فتحت وسائل إعلام -وقوى سياسية عراقية- النار على رئيس الحكومة -نوري المالكي- واتهمته بتخريب الدولة وسفك دماء الأبرياء وترسيخ الحكم الطائفي الديكتاتوري، كاشفة عن مظاهر فساد تورط فيها أنجال قادة العراق الجدد، وبينهم نجل المالكي نفسه. وكشف الكاتب بصحيفة "المدى" -سعد محمد- عبر مقال حمل عنان "دولة أولاد الخايبة" النقاب عن استغلال نفوذ يمارسه أحمد نوري المالكي، الذي يعمل نائباً لمدير مكتب وزير الحكومة، مشيراً إلى سيطرة شبه مطلقة -لهذا الأخير- على عديد من القطاعات في الدولة، وقيامه بتصفية حسابات شخصية على حساب الصالح العام. واعتبر محمد أن حادثة منع طائرة من الهبوط في مطار بغداد، عقاباً لها على عدم نقلها نجل وزير النقل من مطار بيروت، يعكس ما وصلت إليه الدولة العراقية من فشل، مضيفاً -بلهجة ساخرة-: "لماذا يحاول المتصيدون في الماء العكر، استغلال هذا الحدث البريء، الاعتيادي، الذي يتكرر يومياً مع طائرات الخطوط الجوية العراقية، إذ يجري تأخيرها انتظاراً لموظف (كبير طبعاً) من مكتب السيد الوزير، أو مكتب رئيس الوزراء، لأن من حق كل من هو بإمرة صاحب المكتب، أو نائب مدير المكتب "الأستاذ" -أحمد نوري المالكي- أن يلغي أية رحلة، ويغير برنامجها، كما يمكن أن يغير طاقمها، إذا لم يكن أفراده من المؤتمنين على أسرار قادة الدولة وأنجالهم ومن بمعيتهم. وعلى الركاب -الذين يجري تغيير برنامج رحلاتهم- الانتظار ساعات، بل وحتى النوم على كراسي المطار، حتى عودة الطائرة وإعدادها لرحلتهم. وهذا الانتظار جزء من تضحياتهم، خدمة للبلد ومصالحه العليا". وباللهجة ذاتها تابع الكاتب: "لقد كان بإمكان السيد مهدي أن يطلب تلفونياً إرسال إحدى طائرات الخطوط العراقية لنقله، لكنه لم يفعل، لكي لا يهدر المال العام، وليس كما يقول المغرضون، إنه يريد الاستمتاع برفاهية الطائرة الأجنبية، وفيها ما فيها، وهو ما كان يفعله حين كان في الأردن الشقيق". وأضاف ساخراً: "لقد تزايدت محاولات النيل من أبناء القادة الكرام، وخصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات، وهي محاولات تجري تحت شعار مصلحة العراق، لكنها -في واقع الحال- تريد الإمعان في الكيد "لقادتنا" الذين عرفت عنهم "نظافة اليد" والابتعاد عن الدخول في صفقات مشبوهة، أو القيام بوساطاتٍ غير مشروعة، لصالح جهات مستثمرة، لا تبغي غير إعمار العراق، وخير العراقيين". وأضاف أن "الأحاديث عن منع نزول الطائرة المغدورة في بغداد، بحجة أنها لم تنتظر وصول السيد نجل وزير النقل، ما هو إلا أحد تجليات التآمر الخارجي على العراق، مثله مثل اعتبار العراق البلد الأكثر فساداً، والأكثر قذارة، والأكثر في نسبة السكان تحت خط الفقر، وغيرها من المؤامرات التي تمولها قطر، دون أدنى شك!". من جهة ثانية، عدت النائبة عن كتلة الأحرار -لقاء آل ياسين- تمادي رئيس الوزراء -نوري المالكي- على مقتدى الصدر نرجسية غير مسبوقة، ودعاية انتخابية مكشوفة ورخيصة. وقالت آل ياسين -في بيان لها اليوم- إن "مثل هذه التصريحات المقيتة، ستزيد من إصرار القواعد الشعبية للتيار الصدري، على ممارسة حقها الشرعي والدستوري، بالمشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة، للإدلاء بأصواتها، من أجل التغيير، رافضة الولاية الثالثة لحكومة صانع الأزمات". جاء ذلك بالتزامن مع استمرار مظاهرات التيار الصدري المناهضة لرئيس الحكومة، احتجاجاً على تصريحات الأخير ضد زعيمهم مقتدى الصدر. وانطلق المتظاهرون من مقر مكتب تيار الأحرار باتجاه المحافظة، رافعين لافتات ومرددين شعارات تندد بالمالكي. واتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات احترازية لحماية مقر مجلس المحافظة، الذي يرأسه القيادي في حزب الدعوة المحافظ السابق خلف عبدالصمد, كما تم ضرب طوق أمني حول مقر حزب الدعوة، الذي يتزعمه المالكي، في مركز محافظة البصرة. وكان المالكي قد وصف مقتدى الصدر بأنه: "حديث على السياسة ولا يعرف أصول العملية السياسية". وقال المالكي -في حديث متلفز-: "إن ما يصدر عن مقتدى الصدر لا يستحق الحديث عنه".