إليكم الطاهر ساتي [email protected] تهجير الشعب مقابل الدولار ..!! ** ما أن يصدر بنك السودان قرارا في شأن النقد الأجنبي، إلا وترد إلي خاطري قصة تلك المرأة التي قطعت رأس ثورها ثم هشمت جرتها، لإخراج رأس الثور من الجرة .. نعم، هكذا حال بنك السودان منذ شهرين..يجتهد ليحد من إرتفاع سعر الدولار، ولكن إجتهاده يزيد الدولار إرتفاعا..ثم يجتهد لجمع الدولار والإحتفاظ به في رصيد بنك السودان، بحيث لايهدره التجار في إستيراد السلع المسماة عند البنك بالكمالية، ولكن إجتهاده هذا لايجمع على واقع الناس وحياتهم إلا الغلاء والضنك..هكذا سياسة الدكتور صابر محمد الحسن، سياسة من السهل وصفها بأنها تعالج الأخطاء بالكوارث..ثم على الدولة أن تسأل ذاتها سؤالا فحواه : كم كان سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني يوم ترأس صابر بنك السودان قبل عقد ونيف من يومنا هذا، وكم هذا السعر في يومنا هذا ؟..سؤال فقط ليعرف البعض بأن سعر الدولار يتناسب تناسبا طرديا مع فترة رئاسة صابر، أي يزيد وسيزيد ذاك كلما طالت وتطول هذه..!! ** ليس السعر فقط، بل الضنك في حياة الناس أيضا يتمدد عقب كل قرار تصدره سياسة صابر، وليذهب أحدكم إلي معارض السيارات ويتلمس حال أصحابها والعاملين فيها، بحيث صاروا قاب قوسين أو أدنى من الهجرة والإعسار بسبب العبقرية التي ألزمتهم بألا يستوردوا إلا ( آخر موديل ) ، ثم ألزمت المصارف بألا تمول سياراتهم إلا مقابل ( 40 % ) دفعا مقدما ، بعد كان فقط ( 10 % )..وذلك بتبرير واه مفاده : تكدست البلد بالعربات وهذا إهدار للدولار..تبرير لم يخطر فى خواطر عباقرة الإقتصاد بدول الدنيا والعالمين، ولم يخدعوا به شعوبهم، ولكنه خطر في خاطر مدير بنك السودان، ليتفرد به السودان ويصطلي به أهله عن كافة بلاد الدنيا والعالمين وأهلها..ثم البارحة أيضا – في إطار إخراج رأس الثور من الجرة بنهج تلك المرأة – يصدر بنك السودان قرارا غريبا، بحيث يلزم أصحاب الحسابات الجارية ذات العملة الأجنبية بأن تكون لديهم تدفقات مستمرة بالعملة الأجنبية، ومالم تستمر هذا التدفق يتم تحويل (حساباتهم الجارية ) إلي (حسابات إدخار )..!! ** ليس هذا فحسب، بل لغى نهج صابر نصا كان يسمح لأصحاب حسابات العملات الحرة السحب أوالتحويل لتسيير أمور تجارتهم أو شؤون حياتهم، بحيث لم يعد مسموحا لهم هذا السحب أوالتحويل منذ البارحة..أي بالبلدي كدة : إما أن تنهمر دولارتك على حسابك الجاري أو يتم تجميد حسابك الجاري هذا ثم تحويله إلي حساب إدخاري، بدون إستشارتك أوإستلام توقيع رضاك، ثم لايسمح لك بالسحب أوالتحويل من حسابك الحر كيف - ومتى – ماتشاء ، كما كنت تفعل قبل الأحد الفائت ..بالله عليكم تأملوا هذا القرار القراقوشي الذي لم يسبقه عليه حتى قراقوش ذاته..ثم تأملوا نهج صابر وهو يعترف منذ أول البارحة بأن سعر الدولار في السوق الأسود هو السعر الذي يجب أن تلتزم به المصارف، هكذا قرر بنك السودان وهكذا سعر الدولار منذ البارحة في المصارف، وهذا يعد بمثابة أكبر وأضخم إنخفاض يحدث للجنيه السوداني( المغلوب على أمره )..وعليه، فلتترقب السوق السوداء في مقبل الأيام المزيد من السواد، وكذلك فليترقب المواطن المزيد من الغلاء..هكذا نهج صابر، نسأل الله الصبر عليه ، ثم على نهج وزير المالية الذي قال لوكالة سونا للأنباء يوم الخميس الفائت النص الآتي ( سنسهل هجرة السودانيين لتوفير العملات الأجنبية ودعم الإقتصاد ) ..تأملوا بالله عليكم هذا النهج الفريد : ( تهجير الشعب ، لتوفيرالدولار) ..!!