المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الامام أحمد المهدي: عبدالخالق محجوب نفى صلته بانقلاب 25 مايو
نشر في الراكوبة يوم 03 - 10 - 2010

الإمام أحمد المهدي يروي \" تفاصيل مقتل الإمام الهادي (5)
نظام (نميري )فرض سرية محكمه علي الاحداث مما جعلها أكثر غموضاً.
عبدالخالق محجوب نفي لي علاقه حزبه بانقلاب 25 مايو 1969
وبعد الاحداث تم نفيه إلى القاهرة في طائرة واحدة مع السيد الصادق.
الرئيس المصري حسني مبارك نفى لي بشكل قاطع مشاركته في الاحداث ، وأنا قبلت حديثه على طريقة المثل السوداني (الشينة منكورة)
ضرب الجزيرة أبا بالطيران
وأغتيال الامام الهادي قضية كبيرة لن نتركها تمضي دون محاسبة.
أجرى الحوار عبدالوهاب همت
[email protected]
السيد الإمام أحمد المهدي كان لابد من سماع رأيه حول مادار في الجزيرة أبا، وهل توفرت لديهم أية معلومات حول دور الطيران المصري في قصف الجزيرة أبا، وماذا فعلوا تجاه تحريك دعوى قضائيه ضد الجناة، وهل تحدث آنذاك إلى الرئيس المصري حول ماحدث؟ وهل ينوون اتخاذ موقف جماعي كأسرة أم سيطرحون الأمر على الآخرين باعتبار أنها قضية وطنية.
كان الرجل شهماً وكريماً كعهده أعلن استعداده دونما تحفظ للاجابة على أي سؤال بل ومضى أكثر من ذلك في القول أنه على أهبة الاستعداد لحوار آخر مطول.
أجرى الحوار/ عبدالوهاب همت
[email protected]
ما هي الإجراءات التي قمتم بها لمعرفة ظروف وملابسات استشهاد الإمام الهادي المهدي؟
ظللنا منذ وقوع الحادث الأليم في مارس 1970 نحاول أن نتقصى الحقائق لمعرفة ما تم، وكان النظام المايوي حريصاً جداً في التكتم والتمويه حول الأحداث مما جعلها أكثر غموضاً, وهم الذين سربوا شائعة أن الإمام الهادي لم يمت وكانت بياناتهم متضاربة حول ما حدث, وحتى إلى ما بعد المصالحة الوطنية في العام 1977 لم تكتمل الصورة وحاولت شخصياً الحصول على معلومات من الرئيس جعفر محمد نميري في عدة لقاءات تمت بيني وبينه, لكنهم لم يحرصوا على تمليكنا للحقائق حول الكيفية التي حدثت فيها ظروف اغتيال الإمام الهادي المهدي ورفاقه.
ماذا فعلتم بعد سقوط النظام المايوي في مارس أبريل 1985؟
أثناء فترة النظام الديمقراطي تم تكوين لجنة على أيام الفريق عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب وبعد تحقيقات مطولة اتضح للجنة أن الإمام الهادي المهدي ضرب بالرصاص في فخذه الأيمن بواسطة أحد الجنود، وأن الوفاة سببها النزيف الحاد وأنه قد دفن في منطقة معلومة، وهناك مرافقون آخرون له هما محمد أحمد المصطفى وسيف الدين الناجي وقد دفنا على مقربة منه. بعد ذلك حدث تحقيق واسع أدى إلى انعقاد محكمة للمتهمين وحكومة السيد الصادق المهدي تابعت الأمر.
هل دلتكم اللجنة المعنية على مكان قبر الشهيد الإمام الهادي ورفاقه؟
نعم دلتنا اللجنة على مكان القبر.
من اقترح نقل الرفات؟
هذا الاقتراح جاء من الأسرة وفعلاً تم نقل الرفات إلى قبة الإمام المهدي في أمدرمان، وكثير من أفراد العائلة أشرفوا على هذه المسألة، وتأكد بالوقائع أن هذا القبر هو قبر الإمام الهادي المهدي وأن القبرين الآخرين بهما كل من محمد أحمد مصطفى وسيف الدين الناجي ،وقد تم دفن رفات الإمام الهادي في القبة، وكنت قد أصدرت بياناً في هذا الشأن كعميد للأسرة وانتهى الموضوع على هذا الأساس.
