نمريات السفارة السودانية بالرياض..... إكرام الميت دفنه..! اخلاص نمر ٭ في اتصال هاتفي من المملكة العربية السعودية، الرياض، عند العاشرة مساء حكى محدثي الذي أثق في روايته انه كاد ان يفقد (عقله) بسبب تجاهل متعمد من السفارة السودانية بالرياض تجاه (ستر جنازة) أحد المتوفين وفاة طبيعية هناك.. ٭ جاءت الوفاة فجائية بالكامل اذ فارق الرجل السوداني الجنسية الحياة وداهمه الموت وهو في طريقه للمستشفى بعد ان شعر بارتفاع طفيف في حرارة جسده فقرر زملاؤه مرافقته الى المستشفى وقبل الوصول اليه كان امر الله هو الثابت. ٭ ذهب محدثي لمبنى السفارة السودانية بالرياض بعد ان هاتفته الشرطة السعودية اثر وجود رقم هاتفه على جوال المرحوم بإذن الله وابلغوه بوفاته. ٭ أبدت السفارة استعدادا اوليا بارسال خطاب للخارجية السودانية في الخرطوم للتوجيه بدفن الميت في الرياض. مرت الايام حتى كادت ان تكون (نصف شهر) بحاله ولم يتم دفن الميت الموجود في احدى ثلاجات الموتى بأحد المستشفيات في الرياض. ٭ كرر محدثي المحاولة وهاتف السفارة مرة اخرى في امر المتوفى وستر جنازته واستفسر عن إذن الدفن من الخارجية السودانية الا ان الرد كان نفيا تاما باستلام الاذن الخاص بالدفن رغم تبرير السفارة بانها بعثت طلب السماح بالدفن عبر كل الطرق الحديثة من اتصال سريع وفاكس وبريد إلكتروني املا في رد عاجل لستر الميت ودفنه. ٭ مرت الايام وقاربت شهرا ونصف شهر وما زال الجثمان مُسجى داخل ثلاثة المستشفى وما زالت خطابات السفارة تعتلي ظهر (سلحفاة عجوز) للوصول الى الخرطوم وربما الرد ايضا يرتاح الآن على ظهر اخرى ضلت طريقها للرياض..!! ٭ السفارة السودانية بالرياض تتميز بوجود باهت ودور كذلك تجاه مواطنيها ورعاياها وما حدث الآن في سياق المكتوب اعلاه ليس الا مثالا من عشرات الامثلة التي تمثل تجاهلا يدخل في باب (السالب) من الاعمال التي لا تؤدي فيها السفارة دورها بفعالية عالية واستجابة واضحة ولقد كتبت قبل عامين عن النساء السودانيات اللاتي ينتظرن داخل سجن النساء بالرياض نتيجة لارتكابهن مخالفات واضحة لقانون البلد المضيف.. يتزايد العدد شهريا والسفارة تعلم ذلك ولم نسمع او نشاهد (حلا) للمشكلة التي ظلت تؤرق السودانيين في البلد الشقيق. ٭ السوداني في الغربة يأمل في سند ودعم معنوي من السفارة (الحكومة المصغرة)، في الخارج تلتقي عندها جسور المحبة التي يحملها المواطن لوطنه بكل القيم والسماحة والاصالة السودانية المعروفة ويتمنى ان يجد امتداد ذات الشئ عند سفارته يلجأ إليها في كل امر يتطلب وجودها (الرسمي) ولكن يبدو انه الآن اصبحت للسفارة مهام اخرى غير مؤازرة المواطن والالتحام والتفاعل مع قضاياه ومشكلاته ولقد اظهرت السفارات السودانية الخارجية فعلا (مواقفَ) مغايرة وفي حادثتي لبنان الاخيرة وقبلها ميدان مصطفى محمود خير دليل. ٭ ان مشكلات المغترب ليست (صعبة الحل) ولكن الطريق الى حلها مسدود ومعلق عليه (ممنوع الوصول)..! بسبب المطبات والعراقيل الصناعية لتي تضعها السفارات وتقف حاجزا دون تلبية (امنيات) المغترب والتي في حقيقتها (حق المغترب) في تعليم ابنائه مثلا وفق خطة (عادلة) يتساوى فيها حامل الشهادة العربية والسودانية ولعل هذه من اهم المشكلات التي يصفها المغترب ب (الضربة الموجعة) تماما رغم وجود جهاز للمغتربين!! على رأسه مغترب ب (السنين) .. ٭ اخيرا اتمنى وقبل ان يجف مداد قلمي وتدور مطابع صحيفتي ان يكون قد تم تماما استلام جثمان المتوفى ودفنه بعد طول انتظار (لاجراءات تمشي الهوينا) وبعد انتظار تشتت وقته بين (سفارتنا وخارجيتنا)..!! ٭٭ همسة: عند شاطئك القريب.. اغتسل.. من ترحال طويل .. وأعلن توبتي.. أطوي مسافات الرحيل.. المرُ وألوذ بجفنيك .. يا وطني.. الصحافة