إما أن تؤجر من المحلية أو تصادر درداقتك التي اشتريتها بحر مالك أو تبيعها للمحلية ب (نصف القيمة) أو ترحلها خارج السوق . هذه العبارة لخص بها سائقو الدرداقات بالسوق المركزي مع محلية الخرطوم وكانت ل(زووم ) هذه الجولة معهم . الشاب محمد أزهري سائق درداقة سألته كم أجرة الدرداقة وعن دخلها فقال أجرة الدرداقة 14 جنيهاً في اليوم والمحلية لا تعطيك درداقة إلا بعد أن تأتي بضامن وتستخرج بطاقة من المحلية، أما العمل فيوم في ويوم مافي، والإيجار غالٍ، بالرغم من أن الدرداقة قيمة شرائها 150 جنيهاً إلا أنهم يصرون على إيجارها لنا ب 420 جنيهاً في الشهر يعني ضاعفوا قيمتها الأصلية أكثر من مرة. والتقت (زووم ) بآخر من سائقي الدرداقات فضل حجب اسمه: تساءل من يحمينا من هذه المحلية التي تستعبدنا وتريدنا أن نعمل تحت يدها، وبالرغم من أن السوق بقولوا عليهو قدح النبي لكن محلية الخرطوم تمنعنا من العمل بدرداقاتنا الخاصة وتستغلنا لكي نعمل ونورد لها، ويتساءل: هل هذه جزية؟ فلماذا حينما يشتري الشخص درداقة خاصة به تصادر منه أو يبيعها للمحلية بنصف القيمة أو يرحلها خارج السوق؟ وبالرغم من أن الدرداقة كانت تؤجر من التجار في السوق بجنيه الا أن التجار أجبروا على بيع درداقتهم للمحلية وأصبحت الدرداقات حصرياً للمحلية دون غيرها. أما جمال مجاهد شاب لا يتجاوز عمره ال 20 عاماً أخذ مقعداً له وهو يتسلى بحب التسالي والفول السوداني، ويبدو عليه الرهق وأظنه أن الفول كان غذاؤه ذلك اليوم فاستطلعناه فرد باختصار: ولا حق الفول ما لاقينو)، وأكد ما قاله زميله السابق وطلب من الجهات المختصة أن تتدخل لرفع الظلم لأن حلمه الوحيد أن يمتلك درداقة من غير ايجار، وقال: يمكن أن نرخصها في المحلية بس يسمحوا لينا نعمل بدرداقاتنا. والتقت (زووم) بآخر فضل حجب اسمه ابتدر حديثه قائلاً: الحكومة دي ما عايزة مواطن في البلد دي عايزة تقنب براها، ثم تساءل كيف الدرداقات في السوق موجودة للبيع والمحلية تلزمنا أن نؤجر منها هي، ونحن لما رضينا نسوق درداقة برضو نؤجرها من المحلية اليوم ب 14 جنيهاً، ثم قال بعد نفس عميق: ولله لا نملك إلا أن ندعو لله يحلنا من هذه المحنة وأن ينصر الحق. اتجهت (زووم) إلى إدارة حصر الدرداقات بالسوق المركزي فوجدت بوابة كبيرة كتب عليها إدارة حصر الدرداقات وبها أكثر من (200) درداقة فولجت لداخل حرم المكان فإذا بشخصين أحدهما يكتب في دفتر والآخر يحسب في النقود وبالتأكيد هي إيراد الدرداقات، فعرفتهم بنفسي وطلبت منهم إفادة عن هذه الدرداقات فأحالوني لآخر بالداخل فوجدته مستلقياً على سرير فعرفته بنفسي وسألته عن ثمن إيجار الدرداقة لمدة يوم فرفض الإجابة، وقال نحن غير مسموح لنا بالحديث عن مثل هذه الأشياء وطلب مني مقابلة رئيس السوق، فسألته عن اسمه قال لا يعرفه ولا يعرف مكان وجوده، وأنا أهم بالخروج حاولت التقاط صورة للدرداقات الموجودة بالمكان فمنعني. صحيفة الصيحة عبد لله إبراهيم