استفهامات أحمد المصطفى إبراهيم [email protected] الصراف خارج الخدمة مهما تدثرنا بالتقدم إلا أن جرثومة التخلف يصعب القضاء عليها. بعد عقدين من الزمان أو أكثر متأخرةً عن العالم، أدخلت مصارفنا نظام الصراف الآلي وكررنا العبارة ( لأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً) قلنا خير وبركة الجماعة ماشين في مسايرة العالم. حتى حوسبة المصارف تسير ببطء شديد وحذر كبير لا أدري العيب في العملاء أم في البنوك أم هي جرثومة التخلف والبطء؟ ما زالت كثير من العمليات البنكية اليوم تدار عبر الانترنت ويمكن للعميل أن يجري عدة عمليات عبر الانترنت ولكن مصارفنا تصر على أن يأتي العميل برجليه ويضيع من زمنه ويضيق الشوارع ويشارك في زحمة المرور.( بالمناسبة الاتصالات عامل مهم في تسهيل حركة المرور وفك الازدحام إذا ما استخدمت حق استخدام إذ لا معنى أن تضيع ساعة او أقل لتحضر ورقة من سطرين من طرف من أطراف العاصمة في حين يمكن أن يحدث ذلك عبر البرد الالكتروني او الفاكس). نعود للصراف الآلي والذي نثبت لبنك فيصل فضل الريادة فيه وجر إليه المصارف الأخرى جرا وقد سهل كثير من حركة النقد ويسر الأسواق وحفظ الكتلة النقدية داخل البنوك ووفر زمنا ومزاياه كثيرة جداً يمكن أن نقول وقلل النشالين أو قلل دخل النشالين. بالمناسبة كثير من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية صارت ترسل رواتب موظفيها لحساباتهم في البنوك وهم عبر بطاقات الصراف الآلي يأخذون ما يحتاجونه ويتركون الباقي ودائع في البنوك وهذا بند اصيل في تقدم الاقتصاد – المائل – حتى طالبات الجامعات ما عدن يقفن للكفالة في طوابير تدوخ بل عبر بطاقات الصراف الآلي يأخذن المبلغ على قلته في غاية الاحترام. كم تمنيت لو كثير من الولايات وخصوصا ولاية الجزيرة ذات الكثافة السكانية العالية كم تمنيت لسلكت هذا المسلك بأن تودع رواتب منسوبيها للبنوك ( ولكن أجزم ان هذا لن يتم أبداً في ظل هذه الظرف حيث رواتب الموظفين والعمال عرضة ( للتقريم والتقطيع والخمش من النقابات والاتحادات ومرحمة المؤتمر الوطني) . نعود للصراف الآلي لا يعقل ان تمر على عدة أجهزة صراف آلي وتجدها كلها باللون الأحمر ( الصراف خارج الخدمة) وقد تكون في اشد الحاجة لمبلغ لدواء مريض أو لأي ظرف حرج آخر. ما الذي يجعل الصراف خارج الخدمة؟ رداءة الشبكات ، لا أظن لأن الاتصالات عندنا من أبدع ما يكون وأغلى ما يكون. هل المبلغ داخل الصرف نفد. لماذا لا تكون هناك إشارات في شاشة الشركة صاحبة الخدمة تحدد مكان النقد الذي خلص وتكون هناك آلية لتغذية الماكينات وفي أي وقت لماذا ينتظر حتى صباح الغد. هل بعض البنوك لا تفِ بالتزاماتها في مقاصة الصرافات؟ ولماذا لا يكون للعملاء علم بمقدرة بنوكهم حتى ينصرفوا لخير منها أو يضغطوا عليها. بنك السودان المركزي ( أم نتركه في همه وسعر صرفه الفالت ) أليس لهذا البنك ولاية على هذه المصارف التي تهدر وقت المواطنين في البحث عن صراف آلي ليس خارج الخدمة؟؟؟ ما عاد الصراف الآلي هم نخبة ولا صفوة فهو محفظة الفقراء.