الذكاء وحده هو ما ينقص الحرب الآن.. في مصر والسودان وسوريا ونحدِّث الأسبوع الماضي أن الجيش المصري حين يكتشف انحسار الناس عنه يُطلق استديوهات التزييف. والصحف العالمية أمس تكشف أن ما تبثه المحطات «حتى الجزيرة» لحشد مليوني مؤيد للجيش هو ذاته الحشد الذي خرج ليلة 28 يناير2011م ضد مبارك الاستديوهات تبدأ التزييف ببث مظاهرات العام الأسبق ضد مبارك باعتبارها تحدث الآن ضد مرسي. والجزيرة.. إنما كانت وبذكاء جيد .. تنتقم لشيء يحدث والجزيرة «المحطة التي تعمل في قطر وقطر تدعم سيسي.. والتي تطردها مخابرات سيسي من مصر.. والتي تعلم أن سيسي يفقد الناس... وأن المحطات التي تدعمه تفقد جمهورها.. الجزيرة هذه لما كانت تنقل حشداً مليونياً» يدعم سيسي مساء الأحد «الحشد المزيف».. كانت تستقبل مكالمة من سيدة يطل مسكنها على ميدان التحرير وهي تصرخ :كيف تقولون إنكم تنقلون حشداً مليونياً.. بينما أنا الآن أرى بعيني ميدان التحرير وليس فيه إلا بضع مئات. الجزيرة تذيع المحادثة على الهواء.. عن عمد.. والفضيحة تنفجر .. والجزيرة .. بذكاء شديد تقدم الحقيقة لمشاهديها دون أن تقع في حرج مع دولتها. لكن الغباء من هناك يعمل بنشاط. والجيش المصري الذي يرتكب مذبحة الحرس الجمهوري ويعجز عن الإفلات منها يعلن أمس الأول عن حدثين الجيش يعلن عن اكتشاف متفجرات هائلة داخل مقر الحرس الجمهوري ومصر تنفجر بالضحك على الجيش الذي يتسلل الإرهابيون إلى قيادته محملين بأطنان المتفجرات دون أن يشعر بهم قبلها الجيش .. وبالذكاء ذاته.. كان يعلن عن محاولة اغتيال لقائد الجيش الثاني يقوم بها رجلان.. والرجلان.. يُقتلان ومعهما طفلة في الثانية. ومصر تتساءل مذهولة عن : رجلين «اثنين..»!!! يهاجمان كتيبة!! وتتساءل عن رجلين يهاجمان حشداً عسكرياً كاملاً.. ومعهما «طفلة» في الثانية»!!! «2» والغباء ليس محتكراً لبعض الناس.. فهو يعمل في سوريا وقبل أسبوعين نتساءل هنا عن أن .. أمريكا تقوم بتدريب قادة المعارضة.. .. ونتساءل عن : لماذا.. وكيف .. يقتل كل أو أكثر القادة هؤلاء وهم في طريقهم إلى الميدان؟ والصحف العالمية تكشف أمس أن أمريكا تبيع المعارضة لروسيا ففي شقوق المعارضة السورية الآن فصائل تقتتل مع فصائل وبعض الفصائل هذه يرتدي قناع القاعدة ويذبح المدنيين تحت دعوى «محاكمة شرعية..!!» ويبث الإعدام على الإنترنت. أمريكا .. عندها.. وبزعم عدم تقديم الدعم للقاعدة تتخلى عن دعم المعارضة وعدم دعم المعارضة خطوة أمريكية نحو موسكو و... و... وآخر محصول لمزارع المخابرات هو : أنباء تتسرب عن أن حكومة الجيش في مصر تنتظر بالإخوان حتى «يملوا» من البقاء وينفضوا بينما أنباء تتسرب عن أن : الإخوان كانوا يعرفون هذا منذ اليوم الأول ويضعون خطوة تالية تبدأ الأيام القادمة ويبدو أن الكاتب الشهير «هيكل» الذي كتب بيان الجيش الأول سوف يذهب إلى اعتذار فصيح كعادته.