ماذا عن الحديث الذي ورد على لسان السيد محمد حسنين هيكل في (قناة الجزيرة) والذي يجانب الواقع حول مقتل الإمام الهادي؟
يبدو أن السيد محمد حسنين هيكل لا يعرف ما يقول، فجغرافية مدينة كسلا بعيدة جداً عن موقع الحادث، كما هو معروف وواضح أن السيد محمد حسنين هيكل لم يطلع على ما حدث بعد سقوط نظام جعفر نميري من تحقيقات وكشف للحقائق ووقع في الفخ ولا أدري من أين له بهذه المعلومة المغلوطة حول تسمم الإمام الهادي المهدي بالمنطقة.
لمتابعة أمر لجنة التحقيق التي كونت.. هل تم تفويضكم شخصياً من قبل الأسرة للمتابعة؟
لا هذه اللجنة كانت لجنة حكومية ونحن في الأسرة اشتركنا فقط في نقل الرفات، وكان السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء وهو ابن أخ للإمام الهادي المهدي.
هل تذكر من كلفوا بالعمل في هذه اللجنة؟
الذي أذكره أن المشرف على هذه اللجنة كان الأستاذ عبد المحمود حاج صالح وزير العدل والنائب العام، وكذلك السيد صلاح عبد السلام الخليفة وزير شئون الرئاسة وكانوا يتصلون بي بشكل مستمر، وأذكر أن الأستاذ عبد المحمود حاج صالح كان قد أرسل لي كل الأوراق المتعلقة بعمل هذه اللجنة، وقد اطلعت عليها كلها.
هل قمتم بالإجراءات الطبية والتي تؤكد بأن الرفات هو رفات الإمام الهادي المهدي؟
نعم تم التعرف على الجثث، وهناك بيان أصدرناه ذكرنا فيه التفاصيل حينها.
فكرة نقل الرفات.. هل كان ذلك قراراً سياسياً أم رأي الأسرة فقط؟
الأسرة كلها تدفن في القبة وهي التي رأت أن يتم دفن الإمام الهادي المهدي في القبة ولم يكن هناك أي خلاف في هذا الأمر.
هناك حديث عن أن الطيران المصري لعب دوراً في ضرب الجزيرة أبا.. ما هي معلوماتكم في هذا الأمر؟
والله الحكاية المهمة جداً جداً في حديث السيد محمد حسنين هيكل هو أنه كشف بالوثائق والمستندات معلومات لم تكن معروفة، وأن الرئيس جعفر محمد نميري كان قد طلب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر التدخل للضرب بالطائرات, وهذا الكلام في غاية الأهمية وهو حديث لم نسمع به من قبل، وأن الرئيس جعفر نميري قد استدعى السفير المصري في الخرطوم وقتها وحمله رسالة للرئيس جمال عبد الناصر، وكان أن رد الأخير بالموافقة وأن هذه الطائرات كانت تحت تصرف الرئيس جعفر نميري، وهيكل قال أنه أقنع عبد الناصر بالتعديل عن هذا الرأي، لكن سبق السيف العذل. المهم في الموضوع أن هناك طائرات مصرية تحركت وضربت الجزيرة أبا..
مقاطعة من المحرر ... ربما كانت هذه الطائرات سودانية؟
لا أبداً السودان في ذلك الوقت لم يكن يمتلك مثل تلك الطائرات, وهيكل أكد أن نميري طلب المساعدة وأن الرئيس المصري جمال عبد الناصر أرسل له هذه الطائرات التي ضربت الجزيرة أبا، فالقول بأن جمال عبد الناصر غيّر رأيه لم يكن هناك وقت لذلك لأن المسألة تمت في يومين فقط والطائرات الحربية التي ضربت الجزيرة أبا لم تكن للقوات المسلحة السودانية القدرة على شرائها في ذلك الوقت، وهذا أمر لا يختلف حوله اثنان، وهذه خطورة وأهمية الحديث الذي أدلى به السيد محمد حسنين هيكل.
