انتشرت في ولاية نهر النيل ظاهرة شراء العقارب الصفراء الضخمة الموجودة في شمال السودان. وقال مواطن من هناك : من نعم الله على شمال السودان أن المولي عز وجل قد حباها بالأصفرين..(الذهب والعقرب).. فأنت إذا ذهبت منقباً عن الذهب ولم تعثر عليه فأنك ستعثر علي (عقرب) إذا لم تلدغك فأنك ستبيعها في ظل ارتفاع سعرها الذي وصل في متوسطه إلي ( 50 ) جنية حيث ظهر في المشهد رجل أعمال يشتريها بواسطة وكلاء وسماسرة يتواجدون بصورة دائمة في المناطق التي تكثر فيها العقارب .. وبعد أن كانت العقرب تبحث عنك لتلدغك أصبحت أنت تبحث عنها لبيعها تحسيناً لوضعك الاقتصادي الذي أفرز قبلاً ظاهرة حمي المكاوي وأسعارها الخرافية التي صلت إلي ( 250 ) ألف جنية. وأردف : أصبح البعض من أهالي شمال السودان يقولون لبعضهم البعض ربنا جاب لينا رزقنا تحت أسرتنا ولحافاتنا وأحذيتنا.. رغماً عن أنهم كانوا في وقت سابق يطلبون منا عدم الحركة ليلاً حتى لا تلدغنا العقارب ولكن الآن يقولون : ( إن شاء خير مالك راقد؟.. ياخي قوم حوم مع رفقاتك كان تلقى ليك عقرب عقربين.. تساعد بيهم نفسك صباح بكرة).. وهكذا يصبح الخروج من المنزل في المساء بدافع البحث عن العقارب التي أضحت من الوسائل الإنتاجية.. وإذا لم تعثر عليها إلي اللحظة التي تستلقي فيها للنوم فأنك تمني النفس أن تصحو من النوم وتجد عقرب عقربين في الحذاء.. وإذا تحقق له ذلك يلقي القبض عليها ثم يحول سريره إلي ضل الضحي ويواصل نومه وعلي هذا النحو أصبح الناس يبحثون عن العقارب في المخازن القديمة أي أنهم إذا لم يجدوها فقطعاً سيجدون مكوة الفحم.. وكلها نعمة وخير من الله سبحانه وتعالي.. مثلا لو في واحد داير يعرس وحظو كعب في الذهب أو المكاوي ما عليه إلا أن يصطاد ( 100 ) عقرب للخطوبة و( 1000 ) لإتمام مراسم الزفاف وبعد أن يقضي شهر العسل ويدخل في لب الموضوع ويصطاد كل يوم عقربين للمصاريف وإذا رزق بمولود فإن ( 30 ) عقرب بتسمي ليهو. ومضي : أتوقع في الأيام القادمة أن يظهر جهاز الكشف عن العقارب التي إذا استمرت في ارتفاع سعرها فأنها ستصبح أحد أعمدة الاقتصاد السوداني الهامة.