتوه في تلك الصحارى. الآن بدأت شركة مام بشق الطرق وإزالة الأطنان من الرمال. وتواصلت القرى بالمدن.. وسيحقق هذا الشارع نهضة كبرى في هذه الولاية المظلومة التي تعج بكثير من الخيرات في باطن الأرض وفوقها، منطقة سيدون الصحراوية ستتحول الى منطقة حية إذ أن الطريق الجديد سيبعث في شرايينها الحياة ويدفع الدم الى قلبها.. والى أهلها. في منطقة الباوقة.. أقيم حفل تدشين كبير لبدء رصف الطريق الذي يربط بين الباوقة وأم الطيور الذي يبلغ طوله «65» كيلومتراً، هذا الطريق فرح به أهل المنطقة كثيراً، إذ سيوفر الكثير من الوقت والجهد لمواطني المنطقة ويمكن لمنتجات تلك المنطقة ان تصل الخرطوم خلال «4» ساعات فقط بدلاً من ثلاثة أيام. وهناك طريق بربر أبوحمد.. الذي تجاوز منطقة أبوحمد بمسافة طويلة. المرحلة الثانية أم الطيور - كلي والثالثة حتى منطقة الحقنة.. وبذلك يكون الطريق قد اكتمل من مدينة أمدرمان. هذه الشبكة الأسفلتية.. طوت المسافات وأصبح المواطن يصل من أبوحمد الى أمدرمان خلال (5) ساعات أوأقل. هناك.. محطات الكهرباء، إذا قامت ويبلغ العدد الكلي لأعمدة الكهرباء التي تقوم بصناعتها شركة مام للكهرباء (26.600) عمود كهرباء خرساني نفذت منها حتى الآن (3668) وتصنع في أحواض كبيرة. في معسكرين الأول به (4) أحواض والثاني به (6) أحواض ومدة التنفيذ الى نهاية مارس 0102م والعمل بدأ في مايو 8002. وبدأ توزيع الأعمدة على القرى المستهدفة بالإنارة.. وللمشاريع الزراعية. كذلك الوالي في خطابه أشاد بشركة مام وببنك أمدرمان الوطني..وأكد أن جملة تكلفة (62) مشروعاً زراعياً بلغت (201) مليار جنيه. في تقديري أن هذا الطريق حلم من أحلام الولاية.. بشكل خاص ومن أحلام السودان بشكل عام.. الولاية الشمالية وبالتحديد مناطق العوتيب وعطبرةوالدامر وسيدون وأم الطيور والباوقة عاشت يوماً رائعاً في حياتها إذ بدأت آمالها وأحلامها تتحقق أمام أعينها. الوالي البروفيسور أحمدمجذوب رجل مستنير يفكر بصوت مسموع.. وبفعل هادىء.. وضع خططاً للتنمية إذا تحققت ستجعل من الولاية الشمالية جنة وتتحدى كل الولايات الأوربية. نحن بدورنا نشيد بجهد شركة مام للطرق والجسور وشركة مام للكهرباء وبنك أمدرمان الوطني.. هذه المؤسسات أصبحت سبباً في تحقيق النهضة التنموية الكبرى في الولاية الشمالية تلك الولاية المنسية. أخيراً مشكلة هذه الحكومة أنها لا تعرف كيف تسوق لإنجازتها الكبيرة.. ما عدا الوزير أسامة عبد الله وزير السدود الشهير الذي أشرف على تنفيذ سد مروي.. ذلك الإنجاز المعجزة.. أما بقية الولاة.. عدا عبد الرحمن الخضر وعبد الرحمن سر الختم والي الجزيرة ووالي القضارف السابق.. لا يعرفون كيف يسوقون لإنجازتهم.. لأن التسويق يحتاج الى مال.. إذا كان في الصحف أو التلفزيون لكنهم (قابضون) بشدة على المال العام. نأمل أن ينتبهوا لإنجازاتهم ويقدموها للجماهير مهما كانت التكلفة. والتحية للوالي ولنائبه ولأركان حرب ولاية نهر النيل. كمال حسن بخيت : الراي العام