انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة اعتقاد الكثير من النساء والفتيات في بعض الشيوخ فضاعت أفكارهن ما بين فك الطلاسم... والسحر... والشعوذة... والدجل حتى أن البعض منهن أصبح مهووساً بانتهاج نهج لا يقره شرع ولا دين فمعظم من أشرت لهن يلجأن إلي ذلك الطريق المحفوف بالمخاطر... نعم هو طريق محفوف بالمخاطر القائدة إلي حافة الهاوية فكلما نزلت نازلة بأحداهن تقع في المحظور ﻷنهن يغيبن العقل في اللحظة التي يجب أن يكون فيها حاضرًا بعيدا عن ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ التي بدأت تأخذ حيزا كبيرا في المجتمعات العربية والإسلامية بصورة عامة ما أدخل في تلك المجتمعات الخوف والقلق من ذلك الهوس الذي أصبح مخيفا ومرعبا فأشارت بعض الاحصائيات التي أجريت في هذا الإطار إلي أن أكثر من (10) ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ ضف إلي ذلك الإستنزاف الذي يمارسه أولئك الذين يدعون زورا وبهتانا أنهم شيوخ يعملون علي تغييب بعض النساء والفتيات لعقولهن اعتقادا بأن ما يمارسه هذا الدجال أو ذاك فيه كل الخير مع التأكيد أنه مخالف بشكل قاطع للشرع والدين الإسلامي الذي أوصانا بعدم إغراق العقل الذي كرمنا به المولي عز وجل في الخرافات والاساطير الوهمية. فما ذهبت إليه يوضح بجلاء جهل بعض النساء والفتيات بأحكام الشرع الدين الإسلامي ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ما يقودهن إلي الدجل والشعوذة والسحر ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺠﺄ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اعتقادا منهن أن ما يكتبه الدجال يمثل جزءا من الشرع الإسلامي وهذا الفهم الخاطيء يعود إلي إبتعادهن عما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالي فإذا قرأنا وتدبرنا الآيات التي تحرم الدجل والشعوذة والسحر سيجدن أنهن يعيشن في ضلال كبير لقوله تعالي في محكم تنزيله : (إن ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻻ ﻳﻔﻠﺤﻮﻥ . ﻣﺘﺎﻉ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ) - ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﻞ. لذلك علي من تلجأ للدجل والشعوذة والسحر أن تعلم علم اليقين أن هؤلاء أو أولئك الدجالين يدعون زورا وبهتانا العلم بما لايعلمون فيفترون بذلك الكذب علي العلي الذي قال في محكم تنزيله : ﻗﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻳﺎﻥ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ) وقد حرم الله جل علاه السحر بقوله سبحانه وتعالي : ( ﻭﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﻰ). ومن خلال الآيات القرآنية الكريمة تبين لنا حرمة الانجراف وراء هذا التيار خاصة وأن الدين الإسلامي اوضح لنا جميعا ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﻼ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺑﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺃﺑﺪﺍً... لذلك فأن ﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ والسحر من الأفعال التي تخالف بشكل قاطع توظيف العقل بصورته السليمة بعيدا عن ادعاء العلم بما لاتعلمه. ورغما عن تلك الحقائق بشواهدها الشرعية... والفقهية في الدين الإسلامي إلا أننا نطالع بشكل شبه يومي تعمد البعض من النساء والفتيات إلي الإنقياد خلف ذلك الدجال الذي يرمي إلي تحقيق مآربه الدنيوية التي لاتدع في ظل هذا التناول أن نغفل ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻮﺍﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ وهي بأي حال من الأحوال ميزة من ميزات الرسل عليهم أفضل الصلوات وأتم التسليم بالإضافة إلي كرامات الصالحين الذين خصهم الله سبحانه وتعالي بها وهي تتم بتوفيق من العلي القدير لطاعته لذلك تتم بأمر منه دون أية إستعانة بأحد من الأنس أو الجن حيث ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ( ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺃﻭ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً، ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ). *من ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ التي أشار لها علماء الاجتماع والنفس كثرة ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ من مجهول يزينه لك الدجالون وﺍﻟﻤﺸﻌﻮﺫوﻦ ناسين أو متناسين قول الله سبحانه وتعالي : ( ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎً) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻦ. فمثل هذه الإعتقادات السالبة تنتج عنها الكثير من الاضرار فالدجالون والمشعوذون والسحرة ﻷﻥ ﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ ﻳﺘﺮﺗﺐ علي ممارساتهم تلك ﺣﺮﻣﺎﻥ إنسان ما عن الخير بالمضي قدما نحو الضلال والدجل ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ والسحر دائما ما يقوده لهم أصدقاء السوء الذين حذرنا منهم المولي عز وجل في محكم تنزيله لقوله : (ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺃﻭﻟﻴﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻳﺨﺮﺟﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.