فازت جامعة الخرطوم بالمركز الاول في البطولة الدولية الثانية لمناظرات الجامعات باللغة العربية وأحرزت كأس البطولة في اختتام منافسات البطولة التي دامت أياما متواصلة ، فيما أحرزت جامعة السلطان قابوس العمانية المركز الثاني والمركز الثالث كان من نصيب الجامعة الاردنية. وقد ثمن الدكتور عابد السامعي رئيس قسم البرنامج العربي بمركز مناظرات قطر جهود المتناظرين والمشاركين والمحكمين . وقال في كلمته في حفل الختام: "مر عامان على انطلاق ثورات الربيع العربي وها قد بدأت المعالم تتضح وبدأنا نرى نتائجها وأصبحت النتائج محل نقاش وأخذ ورد والبعض يراها نجاحا وآخرون يرونها فشلا ويستشهد كل فريق بحجج وأحداث ، وموضوع مناظرة الليلة يناقش هل نجحت الثورات العربية في تحقيق الأهداف المرجوة منها أم أنها فشلت في ذلك ". وأوضح أن نص قضية المناظرة : "يؤمن هذا المجلس أن ثورات الربيع العربي قد فشلت". وتابع : " قد يتساءل البعض كما هو حادث في القاعة ، لماذا طرح القضية التي يبدو كأنها تنحاز لرأي على آخر ، ونرد بأننا في المناظرات نصيغ القضية بطريقة جاذبة ولا يعبر نصها عن قناعات المنظمين او المتناظرين والنص قابل للإثبات او النفي ودور الموالاة إثبات صحة موقفها من القضية والمعارضة دورها معارضة القضية " . وقال السامعي إن فريق الموالاة من جامعة السلطان قابوس ضم الطلاب صفاء الخروصية، المعتصم المعمري، شروق الجرادي، فيما تكون فريق المعارضة من جامعة الخرطوم من الطلاب اواب احمد، امجد عبدالرحمن ومحمود المعتصم. وذكر السامعي أن لجنة التحكيم، يرأسها هو وبعضوية محمد سلمان وحسن حمادي ووضحة الهاجري ومحمد سعداوي وفهد السبيعي وابراهيم القرقوري ونور الدين ابو طالب وجهاد عمرو محمد سمير. ولفت الى أن القرار سيكون بالأغلبية اذا لم يحصل الإجماع بين المحكمين ، وان كل متحدث لديه 5 دقائق لإلقاء خطابه . وقالت المتحدثة صفاء الخروصي من جامعة السلطان قابوس : غايتنا إقامة الحجة ودفع الشبهة من القول والرأي الفاسد، والثورات العربية تتابعت في آخر 3 أعوام وهدفت لإسقاط الأنظمة..موقفنا أننا نؤمن ان الثورات العربية فشلت لما خلفته من اثار على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والامنية والسياسية وعدم وضوح الرؤية وغيرها، وحججنا الدماء العربية التي اصبحت رخيصة ورملت النساء بعد مئات القتلي وأدى ذلك الى وجود طبقة ثائرة واخرى غير ثائرة ما أدى الى وجود صراع طبقي وويلات اجتماعية وقبلية ودينية وفي محور الامن فان الصراعات التي حدثت أدت الى تشجيع الجرائم وهروب السجناء " . ورد عليها المتحدث الاول في فريق المعارضة قائلا : " نعارض الموقف لان الفريق لم يبين ماذا يعني بالفشل وتحدثت عن حجج الطبقية..دعونا نواجه مساوئنا بشجاعة، وهل يمكن أن تنتج القبلية في عامين أم أنها نتائج سنين طويلة حيث خرجت الى السطح وهل تريدون تغييرا بلا ثمن، الدماء تساوي الحرية . من التجني أن نحكم على الشعوب بالفشل قبل أن تكمل مسيرتها والثورات تأخذ وقتا ونستغرب أن نزيل الفساد في فترة قصيرة ومن المستحيل أن نظن التدهورعامل فشل فالثورة الفرنسية عانت حتى قادة الثورة أعدموا بالمقاصل وأعادت الثورة انتاج نفسها ولم ينتقص ذلك من مسيرتها ووجود فشل بسيط لا يعني الفشل وماليزيا توافق شعبها على النهوض وتركيا والبرازيل وكلهم استغرقت النهضة فيهم فترات طويلة حتى تم التغيير" . أما المتحدث الثاني من الموالاة المعتصم المعمري فقال : "الثورات نزعة عربية قديمة تدعو لتغيير كل شيء إلى أن نغير أنفسنا ونقول لو أن كل واحد منا غير نفسه ما احتجنا الى ثورة وكل مواطن يدعي انه ثائر والفساد مخفي..لا يمكن الحكم على الناس انه فاسد او غير فاسد ومن أنت حتى تقرر سعر الدم وسياسيا واضح أنها لعبة سياسية بين الدول الكبرى فلم يتدخلوا في سوريا وفي المحور الاقتصادي الإضرابات مستمرة وتوقف عجلة الاقتصاد ". ورد عليه أمجد عبدالرحمن - من فريق المعارضة- قائلا " الشعوب لا تتحرك بالملايين بالريموت كنترول ، والعدالة الاجتماعية تحتاج وقتا وانفجار الثورات تم بعدما اكتملت والجماهير قادرة على تحديد المفسد وآمال الجماهير تنقسم لواحدة على المدى البعيد وأخرى على المدى القريب وتحقيق الحرية نراه واضحا في دول مثل مصر أصبح مثل الدول الاوروبية وسيادة القانون " . أما المتحدث الثالث من المولاة فقال : " الثورات خلفت اثارا سياسية واجتماعية فالربيع يولد الزهور الجميلة وليس القتلى ، نحن نكمل 3سنين ولم نضع رؤية واضحة ونجد من يريد إسقاط النظام وماليزيا كانت وضعت رؤية واضحة والسياحة تأثرت في مصر وهناك من يلعبون تحت الطاولة لتحقيق الاختلاف وتحقيق أهداف سياسية " . ورد عليها المتحدث الثالث من المعارضة "نرغب في وقف الحكم على الشعوب والتجني عليها ، حرب غزة الاخيرة التي زار فيها رئيس الوزراء المصري غزة أثبتت عودة دور مصر والرخص هو أن يرضى الانسان بالظلم والشعوب العربية عندما خرجت في الثورات كانت واضحة الرؤية وحددت أهدافها والخروج على القذافي ليس خروجا على نظام فلم يكن نظاما بل كان فوضى والشعب المصري ليس جاهلا لا يعرف ما يرى وهدفنا هو ألا نتجنى على الشعوب وألا نحكم عليها قبل أن تنضج الثورات". وتهدف بطولة الجامعات الى توثيق الروابط والصلات في مجالي الشؤون التعليمية والثقافية بين جامعات الدول المشاركة وترسيخ ثقافة الحوار الهادئ البناء الذي ينتج المعرفة ويفسح المجال للاختلاف والتنوع المثري الى جانب تفعيل المناظرات العربية والعناية بها عن طريق تشجيع حرية الرأي والنقاش المفتوح . يذكر أن مركز مناظرات قطر قام مؤخرا بتدشين شعار البطولة وهو عبارة عن شجرة ترمز أوراقها الى الدول المشاركة وذلك لتوضيح فكرة تباين الآراء ووجهات النظر.