* الصعيدي الحمش – في الفلم المصري – يرغي ويزبد وهو يصيح: (البنت دي جابت راسنا الأرض ).. * وأولاد الصعيدي الذين لا يقلون عنه حماشة يطمئنون أباهم قائلين:(ما عاش من يجيب راسك الأرض ).. * وبالفعل (ما عاشت ) البنت بعد ذلك إلا قليلاً.. *وحين جاء الأولاد أباهم عشاءً يبشرونه بأن راسه قد رفع يفاجأون بأبيهم يصيح في وجوههم:(يا ريتكم ما رفعتوه).. *وقبل أيام يتصل بنا صاحبنا الطاهر ساتي مجدداً دعوته لنا بالكتابة في الصحيفة قال لنا بنوبية وعربية فصيحتين: (يا أخى قلمك هذا نام طويلاً, دعه يرفع راسه ).. *ورفع قلمنا راسه – استجابة لدعوة كريمة – يتفرس في ما حوله.. * ومن حوله * فإذا ب (التكاثر ) هو السمة الغالبة فى كل شئ.. * تكاثر أفظع من ذي قبل .. فالصحف صارت على قفا من يشيل.. * وكذلك كتاب الأعمدة.. * والكاتبات * وواحدة من الكاتبات هولاء طرقت باب صحيفة قبل سنوات لتعمل (عملاً دون ذلك ).. * دون عمل الصحافة.. فإذا بقلمنا يراها اليوم- بعد رفع راسه –كاتبة عمود بأخيرة إحدى الصحف المتكاثرة.. * ثم هنالك التكاثر في الوسط الفني.. * فكل واحد من المتكاثرين أصلاً أضحى له خمسة أشباه مستنسخين ب (الكربون ).. * استنساخ شكلي وصوتي و(حركي).. * وأحزابنا المعارضة – بالصلاة على النبي – نافست المغنين والكاتبين تكاثراً وانشطاراً... * منافسة لا يبزها إلا التكاثر الحكومي في الوزراء والولاة والمستشارين ووزراء الدولة.. * حكومة المؤتمر الوطني مبتكرة بدعة التكاثر في الجامعات من قبل تحت مسمى ثورة التعليم العالي.. * كانت النتيجة أن خريج الجامعة اليوم يعادل خريج الوسطى زمان.. * ولا تنس أن تحسب عدد السنوات المهدرة من عمر الطالب في هذه المعادلة.. * فكل شئ – إذا – اليوم يتكاثر... * ويضعف.. * فالصحف غدت ضعيفة.. * والأحزاب.. * والفن.. * ثم الحكومة نفسها التى تحدث تحت مظلتها ظاهرة التكاثر هذه.. * وآخر دليل ضعيف يرصده قلمنا بعد رفعه لرأسه ذاك الموقف من حلايب.. * فعلى استحياء أعلنت الحكومة قبل أيام أن حلايب سودانية.. * ثم الحكومة نفسها سارعت بعد ذلك (بتخفيف) هذا الإعلان بأسلوب (يجيب رأس أي سوداني حمش الأرض).. * قالت على لسان مسؤول (مطيباتي) من المسؤولين (الكثر) : )معليش الحديث الذي ورد عن حلايب هو يعني زي ما تقول كده مجرد تذكير).. * والطاهر ساتي يستحق تذكيراً من جانبنا بالغلط الذي ارتكبه في حق (رأس قلمنا).. * ثم نقول له : (يا ريتك ما رفعتو).. صحيفة الحقيقة