محمد وداعة يكتب: المسيرات .. حرب دعائية    مقتل البلوغر العراقية الشهيرة أم فهد    إسقاط مسيرتين فوق سماء مدينة مروي    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    كهرباء السودان: اكتمال الأعمال الخاصة باستيعاب الطاقة الكهربائية من محطة الطاقة الشمسية بمصنع الشمال للأسمنت    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنجويت من هم من يشرف عليهم في ابادة دارفور
نشر في الراكوبة يوم 26 - 10 - 2010


[email protected]
تعريف الجنجويد : والأصل الجنجويت
لا توجد تفسيرا متفقا عليه لكلمة الجنجويت في مداولات أهل السودان عامة وأهل دارفور خاصة ومن هذه التعريفات :
العبارة من جن على جواد وجيم 3
يربطها البعض بصعلوك من عرب دارفور يدعى حامد جنجويت مارس الحرابة مع عصابته ضد القرى الإفريقية في الثمانينات من القرن الماضي فأدخل الرعب في قلوب السكان فأصبحت تنسب هذه الكلمة إلى كل شخص مجرد من الإنسانية يمارس الحرابة ويرتكب الجرائم وينهب ويقتل دون وازع من دين أو عرف .
مليشيات القبائل العربية التي تحالفت مع الحكومة لإخماد التمرد والتي ارتكبت فظائع وجرائم ترتقى عند البعض إلى جريمة الإبادة والتطهير العرقي وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية .
جماعة من مليشيات قبيلة منبوذة اجتماعيا تكتسب عيشها عن طريق السلب والنهب من السكان تستخدم الجمال والخيل في تنقلاتها وغاراتها .
مصطلح ولفظ محلي شعبي دارجي يطلق على قطاع الطرق لا ينتمون إلى قبيلة معينة أو أعراق محددة وهم مجرد حرامية وهمباتة يحترفون النهب و السرقة واللصوصية ولا ينصاعون للعرف والتقاليد حيث لا رابط بينهم غير المقدرة على الإجرام .
وتعريفي للجنجويت بناء على ما وجدت على الأرض في دارفور بعد عام 2003م هو كالاتي:
هم مليشيات القبائل العربية الرعوية (الأبالة ) أي رعاة الإبل في شمال وغرب دارفور التي ليست لديها أرض أو ما يسمى بالحاكورة والتي كانت على خلاف مع سكان دارفور المستقرين على مناطق الرعي الطبيعية والأرض الزراعية إلي جانب مليشيات من القبائل العربية ذات الدور أو الحواكير في جنوب دارفور التي قبلت عرض الحكومة (الأموال) واستجابت لتحريض زعماء تنظيم ( قريش ) رغم رفض زعماء العشائر والنظار لدعوات الحكومة بالاضافة إلى مجموعة من الزيادية ( قبيلة عربية بمليط) وقليل من القمر والكنيين والقرعان وغيرها قبائل صغيرة مستعربة المنعوتة ب( عرب 2002) فضلا عن المرتزقة الذين أتى بهم الحكومة من خارج الحدود وتتوفر في هذه المليشيات الكثير من الصفات التي ذكرت في التعريفات السابقة وهذه المجموعات انضمت إلى جانب الحكومة لأسباب مختلفة منها :
الأرض : لقد وجدت هذه القبائل التي لا تملك الحواكير فرصة لتوسيع مداخلهم إلى الأرض بتشريد سكانها الأصليين وحيازة الأرض بالاحتلال و بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع .
المال : المدفوعات الحكومية والمناصب دفعت مليشيات الجنجويت وقادتها إلى الإنخراط في العمليات مع الجيش بحكم حاجتها الماسة للمال خاصة بعد تدهور البيئة وموت أعداد كبيرة من الإبل والضأن بسبب الجفاف وفشل هذه المليشيات في أيجاد مصدر بديل للرزق لأن أغلبهم غير متعلمين ولا يعرفون غير حرفة الرعي
خوف هذه المليشيات من عمليات إنتقام تبدر عن ضحاياها السابقين الذين حملوا السلاح وتمردوا على الدولة خاصة بعد ترويج الحكومة من أن التمرد ضد العرب وليست ضد الحكومة وهدف التمرد هو طرد العرب من دارفور.
تنفيذ حلقة من حلقات تنظيم قريش: مشروع الهيمنة العربية وإقامة حزام عرابي عبر إفريقيا ( أسباب تتعلق بالهوية والاستراتيجية .
الحصول على الجنسية السودانية والأرض والمال في السودان بالنسبة للجنجويت عبر الحدود
مصالح مشتركة : استخدمت الحكومة مليشيات الجنجويت لقمع التمرد وتشريد السكان وارتكاب الجرائم ، فيما كان هدف مليشيات الجنجويت استخدام الحكومة للحصول على مناصب دستورية في الدولة والمال لتمويل برامجهم المستقبلية وكذلك مصالحهم الآنية المتمثلة في الرواتب وغنائم الحرب والأرض وتسوية الحسابات القديمة مع بعض القبائل .
توضيحات مهمة :
إن القبائل العربية ذات الدور أو الحواكير مثل بني حسين في شمال دارفور والبقارة والرزيقات والهبانية والتعايشة وبني هلبة وبعض بطون رزيقات الشمال كالماهرية وغيرها قد حاولت البقاء على الحياد وأبى معظم زعمائها ورؤساء إداراتها المشاركة في ما يسمى بمكافحة التمرد مستفيدة من التجارب السابقة التي استغلت الحكومة العرب وإدخالهم في حروب خاسرة مع جيرانهم إلا أن بعض أفراد هذه القبائل الذين طالهم الاهمال الاجتماعي قد أغرتهم المال والسلطة وإشاعات الحكومة وتحريض أبنائهم السياسيين في الحكومة، فشاركوا في برنامج الجنجويت وسوف تجدون مواقف مشرفة لزعماء هذه القبائل في الحلقات القادمة .
