عندما قال المخلوع بن علي " أنا فهمتكو " ، كان نظامه قد تداعي بأمنه وشرطته وسدنته . وعندما ظهر المخلوع الآخر حسني بن مبارك علي شاشة التلفزيون المصري مضطرباً ، وقال أنه لن يترشح لفترة أخري ، كان الشعب في ميدان التحرير يضع المسمار الأخير في نعش النظام الفاسد . ولما قال عبد الله بن علي اليمني أنه يريد الحوار مع المعارضة وأنه لا ينوي أن يكون رئيساً لفترة قادمة كانت جماهير ساحة التغيير اليمنية تعد العدة لإزاحة الطاغية وعائلته وشلته كيما يعود اليمن حراً ديمقراطياً . وفي الوقت الذي كان فيه الطاغية الليبي يهرج أمام وسائل الإعلام قائلاً " زنقة زنقة " كان الأحرار في بنغازي وطبرق قد زنقوه زنقة " كلب " في طاحونة . وفي البحرين وسوريا وبلاد الرافدين تشتعل الانتفاضات وتهتز الأنظمة الشمولية اهتزاز الدلافين . كل الأنظمة آنفة الذكر شمولية وفاسدة وصرفت أموال الشعب علي الأمن والجيش والمحاسيب ، وتركت معظم الشعب في الخلا والرواكيب . وجميعها إما وصلت السلطة عن طريق الإنقلاب العسكري أو الإنتخابات " المضروبة " التي أشرفت عليها مفوضية زوووبة اللهلوبة . ومعظمها إن لم يكن كلها تابعة للإمبريالية الأمريكية ، لهذا باعت المؤسسات الحكومية تحت إسم الخصخصة ورفعت الدعم عن السلع الضرورية والصحة والتعليم فصارت حياة الناس " جحيم " . من الدروس المستفادة أن ميزان القوة يرجح كفة الشعوب متي ما انتفضت بهمة وخرجت للشارع دون عودة ، فالأقلية الهزيلة " الجبانة " برغم سلاحها لا تستطيع الصمود أمام الملايين حتي ولو كانوا عزلاً من السلاح . وعندما ينطلق قطار الانتفاضة يتجاوز سقف المطالب المؤتمر الدستوري والتغيير الوزاري الشكلي والأجندة الوطنية " الترللي " . بعد 21 عاماً من التسلط والبطش والفساد أعلن السدنة والتنابلة عن برنامج لحصر الفقراء وتشغيل الخريجين من باب " العطف علي المساكين " . وبعد اشتداد التظاهرات سيعلنون عن زيادة المرتبات وبند العطالة وإرجاع المفصولين . أما بعد أن تكتسح الجماهير السوق العربي والميادين ، فإن لسان حال السدنة سيقول " اطلبوا النجاة ولو في الصين " . لو ما في طيارات أركبوا الهنتر والكوانين ، وسوقوا معاكم " مولاكم " بتاع " الجرانين " والإعلانات والقفاطين . الميدان