بالمنطق ما فَرَقَت..!!! صلاح عووضة ٭ جاء في الزميلة (السوداني) أمس أن خلافاتٍ إدارية حادة بالتلفزيون القومي أطاحت بمدير الإدارة السياسية عبد الماجد هارون.. ٭ وربما تطيح كذلك بمدير التلفزيون نفسه محمد حاتم سليمان.. ٭ ومحمد حاتم هذا - للعلم - هو الذي سبق له أن أطاح بدوره بعشرات المبدعين بالتلفزيون في المجالات كافة.. ٭ أطاح بمذيعين ومهندسين ومخرجين وعازفين تحت مسمى (الهيكلة).. ٭ وأغلب المطاح بهم هؤلاء هم من العيار الثقيل.. ٭ ففقد التلفزيون بجرة قلم - على سبيل المثال لا الحصر - كلاًّ من الرشيد بدوي عبيد ومحمد جبريل ويسرية محمد الحسن وسيف غندور ومحاسن سيف الدين ونجاة كبيدة ونايلة العمرابي وسيف الدولة الطيب.. ٭ ولا واحد - بالغلط - من أهل (الولاء!! ) كان ضمن المُطاح بهم هؤلاء.. ٭ وأضحى التلفزيون القومي (إنقاذياً!! ) خالصاً - عاملين وبرامجَ - رغم إصراره على الإحتفاظ بصفة (قومي!!).. ٭ أضحى إنقاذياً خالياً من الإبداع الذي لا يتأتَّى بقرارات سياسية.. ٭ ولو كانت أوبرا وينفري، أو لاري كنج، أو جميل عازر مذيعين بتلفزيون (المؤتمر الوطني!!) لأطاح بهم محمد حاتم دون أن يطرف له جفن إذا لم يدينوا بالولاء للإنقاذ.. ٭ ولكن الإطاحة الآن بهارون وحاتم - حسب (السوداني) - هي نتاج (خناقة) داخلية بين أهل البيت أنفسهم وليست على شاكلة تلك التي حدثت للذين هم غير محسوبين على البيت هذا.. ٭ هي غير ذات صلة - أي (الخناقة) - بنوعية ما يُقدم للمشاهدين من نشرات وبرامج وتغطيات ومقابلات بكل تأكيد.. ٭ يعني لا يذهبنّ بكم خيالكم - مثلاً - إلى إحتمال أن يكون سبب إبعاد عبد الماجد هارون هو إحتجاجه على حصر نشرات الأخبار على المؤتمر الوطني.. ٭ أو إحتجاجه على الإكثار (المملّ) من عبارات قام فلان، وقعد علاّن، وافتتح فلتكان، واستقبل ترتكاف.. ٭ أو إحتجاجه على (سماجة) كثير من المذيعين ومقدمي البرامج - المحسوبين على المؤتمر الوطني - ممن جعلوا من التلفزيون أداة (تعذيب!!) وليس أداةً للترفيه والتثقيف.. ٭ ولا يذهبنَّ بكم الخيال كذلك إلى إحتمال أن يكون إبعاد محمد حاتم بسبب إحتجاجٍ من تلقائه على إفتقار تلفزيونه إلى (الإبداع).. ٭ فتلفزيون السودان - طوال تاريخه - لم يشهد (مجزرةً!! ) إبداعية في أوساط مبدعيه إلا في عهد محمد حاتم هذا.. ٭ فهو أول مدير لهذا التلفزيون لا يكون مهموماً بالإبداع بقدرما هو مهموم ب (فرض!!) آراء حزبه الحاكم وأفكاره وسياساته على الناس.. ٭ إذاً فالخلافات الإدارية الحادة التي أشارت إليها (السوداني) لا تهم المشاهدين في كثير أو قليل.. ٭ فالتلفزيون الذي يُُفترض أنه (قومي) سوف يبقى كما هو تلفزيوناً لل(وطني).. ٭ سوف يبقى كذلك ولو ذهب هارون وجيء بمدير غيره للإدارة السياسية.. ٭ وسوف يبقى كذلك ولو أُطيح بمحمد حاتم وعُيِّن مديرٌ سواه للتلفزيون.. ٭ كل الذي سيحدث أن يذهب (أحمد) ويأتي (حاج أحمد).. ٭ وبمناسبة المثل الذي استشهدنا به هذا إتصل بي البارحة الزميل العزيز حيدر المكاشفي مُنبِّهاً إيّاي إلى خطأ بكلمتنا ليوم الأمس متعلِّقٍ باسم رئيس (البتاعة) السابق.. ٭ قال إن نفراً من منسوبي الوطني - حسب ظنِّه - هاتفوه محتجين على خلطي بين المؤتمر الوطني والمجلس الوطني.. حين الإشارة إلى الشفيع أحمد محمد.. ٭ وهو خلطٌ - على أية حال - لا يغير من الواقع شيئاً.. ٭ فإن كان الشفيع هو الرئيس أو آخر خلافه من أهل الإنقاذ فما من فرق بين أحمد وحاج أحمد.. ٭ بمثلما لم يكن هنالك فرق بين إدارة الطيب مصطفى للتلفزيون وإدارة محمد حاتم سليمان.. ٭ وإن كان الأخير هذا قد (زوَّدها حبتين).. الصحافة