إن الحرب بين القبائل العربية فيما بينها في جنوب دارفور وغربها هي عبارة عن تصفية حسابات قديمة بين هذه المجموعات العربية ومن ذلك النزاع حول الأرض التي احتلوها من قبائل الفور والمساليت وأسباب أخرى تتمثل في السرقات والنهب والقتل العمد وإستعلاء رعاة الإبل على رعاة البقر ووقوف الحكومة إلى جانب الأبالة المكون الأساسي لقوات حرس الحدود و انتشار الجهل والسلاح واستخدام هذه المجموعات للممتلكات الحكومية بما في ذلك المركبات والأسلحة الثقيلة وسياسة تشجيع القتال وإبقائها مستمرة من قبل الحكومة ( الفوضى المصممة).
شخصيات مهمة في صفوف الجنجويت :
موسى هلال عبد الله : ولد بشمال دارفور وانتقل والده هلال عام 1976 إلى منطقة أومو الواقعة في الناحية الغربية من مدينة كتم وحصل على أرض هناك عن طريق رشوة أحد الموظفين وسماها دامرة الشيخ هلال. وموسى هلال أب ل(13) من الأبناء من 3 زوجات تم اختياره ناظر للمحاميد عام 1985م وهو شخصية مثيرة للجدل ومجرم ضالع في الكثير من الجرائم والحروب القبلية وعمليات النهب والسطو من بينها نهب بنك في نيالا في التسعينات مع إبن عمه آدم عبد الرحمن (أدم بوليس ) كما إنه مسؤول من الضغوط الواقعة على حياة الرحل من العرب والتجاوزات التي تشين القبيلة ومتهم في ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة في دارفور ومعرقل لمساعي السلام ويحرض إلى الكراهية والصراع القبلي وبنى هلال صومعة أحلامه بعدما أغراه نظام الإنقاذ بكوم من الرتب العسكرية الوهمية حيث استغل هذا الوضع المميز لإثارة الكثير من الفتن بين القبائل العربية والإفريقية التي يسميها موسى هلال بالزرقة تفنن هو وأنصاره في قتل المواطنين الأبرياء وحرق القرى ونهب الممتلكات منطلقين من مقرهم الذي يسمونه باللواء السابع مشاه في كبكابية ومن أقواله ( حاربتهم وهزمتهم ودمرت أوكارهم فلذلك يحقدون علي ) .
علي محمد على عبد الرحمن (علي كوشيب ): من قبيلة التعايشة ولد في وادي صالح وعمل في الجيش السوداني في وظيفة ممرض ينتمي إلى السلاح الطبي السوداني وترقى في سلم العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة المساعد وأحيل إلى المعاش العادي قبل عشرة سنوات أب ل ( 12) من الأبناء من عدة زوجات ، سكن بحي ( الخرطوم بالليل ) في نيالا وفتح صيدلية هناك ثم رحل إلى حي طبية بنيالا وفي أواخر 2003 تم تعينه قائدا لميشيات الجنجويت في قطاع وادي صالح وأوكل إليه مهمة تجنيد الرحل برهيد البردي وسرير وسرينو وديدان وطوال تحت إشراف علي محمود حسب الرسول والي جنوب دارفور السابق ووزير المالية والاقتصادي الوطني الحالي ويساعده في ذلك معتمد محلية رهيد البردي محمد شريف .
علاقة الجنجويت والحكومة:
المرحلة الأولى : تمهيدية
في أغطس 2002 قامت السلطات القضائية والأمنية بولاية شمال دارفور باصدار أمر إعتقال موسى هلال وثلاثة من زعماء القبائل العربية بشمال دارفور بتهم مختلفة، إثارة القلاقل وتقويض الأمن وأخرى تنفيذا لتعليمات والي الولاية الفريق إبراهيم سليمان وتم ترحيلهم إلى سجن كوبر بالخرطوم ومن ثم إلى سجن ود مدني ثم إلى سجن سواكن ببورتسودان .
قبل أربعة أشهر من هجوم المتمردين على الفاشر تم نقل موسى هلال إلى بيته في الخرطوم ووضع تحت الإقامة الجبرية وفي يونيو 2003 تم إطلاق سراح موسى هلال قالوا وقتها بتوسط من النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه واللواء طيارعبد الله على صافي النور إبن عم موسى هلال وذلك بغرض استخدامه في تعبئة مليشيات الجنجويت .
وصل موسى هلال بعد إفراجه مباشرة إلى الفاشر برفقة مجموعة من الإستخبارات وإجتمع بوالي شمال دارفور عثمان كبر ووالي جنوب دارفور الحاج عطا المنان وأجرى اتصالات مكثفة مع قادة بعض المليشيات و زعماء و رؤساء الإدارات الأهلية من القبائل العربية وكان يقول في بعض اتصالاته : انضموا إلينا لدينا المال والسلاح والعربات إذا كنتم ترغبون ذلك ، مشكلة العرب هي مع الزرقة وهذا هو سبب انضمام العرب إلى الحكومة .
