يا جماعة , ما كتبه ود الحسن ليس مقالاً وإنما هو تعليق , حوّله (النيلين) إلى مقال , لأنه واضح من حيث (اللهجة الدارجة )ومن حيث الصياغة ومن حيث الموضوعية وآية ذلك أنه لم ينتقد الولاة من حيث أعمالهم وإنجازاتهم وإخفاقاتهم وإنما من جهة انتماءاتهم السياسية وجميعهم بالجملة هكذا فاشلون, فقط , لأنهم كيزان !! الدكتور البيطار/ عبد الرحمن الخضر , والي الخرطوم نشهد بأنه يعمل كما نراه بدون كلل في ولاية يبلغ عدد سكانها ومرتاديها أكثر من ثمانية ملايين شخص بعدد سكان دولة , كلهم يريدون خدمات مستمرة في مساحة محدودة بموارد محددة وينتشر معظمهم لمواقع العمل أو الدراسة في وقت واحد ويعودون في وقت متقارب يريد كل واحد منهم أن يصل إلى الموقع بالريموت كونترول , كل شخص ينظر إلى الوالي ,أو قل إلى الدولة, لتوفّر له كل شيء ويكون تحت خدمته في كل صغيرة وكبيرة , ويتحدث أي منهم يقول : لو عثرت بغلة.. إلخ فإن الوالي مسؤول عنها!! كم كان عدد سكان الدولة التي يسأل حاكمها عن تعثر البغال؟؟ ماذا عساه أن يعمل عبد الرحمن الخضر مع 8 ملايين سياسي ومشاتر وناقد ومتفرج لا ينظر إلا بعين السخط التي تبدي المساويا؟؟ والله إن الإنسان العاقل الذي ينظر بعين البصيرة يشفق على والي الخرطوم وعلى المعتمدين الذين يستجوبون في الإعلام عن كل صغيرة وكبيرة وعلى ما يبذلونه من جهود ضخمة وعمل مضن وعلى حرمان أطفالهم منهم وعلى تعبهم وما يلاقونه من عنت ومشقة من أجل شعب كان يجب أن يقابل هذا بالجميل , صحيح أنهم موظفون ويتقاضون رواتب , لكن أين تلك الملاليم من هذا العمل الضخم؟ , فإنه: لا يعرف الشوق إلا من يكابده **ولا الصبابة إلا من يعانيها# أعتقد أن الذين يعرضون خارج الزفة مثلي ومثل أخينا ( ود الحسن) ينبغي عليهم أن يتخيلوا أنهم في مكان هذا الوالي الذي يتعب ويشقى وينهك نفسه ,هل يمكن أن يذوق طعماً للحكم حتى يتلذذ به ؟ هل يمكن أن يتذوق طعاماً لذيذاً او عادياً وهو جالس على أريكته يتنقل بالريموت كونترول يستمع لندوة أو محاضرة قيمة أو نكتة تسلي عنه,أو يفترش مصلاة يؤدي فيها ركعات يشعر فيها بحلاوة العبادة ومذاق التعبد أو يتلو بضع صفحات من كتاب الله متدبرا آياته ؟؟ لقد صدق من قال : نحن في سعادة لو يعلمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف !! إن والي الخرطوم هذا ليس فاشلاً يا ودالحسن ولا ينقص من جهده أنه ليس متخصصاً في الإدارة والعلوم السياسية ولا يتطلب من الشخص لكي يكون ناجحاً أن يعمل في التخصص الذي درسه فكثير من المتفوقين في مجال ما, لم يدرسوا هذا الاتجاه دراسة أكاديمية , وأنجح التجار في بلادنا لم يدرسوا إدارة أعمال وبعضهم لا يعرف الواو (الضكر) ولكنهم ناجحون لأنهم يعملون وقد يخطئ العامل, ومن لا يخطئ لا يعمل والخطأ القليل يغفره النجاح الضخم ,وعلى كل حال فإن كثيرين منا ينتقدون ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن مرادهم بطريقة معقولة ,وسنرى بعد قليل من يقول بأنني ( أكسر الثلج ) لشخص لا يعرفني ولم ألتقه ولا لمرة واحدة ولست في حاجة إلى أن أقول هذا إلا من أجل الحقيقة, والله المستعان !! النواهي الحامدي من الردود على موضوع ود الحسن: سيدي الرئيس ناس الولاية مش بقر ولا غنم ولا جمال ولا دجاج عشان تعين ليهم والي طبيب "بيطري"
