بالمنطق الزعل مرفوع..!!! صلاح عووضة ٭ هل تدرون «السر!!» في التفوق الاسرائيلي على العرب لأكثر من نصف قرن من الزمان؟ ٭ هل تريدون ان تعرفوا السبب -اذا كنتم لا تدرون- دون ان «تزعلوا»؟! ٭ فالزعل مرفوع اليوم اذا اردنا ان نواجه الحقيقة كما هي مهما تكن «مرة».. ٭ ويكفي العرب والمسلمين زعل وغضب وغيظ خمسين عاما واكثر لم يجنوا منه شيئاً. ٭ كفاهم أشعاراً وخطباً و«حماسة» من لدن ايام احمد سعيد وحتى ايام «حماس» هذه.. ٭ السبب -يا سادتي- بسيط جداً ولا علاقة له بقدرات اسرائيل العسكرية او علاقتها باميركا. ٭ فهو سبب «داخلي!!» وليس «خارجياً». ٭ هو في أنفسكم أنتم -أيها العرب- أفلا تبصرون؟! ٭ ورغم بساطته -السبب هذا- فهو قد يكون «عظيماً» لدى الذين في امكانهم تغييره حتى يتغير الحال. ٭ إنه «غياب الديمقراطية». ٭ وهنا أكاد استشعر «زعلاً» من تلقاء البعض -وقد قلنا انه مرفوع- سيما الاسلامويين منهم. ً ٭ ولذوي الحماسة الاسلاموية هؤلاء تحديداً نقول انكم «بالذات» لا يحق لكم ان تغضبوا لان الذي نشير اليه اليوم مستمد من الاسلام اولاً قبل ان يكون مستمداً من حضارات الغرب. ٭ ولو صبرتم علينا قليلاً -وسكت عنكم الغضب- فسوف نبين مرجعية حجتنا الدينية رغم اننا لسنا بأعلم منكم في امور الدين. ٭ ما نحن باكثر منكم علماً ولكننا نأخذ مأخذ الجد ما تمرون أنتم عليه مرور الكرام لشيء في نفس كل منكم -ربما. ٭ شيء قد يكون سياسياً.. أو مذهبياً، او «نفسياً!!». ٭ فلننظر -اولاً- بهدوء وبدون زعل: كم من الرؤساء تناوبوا الحكم في اسرائيل- خلال الثلاثين عاماً الاخيرة- في مقابل رؤساء عرب قاعدون على كراسيهم لا «يتتعتعون!!»؟!. ٭ فهذه هي اولى الاشكالات فيما نحن بصدد تبيانه اليوم.. ٭ فالقاعدون -لا يقومون- هؤلاء يظل هاجسهم الاول هو الحفاظ على «القعود!!» هذا بما أنه قعود ليس «شرعياً». ٭ هو قعود ب «القوة!!». ٭ فيظل الحاكم من هؤلاء -من ثم- حريصاً على تأمين سلطانه اكثر من حرصه على تأمين ما تصرخ به حلاقيم الشعراء والادباء والخطباء العرب والمسلمين ازاء القضية الفلسطينية. ٭ بل واكثر من حرصه على تأمين حدود بلاده نفسها. ٭ أتريدون دليلاً على هذا الذي نقول؟ ٭ أنظروا الى بعض بلداننا المنتهكة حدودها واراضيها دون ان يهم ذلك الحاكمين في شيء. ٭ فالمهم عندهم هو ان لا تُنتهك «حدود» سلطاتهم. ٭ وهذا الحرص على السلطة هو الذي يقود -تلقائياً- الى اشكالات اخرى متفرعة عن الاول تشيع في بلاد هؤلاء الحاكمين -او «القاعدين»- كل شنيع من الافعال -تجاه الشعوب- منهىٌّ عنه في اسرائيل بحكم القانون. ٭ فلا احد في اسرائيل يُسحب بسبب رأي معارض، او يُعذب او يقتل او يكمم فوه. ٭ولا أحد في اسرائيل فوق القانون ولو كان رئيس الوزراء نفسه بمثلما تابعنا قضية إيهود اولمرت. ٭ ولا أحد في اسرائيل يُحال الى «الصالح العام» بسبب مواقفه السياسية ولو كانت ضد «مسلمات» دولة صهيون نفسها. ً٭ فالانسان -يا سادتي العرب والمسلمين- عزيز مكرم في اسرائيل. ٭ الانسان هناك له «قيمة»! ٭ أتريدون دليلاً على ذلك أيضاً حتى لا يكون زعلكم «في الفاضي»؟! ٭ أنظروا كم أسيراً فلسطينياً عرضت اسرائيل مقايضة باسير واحد فقط هو جلعاد شاليط. ٭ بل انظروا كم «رفاتاً» قبلت اسرائيل مقايضته ب «احياء!!». ٭ فاسرائيل شئنا ام ابينا -هي «بحق» واحة للديمقراطية وسط صحروات «قاحلة» من الشمولية. ٭ وما «ينفعش» -أيها العرب والمسلمون- ان ترفعوا أكفكم بالدعاء على اسرائيل ل «يدمر اليهود اعداء الدين». ٭ فذلك ما ظللتم تفعلونه منذ نحو ستين عاماً دون كلل او ملل. ٭ عليكم ان تراجعوا أنفسكم لتروا لما لا يستجيب الله لكم. ٭ فانتم خالفتم احد اهم الشروط المستوجبة لنصر الله. ٭ اتريدون -أخيراً- دليلاً دينيا على ذلك وقد بلغ الغيظ -ولا شك- لكم مبلغاً عظيماً. ٭ إنه في مقولة شيخ الاسلام ابن تيمية الشهيرة: ٭ إن الله لينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة. ٭ ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة. ٭ والعدل لا يتأتى مع الذين هم -بسلامتهم- «قاعدون!»؟! ٭ ذلك هو «سر!!» التفوق الاسرائيلي علينا. ٭ فاعملوا على أن «يقوم!!» ال «قاعدون!» هؤلاء. ٭ أو «أقعدوا!!» مثلهم وأنتم «صامتون!!». الصحافة