المرحلة الثانية : تنفيذ
وصل عدد من ضباط الاستخبارات وضباط الجيش وكبار المسؤولين في حزب( المؤتمر الوطني )وأعضاء تنظيم ( قريش ) التجمع العربي سابقا وصلوا إلى الفاشر برفقة كل من صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الاستخبارات والأمن الوطني وعبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني وأحمد محمد هارون وزير الدولة بوزارة الداخلية لوضع الطريقة المثلى لتوظيف المليشيات وتجييشها وترتيب تعويضاتها أي توقيع اتفاق مع قادة الجنجويت للوقوف إلى جانب الحكومة لمواجهة التمرد إضافة إلى تمويل المتمردين التشاديين الذين كانوا يسعون للإطاحة براعي متمردي دارفور الرئيس التشادي إدريس دبي وفي إجتماع عقد في الفاشر بحضور الوفد القادم من الخرطوم وولاة ولايات دارفور الثلاث وقادة القوات النظامية والأجهزة الأمنية بالولايات الثلاث وممثلي مليشيات الجنجويت وهم موسى هلال وعلي كوشيب ومحمد أحمد دوغلو وسعيد عبد الله حسين ومحمد هادي عمير وفي هذا الاجتماع تم التأمين على الجهود الأمنية السابقة وإجازة خطة جديدة وكان من أهم بنود الخطة الجديدة التي أجيزت في الاجتماع :
تعين اللواء الهادي أدم حامد منسقا بين الحكومة ومليشيات الجنجويت أملا في أن يتمكن من تعبئة قبيلة بني حسين التي ينتمي إليها اللواء الهادي.
وضع مليشيات القبائل العربية في شمال دارفور وغالبيتهم من الأبالة تحت إمرة موسى هلال وإختيار منطقة (مستريح ) لتكون مقر الدائم لهذه المليشيات كما تم تكوين وحدة عسكرية غير معروفة ( حرس الحدود ) لتكون إسما جديدا لهذه الميشيات حيث تم تعيين اثنان من ضباط الإستخبارات العسكرية لتنفيذ العملية وهما المقدم عبد الواحد سعيد على سعيد بوصفه قائدا عاما لهذه الوحدة الجديدة والمقدم عبد الرحيم محمد عبد الله رئيس عمليات وتتلقى هذه الوحدة تعليماتها وأوامرها من اللواء الهادي أدم .
تم تعيين محمد هادي عمير( دغيرشو) حارسا شخصيا لموسى هلال
تم تكليف حسين عبد الله جبريل وعبد الله علي صافي النور ومحمد إبراهيم في مهمة تعبئة مليشيات شمال دارفور خاصة مناطق كتم وكبكابية وسريف بني حسين وسريف عمرة وكلبس وترحيلها إلى قيادة هذه المليشيات في منطقة مستريح التي تقع على بعد 35 كيلو متر من كبكابية .
تم تعيين على كوشيب قائدا لميشيات جنوب دارفور و تكليف عبدالله على مسار وعلي محمود وعبد الحميد موسى كاشا وموسى جالس في مهمة تعبئة مليشيات القبائل العربية في جنوب دارفور وتجميعهم في معسكر بوادي صالح.
تم تعيين محمد أحمد دوغلو قائدا لميشيات غرب دارفور وإعتماد منطقة (دوقو) بزالنجي مقرا لهذه المليشيات وتكليف الفريق محمد أحمد الدابي مشرفا .
تم تكليف الفريق أدم حامد موسى في مهمة تعبئة مليشيات من قبيلة الزيادية في منطقة مليط وتجهيز معسكر للتدريب في منطقة (الكومة) بشرق دارفور.
تعيين ضابط آخر في الاستخبارات اسمه موسى عبد الله البشير ليقوم بمهمة الإشراف على المعارضة التشادية وتعبئة مليشيات عبر الحدود ( المرتزقة) وإعداد معسكر منفصل في غرب دارفور والتنسيق مع الجنجويت السودانيين لإدارة العمليات العسكرية
تم تكليف ولاة الولايات الثلاثة مهمة الإعلام وإخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام وشراء الذمم ومتابعة عمل الفريق الأمني التي تقوم بهمة التصفيات الجسدية في المنازل ليلا والولاة هم عثمان محمد يوسف كبر شمال دارفور، الحاج عطا المنان جنوب دارفور، الشرطاي جعفر عبد الحكم غرب دارفور.
تم تعيين أحمد محمد هارون في مهمة تمويل هذه الميليشيات والإشراف العام ومهمة التحقيقات مع المعتقلين والأسرى وابتكار وسائل التعذيب الحديثة وطرق تصفية السجناء وحصر مواقع المقابر الجماعية ليتم إزالة معالمها عند الحاجة وغيرها من المهمات القذرة.
تم تكوين غرفة عمليات من صلاح عبد الله قوش وعبد الرحيم محمد حسين واحمد محمد هارون وقادة الفرق العسكرية الثلاثة ومسؤولين من أجهزة الأمن والمخابرات بولايات الثلاثة لمتابعة العمليات وتذليل العقبات في الوقت المناسب .
أقسام الجنجويت :
حرس الحدود : هم نخبة الجنجويت والمجوعة التي تعتمد عليها الحكومة في عمليتها الرئيسية وتشكل قبائل رزيقات الشمال ( الماهرية ، المحاميد ، العريقات ، أم جلول ، العطيفات ، زيلات ..) القبائل العربية القادمة التي دخلت السودان قبل سنين مثل ( أولاد زيد ، أولاد راشد ، أولاد حليم، أولاد تاقو وشطية ..)و التي تسكن إلى الشمال من سريف عمرة في مناطق وادي كاجا وساني دادي ولهذه القوة بطاقات عسكرية ورواتب ثابتة وأسلحة خفيفة وثقيلة وعربات من طراز لاند كروزر ذات الدفع الرباعي وقد تم دمجهم كليا في القوات النظامية المختلفة .
