[email protected] وهل نُوفيك دَينِك: عندما رفرفت روحك الطاهرة فوق سماء دنيانا التي لم تكن تنتمي اليها ابداً كان جسدك مُلقى على فراش الموت تحيط به هالة من النضار والإطمئنان ووجهك تملأه بشاشة خفية وبشرتِك رقيقة وطرية كبشرة أحدث مولود على وجه الارض فبدوتِ وكأنك نائمة نوم هانئ خلي البال .... حتى أننا إستدعينا مرتين احد الاطباء الذين كانوا حضوراً ساعة الغسل والتكفين ليتأكد من انك فعلاً ميتة وغير نائمة ....بعدها كيف مضت الايام و اللحظات بدونِك ؟ لا أدري... ءامنت أنني وصلت اخر الدنيا فليس هناك جديد بدونك وليس هناك بسمة ولا ضحكة , إنحسرت بموتك سواحل الحنان , رحلت رمال العطاء و الجود وقذفت رياح الحزن بمظلة الامان بعيداً عني .... فأخذت ابحث في عيون جميع من حولي ,أستجدي ولو لمحة من حنانك .... فلم أجد.... عرفت أنك كنت أعظم هبى و كنت الإنسان الوحيد الذي يضحي من اجلي بكل غالي , كنت الوحيدة التي تصفح عني بلا شروط , تعطي بلا مقابل , الوحيدة التي ترى أخطائي هنات وذنوبي ذلات, الوحيدة التي تنكر راحتها حين تحس تعبي وتتنكر لمن يؤذيني......الله يا اماه الله عليك يا اعظم إمراة في حياتي... أرضعتنا الطهر و العفاف واورثتنا العزة والشرف قمتِ بدور الاب ودور الام فاجدت الدورين ليس لنا فقط ولكن لكل الاهل والمحتاجين من حولك..... عشت بقلب طفلة وعزيمة رجال ...فانرت دربنا بمشاعل الإيثار والكرم.... انرتهِ بالتسامح والعفو وكنت على الدوام منبع الحب و الخير والجمال الذين بحثت بعدِك عنهم كثيراً فعرفت انهم بداخلي فقط ومن لا يمتلكهم فلن يجدهم أبداً. في يوم الام ادعو الله بان يغفر لنا تقصيرنا تجاهك وتمكيينا من إخراج صدقاتك واتمني لكل الامهات الرضا وان يكن دائماً مشاعل النور في درب ابنائهن.