محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] في ليلة الجمعة ..الفائتة 23/12/ 2010 ومن خلال نقل قناة النيل الأزرق..اسعدتني الظروف حقيقة بحضور احدي ليالي مهرجان الخرطوم العاشر للموسيقي والتي أحياها العندليب الأسمر زيدان ابراهيم بمصاحبة فرقة اتحاد المهن الموسيقية ..بحدائق المتحف القومي بالخرطوم حيث انتصبت تماثيل الممالك القديمة شاهدا علي عراقة السودان العظيم وبحضور جماهيري كثيف.. ورسمي معتبر حيث سرقت الكاميرا ترديدا للوزير السمؤال وطربا مع الأغنيات الرائعة والشجية ..وهو ماينم عن روح الفنان المستيقظة في دواخل سياسي اسلامي شاب مستنير وفلتة يقود سفينة الثقافة والفنون وسط انواء وسيول التيارات المتزمتة التي انداحت عبر البحر الأحمر مطرودة من السعودية التي نقول من منطلق حسن الظن انها بدأت تستشعر وجوب الاستجابة لرغبة مجتمعها في الانفتاح علي العلوم الانسانية والفنون والاداب تماشيا مع ارتفاع مؤشر الوعي وقطعا للطريق أمام ثقافات الانحراف التي لم يعد في مقدور أحد حجبها والفضاء مفتوح علي اوسع مصاريعه..وحيال تلك المرونة في التعاطي مع كل ما أشرنا اليه الي جانب اعادة صياغة المناهج الدراسية لتكون ماعونا يستوعب كل ما يفيد الطالب من العلوم الدينية والحديثة بشتي صنوفها الادبية والعلمية بما لا يتعارض مع المعطي الاجتماعي ذي الخصوصية في بلاد الحرمين الشرفين.. حيال ذلك ونظرا لاستعدائهم للدولة والمجتمع..لملم كثير من دعاة الفكر الا ستئصالي والدموي حرابهم وكتبهم الصفراء وأوهامهم و انتشروا في بلاد شتي ظنا منهم انه يسهل عليهم .. اعادة عقارب الساعة فيها الي الوراء قررونا دوسا علي كل مكتسبات الوعي السليم والفطرة السوية وارتقاء درجات سلالم التطور التقني..وما قطعته تلك المجتمعات من دروب طويلة في تعليم المرأة و مشاركتها في الحياة السياسية والخدمية و الاجتماعية .. متيقنين بجهلهم المدقع ان السودان تحديدا هو ارض خصبة لكي ينبت فيها حجر تفكيرهم العقيم ..طالما انه فيه سلطة توفر لهم منابر التعدي علي المجتمع ومؤسسات يطلقون من مكاتبها دعاوي التكفير ..وتفتح لهم الشوارع للتعبير عن ابتهاجهم ببتر جزء من الوطن هو غال وغال جدا علينا..ومهللين لوعيد رئيس ذلك النظام بان يشركهم في جلد وتعليق الناس علي مقاصل تنطعهم الحاقد علي سماحة المجتمع.. الذي تعايش فيه قبلا الشيخ/ عوض عمر . المقرىْ القدير الذي سحر الألباب بنشوة ترتيله لايات الله البينات..و ميرغني المامون وأحمد حسن جمعة الذان اثريا الوجدان بغناء الحقيبة...ونوبات المسايد التي تئن ويرجحن لها الدراويش في غيوبة تعانق فيها ارواحهم عنان السماء تزلفا لله و توقا لرحمته. وتكيف علي فنجان قهوة البنية وأدم محمد ادم الهدندوي ورقص المردوم مع جمعة جابر الكردفاني ..وقفز علي صوت يوسف فتاكي الجنوبي لما لا.. / فكلنا أخوان.. وطمبر لربابة النعام الزول وسيم الاحساس الشايقي.. دون تداخل أو تصادم أو تغول يفسد سعة الروح الانسانية المتصالحة.واستيعابها لود الجميع.. وهو ذات المجتمع الذي رقّص الرئيس علي انغام دلوكته التي يهتز لايقاعها جلمود الصخر.. فيما هم سكوت علي ما افتوا بحرمته ونادوا بجلد من يتمايلون حيال نشوتهم له .عملا بمعايير فتاوي الضرورة بغض الطرف عن طرب ورقص الحليف وفقه الضرر ليقتلوا به البقية الباقية من متعة الحياة البريئة في النفوس التي تبترد بها من جفاف و عناء ووعثاء الحياة التي جعلوها رحلة عذاب تبدأ مع بذوغ الفجر ولا تنتهي فيكون الناس قد ارتموا كالجثث .. في ليلهم التعيس الا من نغمة تتسلل الي المسامع والاحساس مع نسمة أمل في ان الحياة ما زال فيها بقية من فرح.. هي كلمات تحركت في النفس مع سلسل الطرب الذي غمرها في ليلة المتحف..نتمني الا يصدق وعيد الرئيس الذي أطلق فرح الجماعات التكفيرية بقرب تمدد سطوتهم من جديد تلك التي بدأت بحمل السلالم بالعرض عند بداية الأنقاذ ..حينما اطلقوا شعارهم من الاذاعة والتلفزيون والذي يقول ( لم يعد مجال لود مقنعة بالغناء ما حيينا ) وبعودة ذلك الشعار بعد انفصال الجنوب وبعودة تطبيق شريعتهم السبتمبرية العمياء تلك ..بعد ان ينتهي عهد بروفة شريعة الدغمسة الانتقالية باعتراف الرئيس..نخشي لو صاب فألهم ان يفقد سيادته فرصة رقصته الأثيرة عقب كل لقاء مع الجماهير التائقة للنغم اكثر من خطبه تلك.. فيضطر رئيسنا نادما .. الي تحويل مجالس طربه الي ( قعدات ) خاصة فيقفز قضاة التكفير السروري والوهابي في ليل بهيم والقبض عليه في انقلاب تصحيحي يعيدنا الي ....( حكمة ) الطالبان التي ستبدأ حكمها بتدمير تماثيل الملوك التي انعقد مهرجان الموسيقي العاشر بين شموخها ربما للمرة الأخيرة لاقدر الله ويفقد السيد اوكامبو . هو الآخر. شرف اعتقال رئيسنا الراقص الطروب.ويبدأ مدعي المحكمة الجنائية يردد معنا . باكيا. في ( الليلة ديك)..تأسفا علي عدم الظفر بمحبوبه الذ ى كلفه الشيء الفلاني في مطاردته الطويلة .. مثلما ذرف شاعرها الراحل / بابكر الطاهر شرف الدين الدمع حسرة علي محبوبته التي طارت منه الي عريس اخر في .. ديك الليلة... وسامحونا..