قوات الدفاع الشعبي : مليشيات جنجويت أقل درجة من حرس الحدود يرتدون زيا موحدا ويتلقون أسلحة خفيفة وذخائر ويصرف لكل منهم مبلغ من المال مقابل أي عملية عسكرية يشتركون فيها ولكنهم لا يتلقون رواتب ثابتة وليس لديهم نمر عسكرية .
المستنفرون : أفراد من القبائل العربية يتم تجنيدهم بالقوة ويتلقون زيا موحدا ونثريات متقطعة وإذا رفضوا التجنيد والاشتراك في العمليات يتم فرض غرامة بواسطة زعمائهم وهي عبارة عن خمسة جمال أو السجن في حالة عدم قدرة أحدهم على دفع الغرامة .
المرتزقة : هم أفراد ومجموعات تم إحضارهم من الدول ( تشاد ، نيجر ، مالي ودول أخرى ) تختلف لغتهم عن لغة أهل السودان فمثلا كلمة التلفون عندهم تسمى ( الكلامة ) وهؤلاء يستفيدون من الغنائم والجنسية السودانية إلى جانب بعض المجرمين السودانيين المحكومين في السجون السودانية الذين أطلق سراحهم مقابل المشاركة في العملية وهذه المجموعة يتم توزيعهم في الأقسام الثلاثة (3،2،1) بهدف السيطرة والتحكم .
في الحلقات القادمة :
معلومات عن مستريا معقل الجنجويد
الضباط المشرفون على عمليات الجنجويد
تمرد الجنجويد ( دوغلو محمد حمدان \"حميتي \" ) نموذجا
مراحل دمج الجنجويد في القوات النظامية المختلفة
للحكومة أسلحة أخرى في دارفور( الأيدز و المخدرات )
الثوار العرب :( جبهة القوى الثورية المتحدة ) نموذجا
مواقف مشرفة من نظار العرب (سعيد مأدبو ، محمدين الدود ، الهادي عيسى ) نموذجا
الخاتمة
ضابط سابق في الاستخبارات يروي علاقة الجنجويت والحكومة في دارفورالحلقة 3 حاتم تاج السر
22nd, October 2010, 10:49 pm
ضابط سابق في الاستخبارات يروي علاقة الجنجويت والحكومة في دارفورالحلقة 3 حاتم تاج السر
معلومات عن مستريحة معقل الجنجويت:
تقع منطقة مستريحة على بعد 35 كيلومتراً في الاتجاه الشمالي الغربي من مدينة كبكابية بشمال دارفور وهي منطقة تابعة لقبيلة الفور وتعد منطقة رعوية وزراعية إستراتيجية إذ تقع بالقرب من جبل مرة وتجاورها أودية مثل وادي باري ووادي برقوو و في السنين الأخيرة احتلها فبائل الرحل( رزيقات الشمال) الذين كانوا يسكنون بالقرب من كتم واتخذوها معقلا رئيسيا لهم حيث توجد بالمنطقة دامرة كبيرة وفي عام 2003 تم تأسيس قيادة الجنجويت أو ما يسمى بحرس الحدود اليوم بالمستريحة وتنصيب موسى هلال قائدا لهذه المليشيات وذلك بعد تحالفهم مع الحكومة لمحاربة التمرد فكان هناك خمسة ضباط من الجيش والاستخبارات لتنظيم العمليات اللوجستية والمال والشؤون الإدارية و تأتي المروحيات من الفاشرمرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع،تحمل أسلحة وذخائر ونقود ومرتبات الجنجويت إلى جانب زيارات متكررة لوفود من الخرطوم و قادة قيادات المناطق العسكرية في دارفور ( الفاشر ،نيالا ،الجنينة). أما الهادي ادم حامد وعبد الله على صافي النور وأحمد محمد هارون فيبقون هناك لمدة أربعة أيام أو أكثر عند كل رحلة لمتابعة تنفيذ العمليات العسكرية وغارات الجنجويت للبلدات والقرى، وقد أقيم في مستريحة معسكران للتدريب وذلك لدمج الجنجويت في القوات النظامية المختلفة أحدهما تحت إدارة شرطة الاحتياطي المركزي، يدرب فيه لثلاثة أشهر على الأسلحة 200 - 250 رجل و في كل دورة يوفد بعضهم ليحصلوا على مزيد من التدريب في الخرطوم وفي سوريا ومعسكر آخر تحت أمرة الجيش و يدوم هذا التدريب الأخير شهرا واحدا فقط ضاماً 150 - 200 رجلا في كل مرة وفي البدء كان الجنجويت يسكنون تحت الأشجار وفي عام 2005 تم بناء معسكر كبير فيها كهرباء وتلفزيون وخيام ومكاتب للإدارة ومخازن ومستودعات للأسلحة والذخائر والمهمات العسكرية الأخرى وملاجئ وبوابات للدخول والخروج .وفي مستريحة يتم إحضار أعداد كبيرة من الإبل والضأن عندما يخرج الجنجويت والجيش إلى العمليات وهي عبارة عن غنائم يتم نهبه من المواطنين بعد قتل السكان وتشريدهم وحرق قراهم وهذه الإبل والضأن يتم تقسيمها إلى خمسة أقسام ، قسم للجنجويت وقسم للمعارضة التشادية وقسم للجيش وقسم للشرطة و جزء بسيط ترسل إلى الخرطوم في شكل لحوم مبردة تكتب عليها (خيرات دارفور) ليتم توزيعها للدستوريين وكبار الضباط في الاستخبارات والجيش .
