محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] بالأمس.. والدموع الخجولة تملاء العيون المكلومة في استقلال هذا الوطن وهو يطل علينا وبلادنا موحدة ربما للمرة الأخيرة فقد نأيت بنفسي عن مشاهدة تلك المهزلة حقيقة..وذلك حتي لا اشهد مايشبه عرسا مسيخا قصدت به حكومة الآنقا ذ تحدي مشاعر الوطن والمواطنين باقامتها احتفالا تحت السارية التي رفع عليها اباءالشعب الأبرار علم الاستقلال الذي كان مهره غاليا.. وهاهي الانقاذ وشريكها في سرقة ذلك الحلم وبيعه في سوق المزايدات الرخيصة..تمتد اياديهما لتمزيق تلك الراية باستخاف واستهزاء و هم يحتفلون بما يعلمون انه استقلال مؤود بحكم شراكتهما الانفرادية في تفتيت الوطن بدءا بالجنوب الذي كان هاجسا اساسيا في كل أجندة رجالات الاستقلال من الجنوب والشمال علي حد سواء.. وخشيت ان أسمع في خطاب الرئيس ما يرفع معدلات الضغط والسكر ويسبب سرطان الدماغ ..بعد ان ذهبت بقايا المرارة.. وواهن الأعصاب و قوة التحمل الحنيّنة جراء خطاب القضارف الذي كان هو الآخر مسرحية هزلية لعيد انتاج .. تحول الي حصاد مر والكل يعلم تفاصيل ذلك الخطاب النكرة المتفرد.. وكذا رقصة عيد الشهيد الذي اعلنه عراب النظام الذي زين له الشهادة ..لاحقا بانه ليس الا فطيسا.. فكان خطاب الرئيس الذي تصور ان أهلي المزارعين هم أطفال في روضه خياله الذي أراد ان يشطح بهم ويمنيهم بركوب البكاسي .. وليلي علوي ثم الانطلاق بالصواريخ..وقد باعت سلطته فيما باعت من الوطن .. مشروعهم الذي كان عملاقا وبات جنينة خاصة للمستثمرين والتجار.. ولعل ما خفف عليهم صدمة ذلك الخطاب هو ضحكهم علي سذاجة صاحبه وموجة خوفه من المقلب القادم بعد فصل الجنوب.. التي تنامت مع اقتراب انتهاء دوره الذي رسمته له أمريكا التي ابتعد عذابها حينما اقتربت نحوه لتكليفه بفصل الجنوب والتمهيد بوضع السكة امام قطار دارفور .. والحافز معروف .. اسقاط عصا اوكامبو ان هو فعل واستمرار حكم الانقاذ لتجميع مهوسي الجماعات الاسلامية والموتورين للدفاع عن شريعته الجديدة ومن ثم فاصطيادهم في السودان اسهل..من جبال تورا بورا . الأفغانية. ومغارات صعدة اليمنية .. وهم لايعلمون اي منقلب منقلون.. ولكن بالطبع وان تمنينا لهم الهلاك في مصيدة بلادنا ولكننا نأبي ايضا ان يكون ذلك علي حساب امننا واستقرارنا او ما تبقي منهما أو أن يتم ذلك وفقا لمساومات مع نظام نرفض ان تتوفر له فرصة لاطاله عمره الذي طال بالفعل ووجب ان ندعو له بالزوال ..وان نعمل لذلك قولا وفعلا.. ولعل كما يقال ان شر البلية ما يضحك .. وحيال حكمة رئيسنا المنتخب باجماع شعبنا الذي لم يذهب نصف تعداده لصناديق الأختراع المعبأة سلفا بالانابة عنه.. فقد قفزت الي ذهني.. طرفة اطلقها استاذنا / الصحفي الراحل المخضرم و الوطني..رحمي محمد سليمان حينما سمع نشيدا يمجد الرئيس الراحل /جعفر محمد نميري عقب خروجه من التلفزيون بعد ان القي خطاب الغم الشهري وأعلن فيه انه سيستمر في تقطيع الأيادي والجلد والتشهير بالمتهمين في اجهزة الاعلام وتسور البيوت لتجريم الناس وان كانوا نياما في مخادع الخوف اصلا.. فانطلق ذلك النشيد الذي يقول علي ما أذكر..( بفكرك ووعيك ياريس ..ياداب سودانا بقي كويس ) فقال رحمي بسخريته المعهودة وخفة دمه ..يا ابني يا ابو الأباريق كما كان يحلو له مناداتي... هذا النشيد ينغصه كورس يردد وراء المطربة عبارة تكملية.. لسودانا بقي كويس .. وهي جدا جدا جدا جدا.. تذكرت تلك الطرفة وسط سيل الدموع وصورة رحمي سعيدا في رحاب الله وقد كتب الله له ان يغادر الدنيا قبل ان يري ويسمع نشيد المخدوعين ورقصة الرئيس الذي يبشرنا بأن سوداننا سيصبح ..كويس جدا بعد انفصال الجنوب.. وأجزاء اخري تلوح بعصا التمرد علي شريعته القادمة ..وفصله العنصري لاي اثنية او ثقافة غير خالصة العروبة التي نتمسح بها وهي تبعدنا كالأجرب.. خلال الفترة القادمة ان هم بقوا..و التي يخطط جماعة المؤتمر الوطني لصياغة دستورها واعادة تأهيل مزار ع العصي .. وورش السيوف لتأديب كل من لا يكبر ويهلل .. ويغني مع رقصة الرئيس.. ويقول .. بعدلك.. وفهمك ..ياريس .. اكيد سودانا ..بقي كويس .. ويردد الكورس الباكي .. جدا جدا جدا جدا.. وكل عام والسودان بخير وطنا وشعبا.. محفوفا برعاية الله ..المستعان وهو من وراء القصد..