دموع الفرح..!! د. مرتضى الغالي في أول سابقة سياسية من نوعها.. وفي صدر الصحف أن صاحب منبر الفصل العنصري (حلف بالطلاق) انه لا صلة له بالمؤتمر الوطني... ولك أن تتخيّل في أي جاهلية نعيش.. حيث يضع الرجل مصير الزوجة والأسرة بكف عفريت في أمر لا علاقة لها به.. مما يعني أن امرأته طالق إذا كانت له صلة بالمؤتمر الوطني.. وهذه حكاية غريبة فكيف يتسنّى لشخص لا يمثل المؤتمر الوطني بأن يعهدون إليه بأن يكون مديراً لوكالة السودان للأنباء في مرحلة (التمكين الصعبة) ثم يأتون به مديراً للتلفزيون السوداني في أيام (البروباجندا الصريحة) وفترة تجريع الناس غصص المشروع الحضاري (بين قوسين) ثم يسندون إليه منصب مدير هيئة الاتصالات في (ذروة احتكار الأثير والقنوات)..؟!! كان الله في عون الزوجات اللواتي يقحمون بهن في شأن سياسي لا صلة له (بالتسريح بإحسان والإمساك بمعروف).. ثم انظر إلي أمر السياسة في السودان التي أصبحت تُدار عن طريق (حلائف الطلاق) على رؤوس الأشهاد، حتى أضحت كلمة (عليّ الطلاق) تتصدّر مانشيتات الصحف.... فيا ترى ماذا يقول العالم عندما ينقل له المترجمون ان سياسياً سودانياً أعلن انه (سيطلق امرأته) إذا ثبت انتماؤه لهذا الحزب أو ذاك..!! الشيء بالشيء يُذكر؛ حيث تروى بعض نوادر الحمقى والمغفلين للإمام الجوزي أن ثلاثة من الأعراب داهمتهم عاصفة ترابية عاتية في الصحراء (فدخلتهم خوفه) وقال الأول: إذا خرجنا من هذه العاصفة سالمين فإني سأتصدق بنصف ما لدي من الإبل العتاق.. وقال الثاني: إذا نجونا فإني سأتصدق لوجه الله بنصف ما أملك من ذهب وفضة ودنانير.. وجاء الدور على الثالث وكان من الحمقى المعروفين فقال : اللهم انك تعلم انه لا مال عندي ولا ذهب ولا نياق.. ولكن إن نجونا من هذه العاصفة فإن امرأتي (طالق ثلاثة) لوجهك الكريم...!! الشيء بالشيء يذكر؛ فقد نقلت وكالات الأنباء أن مهرجاناً للكوميديا يقام بمدينة لوس انجلوس قرر المشرفون عليه وهم من الأمريكان ذوي الأصول الشرق أوسطية منح جائزة جديدة من نوعها بعنوان(أخرق العام) نالها في نسختها الأولى أمريكي سافر العداء للشرق أوسطيين والعرب.. وهو مرشح جمهوري عن ولاية فلوريدا اسمه دان فانيللي..أثار حفيظتهم بإنتاج فيلم دعائي لحملته الانتخابية يؤيد فيه مبدأ التمييز العنصري ضدهم على المكشوف..والعجيب أن منظمي المهرجان قالوا إن فانيللي فاجأهم بتأكيده حضور حفل الافتتاح وقبول تسلم الجائزة بنفسه..!! طبعاً لا أحد في السودان يرضي بأن يتم تخصيص جائزة تنافسية ل (أخرق العام).. ولكن الشيء بالشيء يُذكر.. والذي يستعصى على الفهم أن يقول أهل المشروعات الحضارية انهم (سيبكون من الفرح) عندما ينشطر السودان... وسبحان من جعل مصائر السودان في أيادي مثل هؤلاء الذين هبطوا علينا من (تجاويف القرون الوسطي).. يجتهدون كل هذا الإجتهاد من أجل تمزيق الوطن.. ثم يشيعون تشرذمه وتشظّيه بدموع الفرح والإبتهاج...!! اجراس الحرية