معنا أو ضدنا: تجربة الدروق وخلوة قرقو لتحفيظ القرآن
تم إرسال ثلاثة ضباط من المخابرات العسكرية من كبكابية إلى قبيلة الدروق إحدى القبائل الصغيرة في شمال دارفور وفي إجتماع مع أعيان القبيلة عرضوا عليهم 95 قطعة سلاح من طراز إيه كيه -47 وأموال وعربات ليتم تدريبهم لمدة 40 يوما في كبكابية، من ثم الإنضمام إلى المليشيات لمكافحة التمرد ولكن أعيان الدروق رفضوا العرض وقالوا للضباط الثلاثة (نحن ما نريد مشاكل ).
بعد ستة أسابيع من محاولة تجنيد الدروق قام المئات من عناصر الجنجويت وخلفهم قوات نظامية محمولة على متن شاحنات مدعومة بثلاثة طائرات مروحية بمهاجمة قرى الدروق في عملية دامت أربعة أيام قتل خلالها 120 شخص كان من بينهم خمسة وعشرون يصلون في المسجد وتشريد البقية وحرق قراهم ونهب ممتلكاتهم عقابا على رفضهم الانضمام إلى الجنجويت .
وبعد خمسة أيام من حادثة الدروق قامت الجنجويت بهجوم على خلوة قرقو لتحفيظ القرآن الواقعة على بعد عشرة كيلو متر من مستريحة في الاتجاه الجنوبي الشرقي بعد رفضهم الانضمام إلى قوات الدفاع الشعبي وإعلان الجهاد ضد المارقين والخارجين عن القانون من قطاع الطرق الذين تمردوا على الدولة فتم في هذه العملية تدمير خلوة قرقو وقتل 57 من طلاب (مهاجرين) والمدرسين(فكي) وعائلاتهم وخلوة قرقو الآن مهجورة بعد نزوح سكانها إلى كبكابية .
المشرفون على الجنجويت
تنقسم عملية الإشراف على الجنجويد إلى :
المشرفون العسكريون:
1. الفريق : عبد الرحيم محمد حسين ( وزير الدفاع ).
2. الفريق : صلاح عبد الله قوش ( مدير سابق لجهاز الأمن والمخابرات ) .
3. الفريق : عصمد عبد الرحمن ( قائد الفرقة السادسة مشاة بالفاشر).
4. الفريق : محمد أحمد الدابي ( ضابط مقرب من البشير).
5. الفريق : حسين عبد الله جبريل :عضو مجلس الوطني ( ابن عم موسى هلال ).
6. الفريق : أدم حامد موسى : رئيس مجلس الولايات ( من أبناء الزيادية دارفور ).
7. اللواء : الهادي أدم حامد : من أبنا بني حسين ( سريف بني حسين : دارفور).
8. اللواء طيار : عبد الله علي صافي النور عضو مجلس الوطني ( ابن عم موسى هلال).
9. اللواء : عبد الكريم عبد الله ( المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات ).
10. العميد : عواد بن عوف ( رئيس المخابرات بالفاشر).
11. العقيد : صلاح مصطفى من الاستخبارات ( قائد العام الحالي للجنجويت ).
12. المقدم : عبد الواحد سعيد علي سعد (قائد عام سابق للجنجويت ).
13. المقدم : عبد الرحيم محمد عبد الله ( رئيس قسم العمليات في المستريحة).
المشرفون المدنيون
1. أحمد محمد هارون (وزير الدولة بوزارة الداخلية سابقا).
2. عبد الله علي مسار ( والي نهر النيل سابقا).
3. عبد الحميد موسى كاشا (والي جنوب دارفور الحالي).
4. علي محمود حسب الرسول (وزير المالية والاقتصاد الوطني الحالي ).
5. موسى جالس ( ضابط بالمعاش رئيس إدارة أهلية لقبيلة البرقد ).
6. حماد عبد الله جبريل ( ابن عم موسى هلال) .
7. عثمان محمد يوسف كبر( والي شمال دارفور ).
8. محمد سليمان رابح ( معتمد محلية الواحة ).
9. محمد إبراهيم عزت ( مدير تنفيذي بمحلية الواحة).
10. الحاج عطا المنان إدريس (والي جنوب دارفور السابق).
11. الهادي مصطفى (مستشار والي بولاية شمال دارفور).
12. الشرطاي جعفر عبد الحكم (والي غرب دارفور ).
بعض القادة الميدانيين للجنجويت
1. موسى هلال عبد الله
2. علي محمد علي (علي كوشيب)
3. شكرت الله حمدنا ( قتل في معركة أبو قمرة )
4. محمد حمدان دوغلو ( حميتي )
5. سعيد عبد الله حسين
6. محمد هادي عمير ( دغيرشو) قتل في حفل زفاف
7. زكريا إسماعيل
8. عمر هلال
9. صالح قزازه
10. مكاوي عبادي ( قتل في معركة ديسا)
هذه أسماء بعض المشرفين العسكريين والمدنيين وبعض زعماء الجنجويت الميدانيين ولدي المزيد إذا تطلب الأمر .
تمرد الجنجويت :محمد حمدان دوغلو “حميتي " نموذجا
على الرغم من حضور القبائل العربية في الخطوط الأمامية للحرب إلا أنهم غابوا عن محادثات السلام التي كانت تجري آنذاك في أبوجا باستثناء ما ندر بوصفهم أعضاء في وفدي الحكومة والمتمردين وقلقا منهم لعدم تمثيل الحكومة لمصالحهم ولوعيهم المتزايد من أن المجتمعات الرعوية لا تستطيع العيش من دون المجموعات المستقرة التي تمارس حرفة الزراعة والتي تعمل على تمكين الأسواق الريفية وتقديم خدمات الدعم لمسار هجرة الرعاة الرحل ، فقد حاول وفد من عشرة أشخاص منهم الانضمام إلى المحادثات في أكتوبر 2005 لكنه جرى إبعادهم فعادوا محذرين من أن العرب سيرفضون أي اتفاق لا يشترك فيه جميع المواطنين في دارفور لا سيما أولئك الذين عانوا كثيرا من المتمردين .
