محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] الان بدأ فعلا التأكل يدب في اطراف الانقاذ .. وذات الملامح والشبه والأعراض التي سبقت سقوط مايو لاحت في بنية النظام .. الذي بات يتأرجح مابين حبال الخوف ..وأمال الاصلاح المتأخرة .وتصفية الكفاءات الناقمة في الجيش... وأخذ يناور بلعبة الانفراد بالقاصية عن اجماع الاحزاب علي هزالها اغراءا باقتسام الكراسى ولكن علي ذات وسائد المبادىء ( المؤتمر وثنية ).. فصعود الرئيس البشير الي منابر المساجد خطيبا يعيد الي الذاكرة أوهام نميري بالامامة في شهور ترنحه الأخيرة . .فقط الان ادرك الرئيس وسمع بان البلاد قد نخر جسدها وباء الفساد والمحسوبية ..وفطن الي وجوب محاربة ذلك الداء. بتشكيل مفوضية للقيام بتلك المهمة المستحيلة.. دائما تتشابه مراحل سقوط الديكتاتوريات ..في كل الأزمان وتتطور تماما مثل تدرج المرض العضال التي تتصاعد وتيرته حتي تؤدي الي الموت الدماغي و توقف القلب ومفارقة الجسد بكلياته للحياة .. هي ملامح واحدة تظهر في زعيم النظام علي وجه الخصوص فيغدو ملعقا مابين التحدى والرجاء .. تارة يعد بتوسيع مساحات الحريات ومرة يهدد بعصا القمع التي غالبا ما يكون قد سكنها سوس الخوف من الداخل فيما تبدو مصقولة متماسكة من الخارج ..ولكن ما أن ترتطم بصخرة عناد الشارع الغاضب حتي ترتد الي صدر حاملها منفلقة ومفتتة.. ثم تبدأ تمثيلية ادعاء الأصغاء للصوت الذي طالما تجاهله الزعيم ونظامه وحزبه حينما كان ينطلق من الداخل .. فلا يصل الا من خارج الحدود ..بعدما تهاوت العروش المماثلة. .ومع اننا علي يقين ان تلك خطوة تكتيكية جاءت ..كسيحة تحبو متأخرة عند مرقد احتضار النظام الذي هو لحمة وسداة المشكلة.. لكننا نتسأل ممن ستتكوّن هذه المفوضية ؟ من ملائكة النظام أم ممن يسميهم شياطين المعارضة ؟أم سيستعان باشراك الاتحاد الأفريقي وحكمائه ولجان من الأممالمتحدة والجامعةالعربية ..كشأن تعاطينا مع مشاكلنا الداخلية؟! وبمن ستبدأ المحاسبة بصغار المفسدين الذين سيتساقطون من فتحات الغربال كباشا يضحي بهم الحكم في سبيل كسب الزمن واطالة عمره.. أم ان الامر سيطال الحجارة الكبيرة التي تستعصي احجامها علي سعة الثقوب فتحجب شمس الحقيقية عن جهود المفوضية المفترضة والتي لا زالت قوانيها وميزانيتها والياتها وشخوصها في رحم المجهول .. فأغلب الظن.. بل.. والجزم بان تحركات وأد فكرتها أوعرقلتها علي اقل تقدير يبدو انها قد بدأت فعلا من اصحاب ..( البطحة التي علي الروؤٍس )الذين سيصلهم رأس السوط.. أو تصبح المفوضية ان كتب لها الميلاد مثل حكم الكرة الأعمي ..هو يصّفر في جهة والملعب يتحرك في ناحية اخرى.. !!! عليه فلا داعي لاهدار الوقت سيدي الرئيس وانفاق المال فيما لا طائل منه.. فقد فات اوان العلاج وحان وقت البتر .. و جئت بعد ان أُغلق ميزان الرحلة وعليك انت ونظامك العبور عبر صالة مفوضيةعدالة الشارع استعدادا لاقلاع طائرتكم لترحلوا دون متاع .. فلا تظنوا ان الشعب غافل أو جاهل أو خائف..؟ صحيح انه مشغول ..ومهموم بمصيبته في احزابه..ولكن لاتغرنكم هذه الفرضية طويلا ..فغدا سيتشكل حزب الشباب العريض الذي سيمثل البديل لكم ولغيركم.. ولابأس من فسحة قليلة لاداء رقصة الوداع علي ايقاع المنافقين والمخدوعين .. .فقد حان الوقت لتتركوا الساحة ليرقص فيها طويلا من سقطوا عمداعن حسبتكم لملايين عضوية حزبكم المتقيح بعفن الفساد والتي تناهت راتحته النتنة الي حاسة شمك أخيرا بعد أن تناسيت كثيرا عبق و زكاوة عرق ودماء الشعب التي سالت من قبل في اكتوبر وابريل وحملت بعضا منها الرياح جنوبا.. ولا زالت بقاياها تعطر أرض دارفور..التي ستكون اخر الاحزان..وتتعافي بعدالة الثورة القادمة..كسائر تراب الوطن.. فصبرنا عليكم كان فاصلا طويلا فعلا... ولكننا سنواصل بعد الفاصل.. نحن صناع الثورات ونفاجيء العالم بانتاج نسخة شبابية الكترونية هذه المرة تمحو اثركم الأعوج وفسادكم الأعرج.. من علي صفحة زماننا.... باذن الله المستعان ..وهو من وراء القصد..