ومحمد حسنين هيكل أراد أن يقول أن الحكومة المصرية يجب عليها عدم التعامل مع الدول الافريقية والمجاورة ودول نهر النيل بعنف, وهذا الكلام أتت به الظروف الحالية, لكن الواقع أن هذا التعامل حدث والنتيجة هي قصف الجزيرة أبا وهذا أمر مثار اهتمامنا الآن.
هل سبق لكم وأن تحدثتم إلى الحكومة المصرية حول حقيقة دورها في ضرب الجزيرة أبا؟
نعم الرئيس المصري محمد حسني مبارك أكد لي بأنهم لم يضربوا الجزيرة أبا بالطائرات، ولكن الآن اتضح أن جمال عبد الناصر كان قد وافق على ضرب الجزيرة أبا بالطائرات، وأن الرئيس الحالي محمد حسني مبارك كان هنا في الخرطوم، وكذلك الرئيس السابق محمد أنور السادات كان في الخرطوم أيضاً، ومعهم بعض قيادات الثورة الليبية, ربما كان هناك تدويل للموضوع والروس كانوا حريصين على تشجيع النظام لوجود عناصر شيوعية كثيرة فيه.
لكن الحزب الشيوعي أعلن ومنذ زمان طويل بأنهم لم يشاركوا في ضرب الأنصار في الجزيرة أبا، بل قالوا أن سلاح الطيران المصري تحت قيادة الضابط أنذاك حسني مبارك هو الذي ضرب الجزيرة أبا، وبعد نجاح انتفاضة مارس أبريل 1985 أعلنوا بل أكدوا هذه المعلومات في ندواتهم السياسية وحواراتهم المختلفة. والمعروف أن الأخوان المسلمين وربما بعض العناصر في حزب الأمة هم من بثوا تلك الفرية،
سؤالي هو ألم تتوفر لكم المعلومات بأن الطيران المصري هو من قصف الجزيرة أبا؟
نحن كنا شاكون في مدى تدخل المصريين وكان هناك رأي قوي بأن مصر قد مدت نظام جعفر نميري لضرب الجزيرة أبا. هذا كله كان مجرد تخمين واستنتاجات، لكن حالياً انجلى الأمر بعد حديث محمد حسنين هيكل لأنه أتى بالوثائق والمستندات, رسالة نميري للرئيس جمال عبدالناصر بواسطة السفير المصري ورسالة عبد الناصر للنميري بالموافقه وأن الطائرات تحت تصرفهم, ويجب علينا الاستفادة من كلام هيكل وقضية تسمم الإمام الهادي المهدي أمر غير مهم .
هل هذه شهادة براءة للحزب الشيوعي السوداني من التهم التي وجهت له بأنه من ضرب الأنصار في الجزيرة أبا بالطيران؟
طبعاً.. طبعاً.. يعني التهمة على مصر لأن السودان دولة مستقلة وكان من المفروض الا يكون هناك دم بين الشعبين السوداني والمصري، والحكومة المصرية كان يجب عليها عدم الموافقة بهذه البساطة، أي ضرب الأنصار في الجزيرة أبا بأي شكل من الأشكال والمعلومات التي أرسلتها الحكومة السودانية للحكومة المصرية حينها كانت مغلوطة حول وقوع معارك واغتيالات، ولأن النظام كانت فيه عناصر شيوعية كثيرة أيام نميري ونميري أعتقد أنه لم يقدم على طلب كهذا لوحده والحكومة المايوية هي التي طلبت المساعدة من مصر. وأرى أنه لم يكن هناك داعٍ للأمر.
الحزب الشيوعي السوداني أصر على موقفه في أنه لم يضرب الجزيرة أبا ومن ضربها هو الطيران المصري؟
لكن هل تم ضرب الجزيرة أبا دون موافقة الحكومة يعني, حسب علمي أن الحزب الشيوعي كان منقسماً حين ذاك, وقد كان جزءاً منه مع الحكومة والجزء الآخر خارجها, أنا واثق من أن هناك شيوعيين لم يكونوا موافقين على هذا الأمر، وكنت قد قلت كلاماً كثيراً حول رأي عبد الخالق محجوب مثلاً والذي تحدث لي شخصياً عن الإنقلاب المايوي.