بعد التوقيع على اتفاق سلام دارفور في أبوجا بتاريخ 5/5/2010 أكد شكوك الجنجويت من أن الحكومة سوف تضحي بهم لضمان بقاء نظامها السياسي حيث ألزم الاتفاق الخرطوم بتحييد ونزع سلاح الجنجويت والمليشيات المسلحة باعتبار ذلك خطة أولى نحو السلام بل بقبول خمسة آلاف من المتمردين في الجيش النظامي ومنهم برتب ضباط بعد تأهيلهم عسكريا كما أصبح أحد قادة التمرد وهو مني مناوي كبير مساعدي الرئيس وبما أن مسألة ملكية الأرض تقع في صميم الصراع المستمر فقد اعتبر الجنجويت اتفاق سلام دارفور مجحفا بحق الرعاة بعد إقرار الاتفاقية بنظام الملكية القبلية للأرض و بذلك فقد الجنجويت مكاسبهم التي جنوها من الحرب .
شرعت (الأبالة) تتحدث عن خيانة الحكومة وبدأت تتحدث عن خسائرها المتمثلة في الأرواح وقطعان الماشية وطرق الهجرة والتجارة والمرعى وادعوا بذلك أنهم عانوا أكثر من النازحين واللاجئين الذين كانوا يتلقون مساعدات دولية في المخيمات ، كما أن الهجراتهم إلى الشمال قد أعاقها حضور المتمردين في تلك المناطق وخاصة في ممر الفاشر نيالا وقطع الطرق الشمالية الغربية المتجهة إلى ليبيا ومصر فتحدد ذلك موقع قطعان الماشية بمناطق صغيرة المساحة نسبيا وتحولت بذالك الصراع إلى اشتباكات دموية بين البدو أنفسهم .
وفي ظل هذه الظروف شرع اثنان من زعماء الجنجويت هما موسى هلال عبد الله في ولاية شمال دارفور ومحمد حمدان دوغلو (حميتي ) في جنوب دارفور ، شرعا في التحوط من الوضع الضبابي فدخلا في محادثات سرية مع حركة العدل والمساواة عبر وسطاء على أمل أن ينقذهما التحالف مع ضحاياهم من ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية وفي مارس 2006 وقع محمد حمدان دوغلو اتفاق عدم الاعتداء متبادل مع حركة العدل والمساواة وبعد شهرين وبالتحديد بعد 15 يوما من التوقيع على اتفاق سلام دارفور فعل موسى هلال الشيء ذاته .
وبتعثر دعم الحكومة لموسى هلال وتعرض علاقته مع الخرطوم لهزة المرحلة واجه موسى هلال انتقادا شديدا من رزيقات الشمال فوصفوه بأنه جلب الذميمة إلى قبيلة رزيقات الشمال (الأبالة) من دون فوائد دائمة وبدأ أفراد الجنجويت بالفرار بعد اتهام قادتهم بالفساد وإحتكار الوظائف العسكرية والمزايا الأخرى. ومع افتقار المنشقين إلى قائد وبرنامج سياسي انضم بعضهم إلى جماعات المرتزقة يعرضون خدماتهم إلى من يدفع ثمنا أعلى أو المشاركة في أعمال قطاع الطرق وعمليات النهب والسلب والبعض الآخر أقام تحالفات مع المتمردين في إستراتيجيات قصيرة المدى لاكتساب تنازلات أو موارد من الحكومة أكثر من كونها قائمة على قناعة سياسية وآخرون انضموا إلى مجموعات مسلحة شكلها ناشطون سياسيون للمطالبة بتمثيل مستقبل العرب في أي محادثات سلام جديدة .
تابعت الاستخبارات العسكرية هذه التحركات وأبلغت الحكومة بخطورة هذه التحركات فقامت الحكومة بتقسيم الجنجويت تحت قيادة موسى هلال إلى مليشيات قبلية منفصلة وإعادة تنظيم مستريحة تحت إمرة قائد جديد من الاستخبارات العسكرية وهو العقيد صلاح مصطفى وجعلت لكل مجموعة معسكرها الخاص وتم تكليف عدد من الضباط من قيادة الجيش في الفاشر لقيادة هذه المجموعات حيث تم ترحيل مليشيات من قبيلة التاما إلى منطقة لاوت ونقل المليشيات المستعربة مثل القمر والتاما إلى منطقة أم شليل وكونت لمحمد هادي عمير (دغيرشو) لواء خاص لمليشيات قبيلة الماهرية مدرجين في صفوفه بقارة من عشائر النوايبة وهوتيا وترجم وصعدة وطلبة وسلامات وغيرها من مليشيات القبائل العربية التي تسكن حول جبل مرة ،كما تم استدعاء محمد حمدان دوغلو(حميتي ) إلى الخرطوم في سبتمبر 2006 لعقد اجتماعين مع الرئيس البشير ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين حيث عرضا عليه أسلحة وأموالا وسيارات لإيقاف هجوم المتمردين في ولاية شمال دارفور فقبل حميني العرض وانتقل بعد عودته من الخرطوم شمالا إذ جمع بين أعمال الحكومة وأعماله الخاصة المتمثلة في تصفية الحسابات القديمة مع بعض القبائل .
