كلام الناس نور الدين مدني الصوفية وحماية النسيج الاجتماعي - * رغم المشاغل الدنيوية الضاغطة، بل بسببها لبينا دعوة الشيخ احمد عبدالباقي بن الشيخ دفع الله الصائم ديمة لزيارة المسيد بالحارة الرابعة بامبدة حيث امضينا نحن مجموعة من رؤساء التحرير والصحفيين مساء الاربعاء الماضي ليلة عامرة بالمدائح النبوية والإنشاد الديني. * انتهزت فرصة جلوسى الى جانبه لتبادل اطراف الحديث حول مختلف القضايا بعد ان حدثني عن والده الشيخ دفع الله الصائم ديمة وعن المسيد وعن السبع حول نار التقابة التي كانت مشتعلة احياءً لطقس من طقوس بعض مشايخ الطرق الصوفية في اشارة رمزية للنار التي كان يتحلق حولها حفظة القرآن الكريم. * تحدثنا عن الصوفية التي لاينكر احد دورها في نشر الاسلام في السودان وكيف انها جعلت افئدة الناس تتعلق بالمشائخ والطرق الصوفية التي ألفت بين قلوبهم، بمختلف ثقافاتهم واثنياتهم بروح المحبة الخالصة لله ولسيد الخلق خاتم الانبياء والرسل سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. * لم نستطع تجاوز الهم الوطني حتى ونحن في هذه الجلسة الروحية حيث قال الشيخ احمد عبدالباقي ان الصوفية يمكن ان تلعب دورا فاعلا وايجابيا في تعزيز وحدة الوطن وقال ضمن ما قال ان مشائخ الطرق الصوفية يحافظون على النسيج الاجتماعي من ادواء الجهوية والعصبية القبلية الانكفائية. * من الاقوال التي استوقفتني في حديثه قوله ان النزاعات في دارفور تطورت وتعقدت نسبة لغياب المشائخ الذين لايتركون النزعات الجهوية والقبلية تنمو بهذه الصورة السالبة وقال ان وجود الشيخ البرعي طيب الله ثراه كان سببا في الحفاظ على السلام الاجتماعي في كردفان. * لم تتخلف الطرق الصوفية التي انتقلت عمليا من اجواء العزلة عن المجتمع المحيط لتمشي بين الناس وبالناس وللناس لنشر الدعوة بالمحبة والتجرد من غرور الدنيا واطماعها وبدأت بالفعل في الانتقال الى اقاليم البلاد المختلفة, يمكن ان تلعب دورا ايجابيا في تنقية الاجواء السياسية والاجتماعية وتهيئ المناخ للتراضي والاتفاق القومي. * لاعجب في ان تتعمق العلاقات بين السياسيين من كل الوان الطيف السياسي وبين اهل الله من المشائخ والمريدين وقد كانوا حضورا في اتفاق السلام التاريخي في نيفاشا ويمكنهم ان يؤدوا دورا ايجابيا في تعزيز السلام في بلادنا وفي حماية وحدة الوطن ارضا وشعبا. السوداني