ماذا قال لك عبدالخالق محجوب؟
(قال لي بأنه ليس لدينا ضلع في هذا الانقلاب ويقصد انقلاب 25 مايو 1969 وأنه يخشى أن هذا الانقلاب سيرتكب حماقات باسم الحزب الشيوعي, ونتيجة لهذه الحماقات ستكون هناك اغتيالات في الشوارع)
متى قال لك عبدالخالق محجوب هذا الكلام بالضبط؟
بعد الانقلاب (انقلاب 25 مايو) بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وهذا يعني أنه كان هناك رأي داخل الحزب الشوعي لم يكن حريصاً على العنف بالطريقة التي وقعها بها والمصريون هم الذين كانوا يندفعون بشكل كبير لأنهم كانوا أصحاب مصالح مع انقلاب 25 مايو.
بعد ضرب الجزيرة أبا.. هل كنت قد قابلت عبدالخالق محجوب؟
لا أبداً لم أقابله، حينها كنت خارج السودان بعد ضربة الجزيرة أبا.
هل حاول عبدالخالق محجوب بعد ضربة الجزيرة أبا الاتصال بكم للمواساة أو اعلان تضامنه معكم وبالتالي اعلان براءة الحزب الشيوعي السوداني مما نسب إليه؟
في ذلك الوقت لا أذكر تفاصيلاً كثيرة، لكن الذي أعلمه أن عبدالخالق محجوب والسيد الصادق المهدي كانا في الاعتقال وأبعدا إلى القاهرة بعد أحداث الجزيرة أبا مباشرة. وأعتقد عند ضرب الجزيرة ناس عبدالخالق محجوب لم يكونوا على وفاق مع حكومة نميري، لذلك تم نفيه إلى القاهرة في طائرة واحدة مع السيد الصادق المهدي. لا أعرف تفاصيل كثيرة في هذا الأمر.
بعد ذلك.. هل قمتم بجمع معلومات أخرى أو أية تفاصيل حول ماجرى في الجزيرة أبا؟
أنا كنت في بريطانيا مع المرحوم محمد أحمد محجوب وعبدالله نقدالله والسيد يحيى المهدي وقيادات أخرى في الحزب, وقلنا يجب علينا أن نتتبع سير الأحداث لكن لم نتوصل إلى أية معلومة حقيقية كما ذكرت لك من قبل.
متى عدت إلى السودان؟
أنا عدت إلى السودان في العام 1974 وقابلت نميري عدة مرات.
هل طالبته بتنويركم حول ماجرى؟
نعم طلبت منه تمليكنا للحقائق والمعلومات الصحيحة والتي لم تتوفر لي إلا بعد سقوط نظام نميري، والآن اتضح بأن الأمر كان مخططاً وأن هناك تدخلاً خارجياً قد تم, وهذه هي خطورة حديث محمد حسنين هيكل.
هل تعتقد بأن هناك دولاً أخرى غير مصر كانت مشاركة؟
نعم مصر ومعها ليبيا وربما روسيا. وهناك حديث عن أن هذه الطائرات كان يقودها روس وربما كانت هناك طائرات تابعة لروسيا. وحسني مبارك الرئيس المصري الحالي كان قائداً لسلاح الطيران المصري وكان يوجد حينها في الخرطوم.
معلومة أن حسني مبارك هو من ضرب الجزيرة.. متى توفرت لكم؟
حسني مبارك كان موجوداً في الخرطوم حينها ونائب الرئيس وقتها أنور السادات كان يوجد كذلك في الخرطوم.
أنت قابلت الرئيس المصري محمد حسني مبارك عدة مرات.. هل سألته بشكل مباشر عن هذا الموضوع؟
نعم سألته عن موضوع ضربهم للجزيرة أبا، لكنه نفى الأمر. أما العقيد معمر القذافي فقد قال لي أنه مستعد لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه, لذلك دعم المعارضة السودانية والتي تمثلت في الجبهة الوطنية المتحدة بعد ذلك.