مع تنفيذ هذه السياسات الاحترازية من قبل الحكومة ،ارتفعت حدة التوتر بين المحاميد والماهرية خاصة في شهر إبريل 2007 عندما قتل محمد هادي عمير (دغيرشو) في حفل زفاف بعد أيام قليلة من قيام رجاله باعتقال 12 من رجالات موسى هلال بالقرب من منطقة قولو ، فسارعت الحكومة إلى عرض الدية للماهرية ولكن الماهرية رفضت الدية متهمين موسى هلال بقتل دغيرشو كما رفضت مزاعم موسى هلال الذي يقول بأن دغيرشو قتل سهوا بإطلاق أعيرة نارية احتفالية مطالبين بسد الثأر ( قتل موسى هلال) حيث قامت أعيان الماهرية بترحيل النساء والأطفال إلى بر الأمان في كتم وانتقل محمد حمدان صوب الشمال إلى مليط وهدد بضم لواء دغيرشو إلى المتمردين في جبل مرة إذا لم تقم الحكومة بإجراء تحقيق نزيه حول الحادث وإعطاء 500 من رجاله الرواتب والمتأخرات ودفع تعويضات لبعض الأسر المتضررة وإلى جانب إعطاء قبيلة الماهرية نظارة ومحلية منفصلة عن المحاميد ومن جانبه قام موسى هلال برفض هذه التهم والمطالب وطوق مجمعه بمتاريس من سيارات تويوتا لاند كروزر إلا أن وفدا رفع المستوى من الحكومة برئاسة عبد الله صافي النور وعثمان محمد يوسف كبر تمكن في مايو 2007 من طي صفحة الخلاف بعد أن أقسم موسى هلال على القرآن إنه ليس لديه ضلع في وفاة دغيرشو وقدمت الحكومة من جانبها 50 مركبة و500 ألف دولار للماهرية كتعويض .
اشتد مخاوف الجنجويت من وقوع خيانة من قبل الحكومة حين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال (علي كوشيب) وفشل الخرطوم في الوفاء بوعودها لتقديم الدعم للجنجويت في ظل التزايد المستمر لمطالب الجنجويت .
تمرد محمد حمدان دوغلوا ( حميتي)
وهو محمد حمدان دوغلو الملقب بالحميتي من فخذ أولاد منصور إحدى أفخاذ الماهرية التي هاجرت من شمال دارفور في نهاية الثمانينات واستقرت في قرية دوقو للفور، الواقعة بالقرب من زالنجي وسموها بأم القرى ويعتبر محمد حمدان من قادة الجنجويت المشهورين في القطاع الجنوبي الغربي .
كان تمرد حميتي معدا إعدادا جيدا ، إذ أخبر حميتي الحكومة بأنه سيشارك في الهجوم على جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة في منطقة حسكنيتة وبعد تسلمه الوسائل اللوجستية للهجوم وهي عبارة عن 70 عربة ناقلة الجنود وأسلحة ثقيلة وبنادق كلانشينكوف وبنادق قنص وقاذفات قنابل يدوية ( آربي جي ) ومركبات من طراز لاند كروزر تعلوها مدافع رشاشة ومدافع مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ متعددة وصواريخ مضادة للطائرات ومدافع هاون وبنادق عديمة الارتداد من عيار 105 ملم ومعدات اتصال وأموال ووقود وذخائر ، بعد تسلمه هذه الأسلحة والمهمات الأخرى أعلن تمرده على الحكومة وأقام معسكرا في منطقة دوقو أو أم القرى معقل أولاد منصور الكائنة شمال غرب نيالا بالقرب من زالنجي وأطلق على حركته قوات ( الوعد الصادق) .
يقول حميتي إن السبب الرئيسي لتمرده هو تعيين الزغاوي مني مناوي في منصب كبير مساعدي الرئيس وعلى النقيض من ذلك فإن العرب الذين قاتلوا مع الحكومة لم يتلقوا حتى رواتبهم ولا تعويضات عن قتلاهم وجرحاهم في الحرب كما لم تقدم لهم الحكومة الخدمات الصحية أو البيطرية أو المدارس أو الماء ولم تف الحكومة بوعدها التي وعدت بها العرب ( الأرض) وأن طرق هجرة مواشيهم قد أغلقت بسبب وجود التمرد في تلك المناطق .
أحدث تمرد حيمتي أكبر تحول في التوازن العسكري في دارفور منذ بدء الصراع كما إنه أدهش الخرطوم باعتبار أن عشيرة أولاد منصور من أوائل عملاء الحكومة حيث كانوا يهاجمون القرى الواقعة حول جبل مرة بدعم من القصف الجوي ومن أشهر هذه الهجمات الهجوم على قرية كدنجير حاضرة الشرطاي سليمان حسب الله وكان تمرد حيمتي هو الأعظم لكنه ليست المشكلة الوحيدة التي واجهت الحكومة فالفرار التدريجي للجنجويت صوب التمرد الذي بدأ منذ عام 2005م فكانت تمرد مجموعة أطلقت على نفسها اسم ( الجندي المظلوم) وقامت بعمليات رئيسية ضد الحكومة في كبكابية وزالنجي وأجزاء من غرب دارفور ومع إزدياد عددهم زادت حاجتهم إلى الأموال والذخائر فقاموا بالهجوم على قوافل الحكومة ومراكز الشرطة ولكنهم عادوا إلى حظيرة الحكومة عندما عالجت الحكومة مطالبهم المالية واستندت إليهم مهمة الدفاع عن نيالا وزالنجي مع ارسال رواتب الجيش التي كانت تنقل براً بنقلها عن طريق الجو تفاديا من اعتداء هذه المليشيات في حال تأخر رواتبهم.
