دائماً كنت أقول وسأظل أقول إن البني آدم السوداني يستحق أن نمنحه كل ما نستطيع من لحظات السعادة والإبداع لخصوصية الحياة التي يعيشها معظم الغبش من المطحونين والغلابى الذين تساوي عندهم (إتكاءة في عنقريب وضل همبريب وجقمة موية باردة) الدنيا وما فيها وتكتمل السعادة عندهم لو- جملوا أمسياتهم بمشاهدة ملونة التفاصيل حتى لو كانت من تلفزيون أبيض وأسود يتوسط الحوش أو بهو الديوان لذلك تحمست أيما حماس حينما طرح عليّ الأخ الصديق المخرج إمام حسن الإمام فكرة تقديم برنامج «أمنا حواء» والذي جاءني متحمساً بعين المخرج وروح الفنان لما يحسب أنني قد أصبت نجاحاً في برنامج سابق هو من بنات أفكاره وإخراجه، وأقصد «بنات حواء» الذي بثته فضائية قوون رمضان الماضي وقلت لإمام إنني ضد تكرار الأفكار.. لذلك فإن موافقتي على تقديمه مرهونة بأن نجدد روحه.. ونبعث فيه شكلاً يمنحه الألق والبهاء.. وكان ان اجتهدنا ووصلنا إلى أن أمنا حواء السودانية تستحق منا التوثيق ومزيداً من التعريف.. لكن لابد من أن نرفع سقف النظرة إليها بعيون آدم شريكها في الحياة.. فكانت استضافاتهم بطعم الدهشة..! تحدثنا فيها عن الأم بنظرة طبيب للنساء والتوليد وعن حواء الفنانة بنظرة الناقد والصحفي وانداح الحوار ليكون أحد أطرافه دكتور قاسم بدري حفيد مفجر ثورة تعليم المرأة الراحل بابكر بدري وعلى هذا القياس بحثنا عن حواء بعيون الرجل.. وفتشنا عنها في ثنايا الحياء.. وهي تتحدث عن نفسها باستضافات لم نستثنِ منها مبدعة شاعرة، أو فنانة أو ضابطة ووزيرة وبرلمانية أو سفيرة وبلغت حواء في «أمنا حواء» مدى العبقرية والبرنامج يستضيف الخنساء التي قهرت الإعاقة وحققت التميز في الشهادة السودانية.. وإن كانت شهادتي في البرنامج مجروحة لأنني مقدمته.. لكنني لا أستطيع أن أكتم شهادة في حق مغنياته الثلاث اللائي طرزن جيد الغناء بأروع الدرر واللآليء لتخرج الكروان حنان بلوبلو قديمها وتمزجه مع الجديد.. مقدمة أغنيات كانت سبباً في نجاحها وشهرتها.. ولعل حنان هذه ستكون مفاجأة للجميع وهي تعود بصوتها وروحها بلوبلو موديل «09».. أما البلدوزر إنصاف مدني فقد سكبت ذهب صوتها طوال ثلاثين حلقة ولو أن ما سكبته من ألحان يُحمل على الأيدي لمنحنا خزينة بنك السودان ذهباً عائده يحل دين ال14 مليار دولار «الحارق مصاريني» وهاجر كباشي التي انضمت للبرنامج فهي بلا منازع ستنتزع الدهشة وصوتها من قوته وجماله وشموخه أسميناه «الجامبو» في هديره الناعم وقوة دفعه التي تهز القلوب هزاً!! في كل الأحوال أحسب أننا وبجهد المقل حاولنا أن نقدم للمشاهد السوداني منتجاً نفخر به.. ويستحق أن نكلفه ساعة من الزمان نقتطعها من وقتنا الغالي لمشاهدته والعمل برمته تم بروح الجماعة.. ومخرجه إمام صام عن الزاد والطعام كحالنا جميعاً ونحن نسابق الوقت للحاق برمضان حتى وصل بنا الحال أن سجلنا في يوم واحد ستة حلقات كاملة كان مطلوباً منا فيها رغم الضغط والإرهاق أن نكون في قمة الجمال والأناقة وكامل الإبتسام فالتحية مني لطاقم المصورين وللفرقة الموسيقية الذين كانوا جنوداً مجهولين يقفون وراء ا لكواليس في تجرد ونكران ذات.. والتحية لأسرنا التي صبرت علينا وصحبتنا أحياناً كثيرة في موقع التصوير.. والتحية للشعب السوداني الذي تهون من أجله القواسي.. وعشان عيونه نسعى أن نتجاوز النمطية والتقليدية.. ونبهره بالجديد.. وكل رمضان وأنتم بخير و موعودين بالجمال والسحر والإبداع!! ٭ كلمة عزيزة حراك ملحوظ.. وحركة دؤوبة لم تستثنِ واحدة من الفضائيات السودانية كلها تسعى أن تسجل حضوراً لافتاً وأحسب أنه كلما ارتفع سقف المنافسة كان الكسبان هو المشاهد الذي هو وحده الحكم والجائزة.. أرجو التوفيق لكل من إجتهد وثابر.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!! ٭ كلمة أعز قصدت ألا أتناول ورغم وعدي للقراء موضوع بطاقة بحراوي.. لأنه من نوع المواضيع التي ربما تعكنن المزاج والدنيا قبايل رمضان «نجليها» الليلة ونعود إليها غداً إن شاء الله!! أم وضاح