حالياً بعد اعترافات محمد حسنين هيكل الأخيرة.. هل ستطالبون كأسرة وأنت شخصياً كإمام للأنصار وعميد لأسرة آل المهدي بتوضيح رسمي من الحكومة المصريه حول ماتم؟
نعم سنطلب منهم توضيحاً بشكل كامل لأن حسنين هيكل أكد على أن عبدالناصر كان قد وافق على ضرب الجزيرة أبا, وقد قرأ هيكل هذا الخطاب في \"قناة الجزيرة\" وهيكل يكاد يكون قد قرأ هذا الخطاب للرأي العام في الجزيرة.
ماهو أكثر مالفت انتباهكم في حديث السيد محمد حسنين هيكل؟
حديثه مليء بالحشو, لكن كما قال هو أنه يمتلك وثائق ومستندات.
ذكرت بأن نائب الرئيس المصري حينها محمد أنور السادات وقائد سلاح الطيران المصري محمد حسني مبارك كانا في الخرطوم أثناء ضرب الجزيرة أبا.. هل هذا يعني أنهما كانا على استعداد من فترة طويلة؟
يبدو أن الأمر كان مخططاً له منذ وقت طويل وأنه في حالة قيام أي تحرك مزعج فإن الطيران المصري سيتولى حسم الموضوع، ولذلك حضر كل من محمد أنور السادات وحسني مبارك إلى الخرطوم، وهناك حديث يقول بأن مبارك قال أنه تعرف على السادات في السودان.
شخصياً نفى لي حسني مبارك هذا الكلام بشكل قاطع، وأنا قبلت حديثه على طريقة المثل السوداني (الشينة منكورة)
الاتدعوكم المعلومات التي أدلى بها هيكل للتوقف عندها كثيراً؟
نعم يجب علينا التوقف عندها كثيراً ودراستها بقصد أن تكون السياسات واضحة مستقبلاً وأن نحترم استقلالية الشعوب بعضها البعض.
هل ستطالبون بشكل رسمي توضيح ما حدث؟
طبعا لأن كلام هيكل لايمكن أن يمر مرور الكرام.
هل يمكن أن نقول بأن آل المهدي سيطالبون الحكومة المصرية بتوضيح ماحدث؟
يجب أن يكون تحركنا كأنصار وكقيادات سياسية حزبية وكقيادات وطنية لأن الموضوع ليس موضوع أسرة المهدي هذا موضوع جماعة وتاريخ وطن وسيادة بلد، ولأبد أن نفعل شيئاً حتى لايتكرر الأمر مستقبلاً، وحتما ذلك سيؤثر على العلاقات بين الشعبين لأن الدم الذي حذر منه حسنين هيكل قد أُريق فعلاً, لكننا كنا قد ألقينا باللوم على الحكومة السودانية حينها, ونحن كنا نعرف أن النظام المصري كان مؤيداً للانقلاب المايوي وداعماً له ولديه تمثيل في الحكومه. لكن أن يأتي النظام المصري ليضرب شعباً أعزل بالطائرات ليدافع عن النظام المايوي، فهذا الأمر لايقبله أحد.
هل جلستم داخل الأسرة مع أبناء الشهيد الإمام الهادي المهدي وكل أبناء عمومته واخواته وأخوانه واتخذتم خطوات عملية تجاه هذا الأمر؟
نحن دائماً مع بعضنا البعض، الآن هذا الموضوع يهمنا كجماعة أولاً ولن نترك الأمر يمضي دون محاسبة.
هل يمكن القول أنكم تناقشتم في هذا الأمر وحسمتم أمركم؟
نعم تحدثنا فيه، وهناك أطراف أخرى فقدت أبناءها من أهلنا وأحبابنا وأصحابنا، وهذه قضية وطنية وعامة وليست قضية أسرة واحدة فقط.
اللواء خالد حسن عباس أحد قادة النظام المايوي البغيض علق على كلام محمد حسنين هيكل.. هل اتصلتم به؟
لا نحن لم نتصل به، لكن قرأت الكلام المنشور على لسانه قبل يومين، وقال فيه بأن هيكل يخرف وأن الإمام الهادي لم يمت مسموماً وهو يرى أن الموضوع ليس مهماً بالنسبة له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.