زمان 455 الصادق المعايش عبر السلاح الصادق المهدي الشريف [email protected] في خطابهِ أمام المجلس التشريعي امس الأول... خرج الأستاذ على عثمان نائب الرئيس عن هدوئه المعهود وتوعد من أسماهم (المتلاعبين بقوت الشعب بالويل والثبور). والهدوء هي الصفة الاساسية التي مازت السيد نائب الرئيس طوال سنوات عمله السياسي، وعن طريق الهدوء أمكنه الوصول الى مراحل متقدمة في العمل التنفيذي سبق بها من هم أكبر منه سناً وأكثر تجربةً. قال طه في ذلك اللقاء :( ان القوات النظامية التي تضربُ الاعداءَ بيدِها اليُمني ستضربُ بأختِها الأخرى وبذاتِ القوةِ كلَّ من يتلاعب في أقوات الناس أو ارزاقهم او يحاول ان يثرى ثراءً حراماً باكتناز اقوات الناس او تخزينها او التلاعب بها). مثل هذا الحديث يشي بأنّ قضية ارتفاع اسعار السلع أصبحت خارج القبضة الحكومية بدواوينها المدنية... للدرجة التي تستجدي الحكومة دعماً وسنداً من القوات النظامية بجيشها وشرطتها و قوات أمنها لحل المشكلة. فهل بالفعل.. عجزت دوواين الحكومة عن السيطرة على إنفلاتات الاسواق للدرجة التي يتمُ) معها تحويلها الى (ساحات فداء) لا تدخلها إلا القوات ذات السلاح والعتاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. الحقيقة التي يعلمُها الجميع هي أنّ إنفلات الأسواق أمرٌ تقِرُهُ القوانين والنظم السودانية في شكل عناوين مختلفة يضمها كتابٌ كبيرٌ يُسمى (سياسة تحرير الاسعار). سوء تطبيق هذه السياسة منذ بدايات الهيام والوله بها في تسعينات القرن الماضي... هو الذي قاد الى هذه النهايات. ولا يمكن التعامل مع هذه النهايات والخواتيم على أنّها (أخطاء شعب)... بل هي أخطاء حكومية منذ نعومة أظافرها وحتى يوم الناس هذا. البرلمان مثلاً ماطل في سنِّ قانون مكافحة الإحتكار لفترةٍ طويلةٍ... وربط الأمر بإجازة قوانين لمكافحة الإحتكار والإغراق معاً... أين هذا الإغراق؟؟؟. الجهاز الحكومي - وفق سياسة التحرير - رفع يده عن الصحة دون ان يسند النظام البديل (وهو نظام التأمين الصحي)؟؟؟ فانقسم المواطنون الى قسمين : قسم يهاجر الى العلاج بالخارج... وآخرون لا يجدون العلاج بالداخل!!!. وذات الأمر انطبق على التعليم، فانتشرت المدارس الخاصة وجلبت معها المعلمين الأكفاء... وتدنت أحوال المدارس الحكومية وهجرها المعلمون هجراً (غير جميل)... فاصبح الطالب الذي يدرس بالمدارس الحكومية هو نزيل محتمل لدى (صندوق رعاية الطلاب الفقراء والمحتاجين). انظر الى بشاعة الاسم... !!!؟؟؟. وارتفاع اسعار السلع الاساسية هو مجرد وجه من اوجه الأزمة... فالأسم الرئيس لهذه الأزمة هو (أزمة معيشية). المعيشة بكامل أوجهها الضرورية (الغذاء... التعليم... الصحة)... وجاءتنا الآن أزمة أمنية تعد لها ولاية الخرطوم العُدة والعتاد وتُحرِّكُ لها القوات النظامية في طوابير استعراضية. هل سمع السيد نائب الرئيس بالمثل الشعبي الذي يقول (الجنا قيد هوان)؟؟؟... لقد جلس الهوان والذل في رؤوس رجال كانوا ذات يومٍ يستظلون تحت شجرةِ الستر. لكنّ المعايش (ورزق الأولاد وتعليمهم وعلاجهم)... كلّ هذه دفعتهم دفعاً الى الوقوف على ابواب الذل والهوان... ولو قصصنا القصص لبكينا وأبكينا. ولن تستطيع القوات النظامية توفير قوت المواطنين... فالأمر لا يحتاج الى سلاح... بل الى حكمة وتدبير ومقدرة على اتخاذ القرارات (عبر الدواوين المدنية للدولة). أمّا المعايش عبر فوهة البندقية فهو المنهج الذي تتبعه بعض حركات دارفور عبر إعتراضها لطريق القوافل التجارية... وليس منهج الدولة.