الذي دفعني لعنونة هذا المقال برسالة إلى الوزيرة هو أملي أن تكون الوزيرة ما زالت مواظبة على تصفح مواقع الإنترنت التى لها إرتباط بأخبار السودان وشئونه.. وظني أن موقع النيلين واحد من المواقع التفاعلية الجيدة والقليلة التى يمكننا تسميتها موقع بالمعنى المقصود لمواقع الإنترنت. سيدتي نحن أبناء السودان بالخارج لنا ميزة قد لا تتوفر لكثير من ناس الداخل وهو أننا نرى كيف يتحول العالم ويتبدل بسرعة تجعلنا مرعوبين لما نرى في الجانب الأخر (وهو بلادنا الحبيبة) في مجال شبكة الانترنت وما يلازمها من بطء التحول وعدم إهتمام ولا مبالاة بما يجري ويكتب أو يدون على الشبكة.. لا ندري أهو غفلة أم عدم إدراك ؟ أصبح أمر الأنترنت معلوم لكل ذي بصيرة بأنه أصبح كتاب العالم المفتوح والمتجدد، يدون فيه تاريخ الشعوب حياٌ لحظة بلحظة وينقل ويخزن فيها ماضيهم بواسطة ذوي الاختصاص والمعرفة لتثبيت حقائق التاريخ والجغرافيا والعلوم والإختراع والأدب والفنون بتسجيلها و بتدوينها من غير شائبة أو نقص أو تحريف.أصبحت الأمم تعرف من خلالها في كل هذه الضروب.. وأخشى أن يصبح الإنترنت في القريب العاجل سجلاً يحتج به في المحافل القضائية العالمية لإثبات حقائق التاريخ والجغرافيا ووقائع السياسة. دعينا أختي العزيزة ننظر لثلاثة محاور فقط من جانبنا ومدى تقدمنا فيها لأن المساحة قد لا تسمح لنا بالاستفاضة. المحور الأول: المواقع الحكومية ومواقع الصحف : حاولي أن تتصفحي موقع تلفزيون السودان أو وكالة السودان للأنباء قطعا ستصابين بالإحباط من أول نظرة وذلك للآتي : سوء في التصيم, ضعف في المحتوى, بطء في التحديث لدرجة التقادم بالإضافة لضعف الحماية سوء البرمجة. مثلها وربما أسوأ منها مواقع الوزارات الحكومية فهي بالجد مخجلة فموقع وزارة الدفاع والداخلية مثلا تنبئك لأي درجة نحن لا نبالي وينطبق ذلك على مواقع الصحف اليومية السياسية منها والرياضية ، حدث ولا حرج. المحور الثاني: المواقع العالمية التي تهتم بالتوثيق مثل ويكيبيديا انسكلوبيديا برتانكا وغوغول بوكس وغيرها الكثير.. هذه المواقع تكاد تصبح مصدر المعلومات الأول لبحوث الطلاب والدارسين والصحافة ومراكز البحوث والباحثين عن المعلومة .. وأي شخص يدرس في الجامعات الغربية يعي هذه الحقيقة جيداً ويعرف ماذا أقصد، لذا من الغفلة أن نترك الاخرين يدونوا تاريخنا وفننا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا نيابة عنا فهم سيكتبونه حسب أهوائهم وأغراضهم وفي أحسن الأحوال حسب فهمهم ورؤيتهم لنا. فالأولى أن نكون نحن من يسطر هذه في كتاب العالم المفتوح فقطعاً سنعرف من خلاله وقد يكون من خلاله فقط. المحور الثالث : اليوتيوب ومحرك بحث قوقل وغيرها ، وخاصة تلك التي تكتب باللغات الاجنبية غير العربية فالمادة المتوفرة عند البحث عن إسم السودان هي فقط صورة الحرب والقتال والتصفيات العرقية حسب ما صورها الإعلام الخارجي أوما روج له بعض بني جلدتنا فهنا المطلوب أن تضاف مواد أخرى تعكس الصورة الحقيقية للسودان عاداته وتقاليده ومدنه وشعبه حتى نصحح الصورة المشوهة التي رسخت في وجدان العالم الخارجي والاقليمي وقد لا أكون مبالغا إن قلت لك بل حتى في وجدان كثير من أبناء السودان نفسه ، لأنهم يروا فقط هذا الوجه الشائه والمشوه للسودان. أختي العزيزة حل الامر في غاية البساطة ، يتم ذلك بوضع معايير وضوابط تلتزم بها المواقع الحكومية والصحف اليومية مثلها مثل معايير إصدار الصحف مثلا: من حيث الحجم وعدد صفحات الصحيفة و التحرير والإخراج وصياغة الخبر والصورة وغيرها في صورة تناسب الإنترنت وحرياته.. فأنا أرى أن الامر ليس بالعسير، يمكنكم من أن تتصفحوا مواقع الاخرين وأن تقارنوا بينها وبين ما عندكم سترون كم من الفرق شاسع بين موقع إنترنت لمحل بيتزا صغير عند هذه الشعوب وبين مواقع سيادية في بلادنا من المفترض أن تكون المرجع الموثوق لحقيقة بلادنا وما يدور فيها. وفقك الله اختي الوزيرة لإحداث التغيير المرتجي حتى نفاخر ببلادنا العالمين.