إن العديد من الجنجويت جندوا في 2006 بعد قرار مجلس الأمن رقم 1706 الذي خول بنشر ما يقرب من 26 ألفا من قوات الأممية وذلك خوفا من أن تكون هذه القوات بمثابة قوات شرطة للمحكمة الجنائية الدولية حيث أعدت الاستخبارات العسكرية خطة لمواجهة القرار من خلال زيادة تجنيد المليشيات القبلية بمن في ذالك القبائل العربية التي لم تشارك في الحرب في السابق، حيث كانوا يقولون للقبائل العربية بأن القوات الدولية ستحمل كل العرب مسؤولية الفظائع التي ارتكبت في دارفور ووعدوا بعض تلك القبائل بتحقيق التنمية الاجتماعية والتنقيب عن النفط في مناطقهم في حال انضمامهم إلى هذه المليشيات فانضمت بعضهم أملا في أن تفي الحكومة بوعود التنمية والتنقيب في مناطقهم .
عودة محمد حمدان (حميتي) إلى حظيرة الحكومة
في مطلع سنة 2008 عاد محمد حمدان إلى حظيرة الحكومة بعدما فشل في إيجاد راع بديل لمجموعته بدلا من الحكومة فلقد رفضه ليبيا وتشاد والولايات المتحدة وحاولوا الانضمام إلى الحركات المسلحة المتمردة في دارفور ولكن دون جدوى .
لقد أقام محمد حمدان في العزلة ستة أشهر يصرف على 4 ألف رجل إلا أن الكثير من رجاله قرروا العودة تدريجيا إلى أسرهم وأصبحت العزلة وإنعدام التأييد واضحا إذ نفدت أموال حميتي وأصبح أمام حميتي خياران هما العودة إلى حظيرة الحكومة أو حدوث انقسامات في صفوف حركته وفي ظل هذه الظروف أجرت الحكومة اتصالات مكثفة لإعادة حميتي إلى الحظيرة .
صفقة العودة :
بعد مفاوضات دامت ثلاثة أسابيع توصلت الحكومة إلى اتفاق مع محمد حمدان ورجاله ومن مطالب حميتي التي وافقت الحكومة عليها :
1. تنمية منطقة أم القرى التي تطلق عند قبيلة الفور بدوقو
2. ترقية محمد حمدان إلى رتبة الفريق في الجيش السوداني
3. تعيينه في منصب مثل منصب موسى هلال ( المنسق بين القبائل العربية والحكومة )
4. نظارة لعمه جمعة دوغلو
5. منصب مفوض لأخيه عبد الرحيم حمدان
6. مبلغ نقدي مقداره مليار جنيه سوداني لمحمد حمدان
7. نصف مليار جنيه آخر لتعويض المقاتلين وأسرهم
8. دمج 3 آلاف من رجاله في الشرطة والجيش والقوات النظامية الأخرى مع قبول 200إلى 300 منهم في الضباط .
قبلت الحكومة المطالب وطلبت من محمد حمدان بإعادة الأسلحة الثقيلة التي أعطيت لحميتي قبل الهجوم على حسكنيتة وهي عبارة عن خمسة قطعة من قاذفات الصواريخ المتعددة ووثلاثة مدافع مضاد للطائرات من طراز زو وعشرة دوشكا وثمانية وعشرون (آر بي جي) وألغام مختلفة الأحجام فالتزم حميتي باعادة هذه الأسلحة وتنازل في الأخير عن مطلب ترقيته لرتبة الفريق لصغر عمره وكثرة التزاماته تجاه قبيلته .
وحاليا يعتبر محمد حمدان إحدى أقوى زعماء الجنجويت في دارفور خاصة بعد خضوع موسى هلال للرقابة المشددة من جانب الاستخبارات العسكرية واعتباره (غير موثوق) كما أصبحت الماهرية منظمة بشكل متزايد بعد إعتراف الحكومة بنظارة لهم في أم القرى أو دوقو التابعة للفور .
واليوم يمارس زعماء الماهرية الضغط على محمد حمدان لمغادرة جنوب دارفور والعودة إلى شمال دارفور لمساعدة القبيلة على إنفاذ مطالبتها بأراضي يدعون ملكيتهم لها منذ فترة وهي منطقة واسعة تمتد من (ديسا ) شمالا حتى الحدود الليبية وبذلك يمكن لحميتي الحصول على مائة نقطة مثلما هو الحال في أم القرى وسيتبعه أبناء الماهرية حسب قول أحد أعيان الماهرية في شمال دارفور وهذه المنطقة التي تتحدث عنها الماهرية هي منطقة (غرير) التي تقع إلى الشمال من مدينة كتم بشمال دارفور واسمها عند السكان الأصليين هي ( ديسا )و يقول البعض في دارفور أن المسميات الجديدة للمناطق مثل (عبدالفرسان ،دارالسلام ، أم القرى ، زمزم ، مستريحة ، كلمندو ، الواحة ..الخ) هي سياسة معتمدة من الخرطوم لتغيير هوية المناطق وإجراء تغيرات ديمغرافية وتوطين الرحل بإيجاد حواكير لهذه القبائل الراحلة، فتسمع في الإعلام أسماء لمحليات ومناطق لا يعرفها السكان مواقعها إلا بعد جهد جهيد حسب قولهم .
في الحلقات القادمة :
. مراحل دمج الجنجويد في القوات النظامية المختلفة
. للحكومة أسلحة أخرى في دارفور(الأيدز والمخدرات)
. الثوار العرب : (جبهة القوى الثورية المتحدة) نموذجا
. مواقف مشرفة من نظار العرب (سعيد مادبو ، محمدين الدود ، الهادي عيسى ) نموذجا
. الخاتمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.