شعبانة احمدزاي "19 عاما" وسارة بهمانبور "30 عاما" تحبان الدخول على موقع تعارف اسلامي يحمل اسم "مكسلم" www.muxlim.com وان كان حجمه أصغر بكثير من موقع التعارف الشهير فيس بوك. بدأ مصري الموقع عام 2006 باللغة الانجليزية ليصبح واحدا من عدد محدود من المواقع التي تخاطب المجتمع الاسلامي داخل سوق الانترنت المتنامية. ومن بين المواقع الاخرى "مكة دوت كوم" و"اسلاميكاويب دوت كوم". وشعبانة افغانية الاصل تقيم في فنلندا وانضمت للموقع منذ عامين. وترى انه من الاسهل عليها اقامة صداقات والانضمام لمجموعات من هذا الموقع بالمقارنة مع الفيس بوك. وقالت لرويترز في مقهى في مركز تجاري في هلسنكي "كلنا نشترك في فكر واحد. حتى لو كنت غير مسلم أو ملحدا لا تؤمن بشيء... لكن اهتمامك بالتعرف على الاسلام والمسلمين.. يجعل الموقع كله متحدا." والموقع صغير للغاية ففي بريطانيا وحدها بلغ عدد زوار الموقع 22 ألفا في شهر يناير كانون الثاني بالمقارنة مع 22 مليونا زاروا موقع فيس بوك حسب قاعدة بيانات الانترنت "كومسكور". ولم تسجل "كومسكور" عدد زوار موقع "مكة دوت كوم" او "اسلاميكاويب دوت كوم" لكن "مكة دوت كوم" يقول ان لديه 50 الف مستخدم في حين ان البحث عن اعداد المشتركين على "اسلاميكاويب دوت كوم" يظهر ان لديه 9748 مستخدما. وكل هذه المواقع تعرض تسجيلات فيديو وأخبارا وصورا ومدونات وغرف دردشة كلها يتعلق بالاسلام والثقافة الاسلامية. أما سارة بهمانبور فهي فنلندية من أصل ايراني انضمت الى "مكسلم" في الفترة الاخيرة وأصبح لديها 52 صديقا على الموقع أغلبهم من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهي تحب الموقع لانه يضم مسلمين من كل الاطياف من المحافظين جدا الى الليبراليين جدا. وهي تضع على صفحتها الشخصية على الموقع ثلاث صور لنفسها بالحجاب التقطها لها مصور محترف. وفي صورة منها تضع مساحيق التجميل على وجهها مقلدة احدى النجمات. وقالت "أثار ذلك جدلا كبيرا." وباعتبارهما من المشتركين المسجلين على الموقع فانهما تشاركان نحو 150 الف مستخدم على مستوى العالم في الدردشة وتبادل المعلومات والمشاركة في استطلاعات وقراءة اخبار من دول اسلامية والتواصل مع بعضهم بعضا. وقال الصحفي والمدون علي الطراز وهو أمريكي من اصل باكستاني "المسلمون المحافظون في سلوكهم الاجتماعي الذي يقيد العلاقات بين الجنسين عادة لا يجدون مشكلة في التواصل على الانترنت." وأضاف انه رأى ان مثل هذه المواقع اجتذبت العديد من المشتركين عند اطلاقها ثم تباطأ نموها بدرجة كبيرة قائلا ان ذلك يرجع في أغلبه الى ميزانية التسويق. ويقول محمد الفطاطري مؤسس الموقع البالغ من العمر 24 عاما ان العدد الاجمالي لزوار الموقع ارتفع الى 1.5 مليون شهريا من مئة الف قبل 18 شهرا. وأضاف الفطاطري الذي جاء من دولة الامارات العربية الى فنلندا في عام 2004 للدراسة مدفوعا بسمعة هذه الدولة الاسكندنافية كمركز عالمي مهم للابداع التكنولوجي "الرقم لا يمثل سوى نسبة اثنين بالمئة من مسلمي العالم." وتابع ان الموقع الذي يدر دخلا من الاعلانات وبيع محتويات يمكن انزالها من على الكمبيوتر يهدف الى تحقيق ربح بحلول نهاية العام المقبل ويستهدف عشرة ملايين زائر شهريا. وكانت سياسته في باديء الامر هي دخول الدول ذات الاقليات الاسلامية فنحو 60 بالمئة من مستخدمي "مكسلم" حاليا من أمريكا الشمالية وأوروبا. ونحو ثلاثة بالمئة من غير المسلمين وأكثر من نصف المشتركين من النساء. وبعد عام من اطلاق الموقع أي في عام 2007 تلقى "مكسلم" استثمارا قيمته مليونا دولار من شركة "رايت انترنت فنتشرز". وقال كريستوفر هاجلاند الرئيس التنفيذي للشركة وهو سويدي "لديهم اعداد رائعة من الزوار ويحظى الموقع بتقدير زواره ونحن نعتقد ان المجموعة التي يستهدفها -وهي مجموعة مستهدفة ذات قوة شرائية- كانت مهملة." ويسعى "مكسلم" حاليا الى جولة ثانية من التمويل ويعتزم الفطاطري توسعة الموقع بمشاركة علامات تجارية عالمية تريد الاستفادة من المجتمع الاسلامي. وأشار الى دراسة اعدتها وكالة الاعلان "جيه.دبليو.تي" في 2007 قدرت الدخل السنوي القابل للانفاق لدى المسلمين في الولاياتالمتحدة فقط بنحو 170 مليار دولار. وبدأ موقع "مكسلم" باسم "مسلم سبيس" لكن الفطاطري غير اسمه مقلدا اسم لينوكس نظام تشغيل الكمبيوتر المفتوح بعد ان شبهت صحيفة فنلندية عمله بعمل لينوس تورفالدس الفنلندي الذي طور نظام تشغيل لينوكس. وقال "كنا في ذلك الوقت نجد العديد من المواقع التي تقدم خدمات دينية أو خدمات تزويج وهناك العديد من مواقع التحليلات السياسية." وتابع "لكن لم يكن هذا ما اتطلع اليه. كنت اريد موقعا يمكنني فيه مبادلة المواد المتعلقة بالازياء التي أفضلها والموسيقى التي استمع اليها والافلام التي أشاهدها." ويقول الفطاطري انه ليس لمكسلم سياسة تحريرية صارمة لكنه يراقب الزوار لتجنب الالفاظ النابية أو العنصرية والصور الفاضحة. وقال "أين يمكنك ان تجد سوقا قوية تمثل خمس سكان العالم.." وقال الطراز ان موقعا باللغة الانجليزية قد يكون جذابا للمسلمين في الغرب خاصة في الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا و"مجموعة أكثر شبابا" من الدول ذات الاغلبية المسلمة. وأضاف "حين يسوق موقع يستخدم مبدأ واسعا -الاسلام- نفسه فان الاستعانة بأكثر لغات العالم انتشارا أفضل من استخدام اللغة العربية أو أي لغة اقليمية أخرى." وتقول شعبانة أحمدزاي التي تضع فيلما كرتونيا يابانيا على صفحتها على الموقع ان الناس في بعض المناقشات يقولون انها "منفتحة أكثر من اللازم". وأشارت الى مناقشة حول حق الزوجة حديثة الزواج في ألا يقربها زوجها الا عندما تكون مستعدة لذلك. وقالت "اعتقد أن مثل هذه المناقشات هي السبب الرئيسي لبقائنا على هذا الموقع. اذا لم نناقش لن نتعلم."