يمنع ارتفاع جبل الليري الشاهق بولاية جنوب كردفان ضوء الشمس عن المنطقة، ولا يتيح رؤيتها إلا بعد أن تتجاوز الساعة العاشرة صباحاً، ويقترب معها توقيت "النهار" في ظاهرة تعد الأولى للعديد من المرتفعات الجبلية بالسودان. وتتميز منطقة الجبل بطبيعة ساحرة وجمال خلاب للمناظر الطبيعية الجميلة كافة. ويقول العديد من سكان المنطقة إن الجبل تسبح فيه العديد من عوالم من الدهشة، أهمها أن المواطن لا يشعر بشروق الشمس إلا بعد العاشرة صباحاً. ويتكون جبل الليري من عدة قمم، وهو يمثل أهم ملمح في هذه المنطقة، وله بعد روحي لسكانه، ويشكل لهم حماية من زوار الليل، ويعد الجبل الذي يتميز بخضرة دائمة تزداد جمالاً في فصل الخريف. مقاومة المستعمر يتكون الجبل - طبقاً لبرنامج "كاميرا الشروق" - من عدة قمم، هي: الليري وكدادة وأم بونو ولفوفة وأم درمن. ويحكي الجبل قصة مقاومة المواطن للاستعمار الإنجليزي والأيادي الآثمة التي حاولت، في وقت سابق، تغيير ثقافة المنطقة بفرض هوية جديدة لأهل المنطقة. وحاول المستعمر إنزال قوات للمنطقة بالقوة، فقاتلهم أهل جبل الليري المستعمر بقيادة المك "كبوباقو" في استبسال تام، أدى إلى دحر العدو وإخراجه من المنطقة في معارك يتداول تاريخها أهل المنطقة بكل فخر وعزة. وتؤكد شواهد التاريخ أن المك "كوبانقو" قد استشهد مأسوراً بسجن كوبر بالخرطوم بعد أن قام بدحر المستعمر من المنطقة في معارك مُني من خلالها المستعمر بهزيمة أجلته من المنطقة بصورة نهائية. قصة الشجرة وتوجد في قمة جبل الليري شجرة تعرف ب(شجرة الذهب)، وهي جزء من الحكايا والقصص التي ينام عليها الأطفال تلك المنطقة. وتقول الرواية إن من يقطف من "شجرة الذهب" من الأطفال يعد فائزاً، لأنه يقدم ما قطفه مهراً للفتاة التي يقترن بها زوجة له في المستقبل. وتم اكتشاف الذهب بمنطقة الليري مؤخراً وأصبحت من المناطق الغنية بنشاط التعدين. وذكر أحد أبناء المنطقة يدعى المهندس علي تونجا، لبرنامج "كاميرا الشروق"، أن خضرة أشجار الجميز والعريب تكسو خضرة للجبل في اتجاهاته كافة. ويطلق أهل المنطقة - طبقاً لتونجا - اسم "الكرّيس " كاسم يحلو لأهل الليري أن يطلقونه على الجبل بسبب علوه وارتفاعه، الذي من ينام حوله باتجاه الغرب لا يشعر بشروق الشمس حتى العاشرة صباحاً.