[email protected] و اخيراً طفح الكيل و ضاق باهل دارفور كثرة الجولات و الوسطاء و مل اهل الاقليم من زيارات و جلسات نقاش بلا هدف سوى تدوين ملاحيظ في دفاتر اصحاب السيادة و المغادرة بهدوء تام ثم زيارة اخرى لأصحاب السيادة و في جعبتهم ملف السلام دون اي تقدم ملحوظ سوى تصريحات من هنا و هناك مع جدول عريض من الأسئلة المكررة للمجتمع المدني و النازحين و اللاجئين و غيرهم من أصحاب الشأن في قضية دارفور , فكان علامات الغضب بائنة للعيون في وجه كل دارفوري غيور يهمه الوضع في دارفور . و النتائج الاولية لتماطل المجتمع الدولي في إيجاد حل عادل و مقبول للازمة بدا منذ عام 2005 عندما هاجم النازحون في معسكر كلمه موكب يان إنقلاند مبعوث الامين العام و قتلوا مترجمه إحتجاجا على حديثه عن العودة الطوعية في ظل تلك الظروف مما اعتبره النازحين خيانة لقضيتهم و توالت ردود الفعل الغاضبه على دور الوسطاء و نتجت عنها الاعتداء على قوات الاتحاد الافريقى في حسكنيته و ذلك عندما فشل الاتحاد الافريقي في مهمة الحيادية و فشلت في القيام بمهامهاو ظل الشارع الدارفوري في حالة فوران دائم حتى اعلان منبر الدوحه و تعيين باسولي كوسيط أممي و قد إستبشر اهل الاقليم خيرا بالمبادرة القطريه لاكن سرعان ما تلاشت ذلك لاسباب منها :- 1 – جهل الاخوة القطريين باسباب الصراع الاساسية و محاولتهم التعامل مع المشكل على اساس الصراع الاني كما ان القطريين يفهمون المشكلة على خلفية التحليل الحكومي لها دون الرجوع للتاريخ 2 – بعد دولة قطر و شعبها من قضايا السودان عموما و عدم إلمامهم بتعقيدات الصراع السوداني 3 – عدم إدراك القطريين بما جرى في ابوجا و ابشي من مفاوضات كانت الاساس الذي إختلف عليها الطرفان فبدا الوسطاء من صفر في حين ان الطرفان قد تجاوزا نقاط كثيرة في مباحثات ابشى و ابوجا 4 – إبتعاد المجتمع العربي عن قضية دارفور منذ يومها الاول فحتى جامعة الدول العربية لم تلعب دور يذكر في الصراع ناهيك عن قطر مما ترك إنطباعا سيئا عن الدور العربي لدى كثير من اطراف الصراع 5 – ينظر كثيرا من ابناء دارفور للمبادرة القطرية على انها محاولة من قطر لتوحيد الاسلاميين من جديد و برهنوا ذلك بابتعاد الوسيط عن العلمانيين و المناديين به من يومه الاول في العمل و التوجه لتقريب الاسلاميين بصورة لا تخفي لعين فاحصة 6 – عدم وجود دور مؤثر لقطر على اي من اطراف الصراع مما جعل الوسيط يستعين بدول اخرى لها دور في المنطقة و هذا اضعف الوساطة اكثر مما يجب و افقدته الدور المحوري في طرح الخيار الوسطو فشل الوساطه يوم اختار طرفان للتفاوض ثم صنع من عنده طرفا ثالثا ليشارك في التفاوض على حساب طرف تاركا بذلك قضية دارفور و مطالب اهله خلف الادراج و سعى لإبرام إتفاق بين المركز و صفوة الاقليم و بذلك حصر قطر مشكلة دارفور في خلافات شخصية و صراع صفوة ففشل قطر... أما الوساطة الاممية فلا تكاد تخلو من جرثومة العمالة و بيع قضايا الاقليم بواسطة المبعوثين الدوليين و منهم جبريل باسولي المبعوث المشترك و قبله قمباري الذي قبض الدولارات فقال في قضية دارفور ما لم يقله عمر في الخمر حين قال نهارا ان الحرب قد انتهت في دارفور ؟؟؟؟؟ و فشل الوساطة الاممية للاتي :- 1 – إرسال مبعوثين لا علاقة لهم بقضايا السودان ككل و جهلهم بطبيعة السودان جغرافيا , ديمغرافيا 2 – إرسال مبعوثين من دول فقيرة يسهل التاثير على حكوماتها من قبل حكومة السودان مما يسهلالتاثير على قراراته كما انه يمكن رفض كل مقترحاته من اي طرف باعتبار ان الرفض لا يضر بشئ 3 – تضارب مواقف الاتحاد الافريقي مع مواقف الاممالمتحدة في قضايا الاقليم مما يجعل من إرسال مبعوث مشترك امرا متناقضا في حد ذاته فمثلا : الاممالمتحدة تؤيد مسار العدالة في دارفور عبر المحكمة الجنائية فيما يرفض الاتحاد الافريقي التعاون مع المحكمة فماذا يكون موقف الوسيط المشترك؟ 4 – عدم إقتناع كثير من الافارقه بدواعي الصراع في الاقليم مما يجعل من إقناعهم بواسطة الحكومة امر في غاية السهولة 5 – سعي الاتحاد الافريقي لتحقيق اي نوع من السلام في الاقليم لكي يضاف في قائمة إنجازاته كمنظمة إقليمية لها دور في القارة دون اعتبار للجرائم المرتكبه في الاقليم , فالاتحاد الافريقي يستخدم دارفور كرهينة لتحقيق اهدافه و طموحاته و هي التى حرضت الحكومه لترفض القوات الدولية مقابل بقاء قواته من اجل إستغلال الدعم في بناء مؤسسات الاتحاد و فشل الاتحاد الافريقي يوم قال رئيسها ان إتفاقية ابوجا لا تقبل إضافة شوله او علامة إستفهام و ها هي الاتفاقية تضاف عليها مصفوفات و دوال هندسيه دون ان ينطق سيادته بكلمة و عندما طفح الكيل رشق طلاب جامعة زالنجى المبعوثين بالحجارة و هشموا زجاج عرباتهم الفارهة و هاجم المجتمع المدني في جنوب دارفور لقاء الوسيطين مما إضطرهما للمغادرة فورا فماذا يحدث لهم حين يزورون معسكرات النازحين ( ستحرر لهم شهادة وفاة لا محالة ) فاي وسطاء بربكم يا هولاء!! طفح الكيل عندما تسبب الوسطاء في بحر دماء داخل جامعة زالنجى فهل جاء هولاء لمواصلة الابادة ام اتوا للسلام ؟؟ طفح الكيل و هتف الجمهور عميل عميل يا باسولي منذ لحظتها فقد الوسيطان وسام الحيادية فصارا وزيرين في حكومة البشير لا غير .... الاسباب المذكورة اعلاه كفيلة بان تقود الاطراف ذات الصلة بالصراع إلى مراجعة مواقفها من الوساطة غير المؤهلة و تتجه نحو وساطة ذات قدر من التاثير و الدراية بشؤون الاقليم و اسباب الصراع الحقيقيه و تاريخها لعل ذلك يعيد لدارفور املها الضائع في السلام المستدام و العدالة الحقيقية و تبعد عنه تجار السلام و الباحثين عن الدولارات و الشهرة .