فعاليات مؤتمر الصمغ العربى فى مدينة ركسام البريطانية بقلم د. أحمد هاشم / لندن [email protected] إنعقد المؤتمر العالمى للوسائل الحديثة فى بحوث و منتجات الصمغ بجامعة قلندور فى شمال مقاطعة ويلز فى الفترة ما بين 20 - 22 سبتمبر 2010 إستمتع الحضور بأشعة شمس الخريف الدافئة وكرم وحسن ضيافة أهل ويلز وأغانى الفرقة الموسيقية الصوتية باللغتين الولشية والانجليزية التى صاحبت العشاء فى قاعة الجامعة الكبرى. كل ذلك أضاف بهجة وروعة على مداولات المؤتمر على مدى ثلاث أيام. حضر المؤتمر عدد كبير من الباحثين ووفود من شركات بيع وتصنيع الصمغ والمستهلكين فى مجالات الصناعات الغذائية والدوائية. مثّل السودان وفد كبير على مقدمته مجلس الصمغ العربى، شركة الصمغ العربى ووفود الشركات والمصانع الحديثة التى تأسست عقب تحرير تجارة الصمغ العربى منتصف العام المنصرم. واشتملت مشاركة الباحثين السودانيين بوفد من مركز أبحاث الصمغ العربى، جامعة كردفان، جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا؛ جامعة الخرطوم، هيئة الغابات والهيئة القومية للبحوث. وغاب عن المؤتمر وفد وزارة الزراعة وإتحاد مزارعى الصمغ العربى. شارك من لندن وفد مؤسسة كردفان للتنمية لعكس وجهة نظر و رأى مزارعى الصمغ العربى بكردفان، د. محمد أحمد منصور و د. أحمد هاشم و إعتذر عن الحضور د. عبد السلام نور الدين لظروف صحية. افتتح المؤتمر السيد هنرك وولف رئيس المنظمة العالمية لتنمية الصمغ بكلمة الترحيب وعرض برنامج الجلسات الذى شمل أربعة مواضيع (أ) إستدامة توفرالصمغ من مناطق الإنتاج (ب) مادة الصمغ: التركيب الكيمائىوالفيزيائى، التحليل و الخصائص (ج) دور الصمغ فى مجال الأغذية والإستعمالات الصحية و العلاجية (د) مشتقات الصمغ الحديثة ودورها فى الصناعة. إستدامة توفر الصمغ من مناطق الإنتاج إستهل رئيس مجلس الصمغ العربى المؤتمر بالورقة الأولى بعنوان: إستدامة إنتاج الصمغ العربى و تصديره من السودان. أكدت الورقة أن حزام الصمغ العربى يغطى خمس مساحة السودان ويقطنه حوالى 12.5 مليون نسمة. وشرح الأسباب التى أ دت إلى سحب الإمتياز من شركة الصمغ العربى و مستقبل و أهداف مجلس الصمغ العربى فى زيادة الإنتاج والصادرات. و أمن على أن السودان يصدر حالياً 30 إلى 50 ألف طن مترى و يملك مقدرات تؤهله لإنتاج 300 - 500 ألف طن مترى سنوياً فى المستقبل. خاطبت المؤتمر ممثلة صندوق العون الهولندى لدى حكومة جنوب السودان و أكدت على أن حزام الصمغ العربى السودانى يغطى سبع من ولايات الجنوب العشر. وقد شرعت حكومة جنوب السودان بالمسوحات الأولية ودراسة سبل الإنتاج والتسويق للمساهمة فى إستقرار المزارعين و إستحداث موارد زراعية إضافية لدعم صادرات البترول. قدرت الدراسة أن جنوب السودان مؤهل لإنتاج حوالى25 ألف طن مترى سنوياً فى المستقبل القريب. فى عام 1988 بدأت كينيا فى إسثتمار أراضيها فى الشمال و الشمال الشرقى والعمل مع المنظمات المدنية لتشجيع المزراعين فى إنتاج وتسويق الصمغ. وساهمت مراكز بحوث الصمغ بالجامعات الكينية بدور كبير فى هذا الإتجاه، حيث قدم أحد الباحثين ورقة قيمة فى إستغلال هندسة الجينات الوراثية لمعرفة سلالات الهشاب ذو الإنتاجية العالية والنوعية الممتازة والقدرة على مقاومة الجفاف والأمراض بهدف السعى لإستزراع مثل هذه السلالات وتعميمها فى مناطق الإنتاج. صدرت كينيا الصمغ لأول مرة فى عام 1990 إلى بريطانيا (10 ألف طن) و يتوقع أن يصل الإنتاج إلى 35 ألف طن سنوياً. تعذر حضور مندوب دولة نيجيريا ولم تمثل دولة تشاد فى المؤتمر، مع العلم أن هاتين الدولتين أصبحتا المنافس الخطير للسودان فى الأسواق العالمية فى السنوات الأخيرة. كما سعت دول حزام الصمغ فى غرب افريقيا: السنغال، الكاميرون، بوركينا فاسو والنيجرعلى إستغلال مواردها من الصمغ و دخول الأسواق العالمية. فى الختام يمكن تلخيص تقلص السوق العالمية أمام صادرات السودان من الصمغ العربى لعدة أسباب تم تلخيصها فى ورقة بعنوان تقدير دورالأسعار فى الأسواق العالمية على طلب صمغ الهشاب السودانى. أولى هذه الأسباب عدم مرونة الأسعار فى بريطانيا، فرنسا و الولاياتالمتحدةالأمريكية بإستثناء ألمانيا التى بدأت بإستعمال صمغ الطلح من دول أفريقية مختلفة بديلاً لصمغ الهشاب. وكذا الحال فى بريطانيا التى إستبدلت صمغ الهشاب السودانى بالنيجيرى. هذه مؤشرات تدعو للفزع على مستقبل الصمغ العربى بالسودان وما صاحبه من تدنى فى الإنتاج والأسعار على مدى ربع قرن، وإذا إستمر الحال على هذا المنوال قد يفقد السودان موقعه على قمة الدول المنتجة و المصدرة للصمغ. سوف نستعرض المسببات التى أدت إلى تدنى الإنتاج، الأسعار والصادرات بالشرح والتحليل فى الجزء الثالث. د. أحمد هاشم، سكرتير مؤسسة كردفان للتنمية و باحث فى كلية الملكة ميرى جامعة لندن [email protected] | www.kordofan.co.uk