ازدادات معاناة المواطنيين بعد الأحداث الأخيرة بمعظم مناطق الخرطوم والتي نجمت على إثر الزيادة المتوقعة في أسعار السلع الاستهلاكية اليومية بعد قرار رفع الدعم عن المحروقات وفور اندلاع الأحداث أصبحت هنالك مشكلة ندرة في المواصلات والغاز بجانب الزحام في الطلمبات حيث كان العامل المشترك في كل هذه المظاهر هو غلاء الأسعار وحالة الانفلات الأمني التي صاحبت التظاهرات الأخيرة في الوقت الذي دخل فية متغيير آخر لم يكن في الحسبان وهو ارتفاع أسعار الخبز بعدد كبيرة من الأفران بمناطق العاصمة المختلفة ( ثلاثة رغيفات بي جنيه) رغم الإبقاء على الدعم الحكومي للسلعة فيما شهدت محطات الوقود زحاماً كبيراً من قبل أصحاب السيارات نسبة لمحدودية عدد الطلمبات العاملة بعد حرق الكثير منها خلال التظاهرات. 72 طلمبةً عاملةً في الخرطوم ووجه وزير النفط عوض الجاز خلال زيارة ميدانية لمستودعات الشجرة كافة شركات توزيع المواد البترولية بالعمل المتواصل لمد المواطنين، مؤكداً توفير المشتقات البترولية وقال إنه تم وقف الإمداد لمدة يوم واحد بسبب أحداث الشغب باعتبار أن المواد البترولية حساسة وسريعة الاشتعال. كما وجه الجاز إدارة الإمدادت لوضع خارطة لضمان انسياب النفط بجميع المحطات العاملة والعمل ليلاً ونهاراً، وطمأن الجاز فى رسالة للمواطنين بتوفر الإمداد وقال الجاز: إن الصفوف التى تشهدها عدد من المحطات نتيجة لخروج بعض المحطات من الخدمة ولا علاقة لذلك بشح الوقود ووجه بزيادة الكميات للمحطات العاملة وتأمينها.. يذكر أن ولاية الخرطوم أصدرت بيانا حددت فيه طلمبات الوقود العاملة بالمحليات والتي بلغت حوالي 72طلمبةً معظمها بمحلية الخرطوم 35 محطةً وإحدى عشر ببحري وعشراً بأم درمان، ثمانية بكرري، ست بشرق النيل واثنتان بجبل أولياء. المواصلات صداع مستمر واتسم يوم أمس بالهدوء الكامل في معظم مناطق العاصمة ورغم عودة الحياة لطبيعتها خلت مواقف المواصلات من المركبات مع تناقص ظاهر في أعداد المواطنيين بوسط الخرطوم والذين وصفوا أزمة الموصلات بالقديمة والمتجددة فاقمتها التطورات الأخيرة وطالبوا الدولة بحلول دائمة للمشكلة باعتبارها تشكل هاجساً كبيراً للمواطنين. وفي الجانب الآخر التقت الصحيفة بسائقي مركبات عامة وسألتهم عن تفاقم أزمة الموصلات خلال اليوميين الماضيين حيث أفادوا بأن معظم زملائهم من السائقين يفضلون المكوث في منازلهم على العمل في أيام المظاهرات خوفاً من حدوث أضرار مادية وبشرية وقالوا إن الكثير من الحافلات خارج التأمين ضد الشغب لذلك يخشى أصحابها من العمل في أيام المظاهرات وأشاروا لقلة المحطات العاملة بعد احتراق عدد كبير باعتبارة عامل مؤثر في انسياب الخدمة وبالتالي أصبح من الصعوبة أن تعمل الحافلات في ظل هذا الوضع كما أشاروا إلى أن توقف بصات الولاية التي تعرض عدد مقدر منها للتلف والحريق أثناء التظاهرات الأخيرة الأمر الذي سيكون عاملاً مؤثراً في استمرار الأزمة. واتفقت مجموعة كبيرة من السائقيين على أن التعرفة الجديدة لا فائدة كبيرة منها لجهة أن سعر الوقود ارتفع بنسبة كبيرة مما قد يوثر على عملهم ومدخولاتهم وأوضحوا أن احتياجاتهم للوقود تترواوح ما بين (8) إلى (10) جالونات خلال اليوم لتشغيل وأن الفرقعن السابق يصل (140) جنيه. من جانبهم نفى عدد من أصحاب التاكسي والأمجاد استغلالهم للظروف الأمنية التي رافقت التظاهرات لرفع سعر المشاوير وقال أيمن عثمان سائق أمجاد الأسعار أصبحت مرتفعة( ماذا تتوقعوا مننا) جالونيين بنزين تكلفتهما أكثر من 40 جنيهاً فكم يكون ثمن المشوار؟ وأضاف نحن أمس الأول حملنا بعض المواطنيين مجاناً خاصة النساء( والبنات ) أثناء التظاهرات لأن الكثيريين لم يتحسبوا لاندلاع مظاهرات وبالتالي لم يكن يملكوا ثمن المشاوير، وأضاف عموماً ارتفاع أسعار البنزين حا يوقف سوقنا. اسئناف السفريات من وإلى الولايات بشكل طبيعي وعادت الحياة لطبيعتها في الميناء البري الخرطوم باستئناف كامل للرحلات السفرية من وإلى الولايات وقال رئيس غرفة البصات السفرية الاستاذ أحمد على: إن هناك تلفاً جزئياً حدث لعدد من البصات السفرية جراء العمليات التخريبية التي حدثت بولاية الخرطوم أمس ولا وجود لإتلاف كلي. وأضاف أحمد علي: إن البصات السفرية مؤمنة تأميناً شاملاً ولكنها غير مؤمنة ضد أحداث الشغب والتخريب والتي تتطلب دفع مبالغ إضافية بخلاف التأمين الشامل. وأكد أهمية وضرورة تأمين كافة المرافق من قبل الحكومة تحسباً لأي انفلات أمني، مؤكدا أن هناك هدوءاً تاماً اليوم بخلاف أمس وهناك انتشار كبير للقوات النظامية وأوضح بأن هناك انسياباً في حركة البصات السفرية مشيراً إلى أنهم بدأوا في تطبيق منشور زيادة الأسعار والتي بلغت 26% من الأسعار القديمة عقب رفع الدعم عن المحروقات وأوضح أن البصات السفرية نشطت في حركتها اليوم من موانئ الخرطوم الرئيسية في كل من الخرطوم وأم درمان وبحري موضحاً أن البعض منهم تعرض إلى تهشيم في الزجاج الأمامى والخلفي.. . اتحاد المخابز وفرنا الدقيق والغاز للأفران وكشفت جولة الصحيفة بعدد من أحياء الخرطوم عن ارتفاع في أسعار الخبز إذا وصل سعر الرغيفة الواحدة 330 قرش بدلاً عن 250 قرش سابقاً لتصبح كل ثلاثة رغيفات بجنيه بعد أن كانت كل أربع بي جنيه وبرر أصحاب مخابز الزيادة بارتفاع سعر الغاز بنسبة 30% فيما أكد بعضهم عدم وجود زيادة باعتبار أنهم زادوا من حجم العيش من 70 جراماً إلى 90 جراماً وأكد أخرون التزامهم بالأسعار القديمة وعدم وجود زيادات على الأسعار من قبل اتحاد المخابز وفي الأثناء قال الأمين العام لاتحاد المخابز عادل ميرغني: إن الأفران بولاية الخرطوم تعمل بصورة جيدة عقب تسليمها حصتها من الدقيق والغاز والجاز مساء أمس وقال: إن اتحاد المخابز قام بتحريك العربات المحملة بالدقيق من المطاحن لمواقع المخابز ومتطلبات استخدام المخابز من الوقود وذكر أن احتياجات ولاية الخرطوم يومياً من الدقيق تتراوح بين (26 - 28 ) ألف جول. إلى ذلك ارتفعت أسعار غاز الطبخ إلى 35 جنيهاً في معظم أرجاء العاصمة وشكا المواطنيون من شح في الغاز وقالوا إن معظم المحال أغلقت أبوابها في الوقت الذي كشف فية أصحاب طلمبات استطلعتهم الصحيفة عن إيقافهم للتعامل التجاري في الغاز لحين استقرار الأوضاع الأمنية. ولاحظت الوطن أن أسعار أنابيب الغاز ارتفعت بشكل كبير عن ما هو معلن لتصل 35 جنيهاً بدلاً عن 25 جنيهاً وهو السعر الذي حددته السلطات المختصة. الأسعار نار ومع اندلاع الأحداث أول الأمس بالخرطوم سعت العديد من الأسر إلى تأمين حاجتهم من المواد الغذائية خوفاً من استمرار التظاهرات حيث لازالت الأسعار القديمة سارية مع ارتفاع في بعض أسعار السلع وسط عزوف تام لتجار الإجمالي عن البيع لتجار القطاعي حيث أرجع عدد من التجار الأسباب لعدم معرفة الأسعار الحقيقة للسلع بعد الزيادات الكبيرة التي طرأت على (البنزيين والجازولين) ووصفوا عملية الشراء والبيع في الوضع الحالي بالمخاطرة التي قد تترتب عليها خسائر كبيرة وأوضحوا أن النشاط التجاري الحالي مقتصر على بيع القطاعي فقط لكل التجار في انتظار تحديد الأسعار الجديدة وقالوا إن المصانع المحلية والشركات المستوردة لم تحدد إلى الآن أسعار منتجاتها وتوقعوا أن ترتفع الأسعار بنسبة 30% لكل السلع المحلية والمستوردة. وتوقف الارتفاع المضطرد في أسعار الدولار بالسوق الموازي عند 8,500 في الوقت الذي شكا فية متعاملون من صعوبة الحصول على العملات الصعبة. الفاضل إبراهيم