تراسيم.. مبروك ..ذيلية الافارقة والعرب !! عبد الباقي الظافر ذهبت قبل عدة اشهر لتغطية منشط يحضره رئيس الجمهورية وذلك بمناسبة افتتاح داخلية طالبات فى امدرمان ..وانا اهم بالخروج لمحت سيدة فى حالة غضب ..تحمل رسالة تريد ان توصلها الى رأس الدولة ..رأيت رجال الحراسة يصدونها عن مقصدها ..حدثتنى نفسى اننى ربما اساعد هذه السيدة فى طرح مظلمتها عبر الصحافة .. بدأت مهمتى بالتقاط صورة فوتوغرافية ..وبعدها وجدت نفسى قيد الحبس بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة وتصوير منشات عسكرية . صدر تقرير منظمة صحفيون بلا حدود ..وجعل بلادى (طيش) العرب والافارقة ..وواحدة من اسوأ عشر دول على ظهر البسيطة فى حرية الصحافة ..الذيلية تنافسنا فيها دول صديقة وشقيقة مثل رواندا وارتيريا واليمن وسوريا ..مقعدنا فى التصنيف العالمى تراجع عن الاعوام الماضية تراجعا ينذر بالخطر . قبل ان تتهموا هذه المنظمة العالمية بسوء الكيل ..او موالاة الامبريالية والصهيونية ..علينا ان ندرك ان امريكا لم تحتل ايا من المقاعد الامامية فى حرية الصحافة ..وان الذين حظيوا بهذه المكانة الرفيعة هى دول مثل فنلندا وايسلندا وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا ..هذه دول ضعيفة النفوذ السياسى فى العالم ..اما اسرائيل فقد احتلت المركز الثامن والسبعين تفوق عليها لبنان العربى الاسلامى . هل نحن نستحق افضل من هذا المركز المتأخر ..واقعنا الاعلامى يؤكد ان حرية الاعلام فى السودان فى وضع بائس ..الحكومة تضع قيودا على البث التلفازى والاذاعى ..تفتح المجال لاذاعات المنوعات التى تسىء لذوق المستمع لا تجرح خاطر الدولة ... تشيد منبر تلفازى سودانى مستقل يحتاج لتأشيرة خروج الى فضاء مجاور ارحب . اما حال صحافتنا فلا يحتاج الى كبير شرح ..بعض من زملائنا الصحفيين الان هم رهن الاعتقال ..الصحف يتم توقيفها بين غمضة عين وانتباهتها ..حتى التى يسمح لها بمعاودة الصدور .. لا تدرى لأى سبب غابت ثم عادت . الرقابة القبلية فهى اختراع سودانى تستحق عليه حكومتنا كافة حقوق الملكية الفكرية ..بعد ان يفرغ الصحافيون من مهمتهم ياتى فى اخر الليل رجال لا علاقة لهم بالمهنة .. هؤلاء الزوار مهتمهم الحكم على صلاحية المادة التى يحق للشعب السودانى الكريم قرأتها . من المتوقع من الحكومة الا تهتم بهذا الانذار ..وتعده ضرب من الاستهداف وسوء الطوية من العالم ..ولكن مثل هذا التقرير مصحوبا بتقارير اخر فى مجال حقوق الانسان او مكافحة الفساد هو الذى يشكل الصورة الذهنية لبلدنا بين الامم ..هذه الارضية التى يستند عليها كل من تحدثه نفسه بالاستثمار ..انها المعلومات التى يضطلع عيها السياح قبل ان يغبروا اقدامهم فى ترابنا الوطنى . لن تتضرر حكومتنا كثيرا ان نظمت ورشة عمل ثم دعت اليها خبراء فى المجال الاعلامى ..طلبت منهم ان يعيدوا قراءة هذا التقرير . اياكم..اياكم من زملائنا الذين يشوون الزبدة . التيار