قصة الاختيار ما بين الحياة او الموت تحليل لوقائع ما قبل استفتاء جنوب السودان مبيط رينق مبيط [email protected] مر جنوب السودان بمرحلة صعبة خلال فترة الاستفتاء حيث كزب كل التوقعات كانت تقال بشان الوحدة و تماسك الصف الجنوبى . يقال ان السياسة فن ممكن ، و بحقيقة ان كل شئ ممكن حدوثها فى دهاليز عالم السياسية باعتبار انه ليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم . و السياسة كما يعرفه الانجليز لعبة قذرة . برغم من كثرة المفردات ذات دلالات و مؤشرات الهادفة الى تعريف مبسط لشكل علاقات السياسية , و التى دوما لا تثبت على على وتيرة معينة وانما تحكمها ظروف موضوعية التى تفسر على ضوئها الظواهر و الاحداث الجارية فى الساحة . و لكن ان المؤتمر خلال فترة ما قبل استفتاء جنوب السودان بعد تكوين المفوضية رفض اعمال العقل تجاه الاحداث التى كانت تجرى فى الساحة السياسية و الاجتماعية و التنموية التى تشهدها جنوب السودان .. و رفض كل الرفض التعامل مع الوقائع اليومية التى تنحو نحو الاسقلال الجنوب بجانب الحركة النشطة تجاه تكوين راى موحد فى الجنوب حول قضايا الراهن . و رفض الوطنى ايضا بمجرد تقيم داخلى لهذه التحركات و نتائجها المتوقعة فى ظل استقطاب و التعبئة الشارع الجنوبى لصالح الانفصال و ظل يصرخ عكس الاتجاه المرسوم باتفاق كل مكونات السياسية و الاجتماعية و لحث الوطنى وراء تخيلات بعيدا عن الواقع بدلا من النظرة الفاحصة لامورو تدقيق جيد و تحليل العميق لكل الحدث ومن ثم بناء استراتجية شاملة و فقا للظواهر السياسية التى سائدة فى الاقليم . ان التعالى الوطنى فى تعامل مع الاحداث احدث ضررا بالغا على مستوى الاستراتيجى و الذى جعل الكثرين يصدقون ما كان يقال ان الوطنى و منذ ان وقع على اتفاقية السلام الشامل بناء استراتيجياتها على محاور غير واقعية تماما مما حرمه من ايجاد اطر متينة لمحافظة على الوحدة البلادحيث اغرق نفسه فى اوهام مصورا على انه قادر على تجريد الجماهير من اقدام الحركة الشعبية فى الجنوب من خلا ل تعريتها و سحب البساط و تجيش و تاليب مواطنين ضدها من تصويرها بالمفسدة و غير قادرة على تحقيق الامن و الاستقرار فى جنو ب السودان ، و استمر فى هذا الخيال الا ان تفاجات بنتيجة الانتخابات فى الجنوب فكانت صدمة كبيرة عندما جاءت نتائجها لفوز كاسحها للحركة الشعبية فى الجنوب ولم يتوقف هذا المد و قد ظل متصعدا لاخر مرحلة من مراحل تنفيذ الاتفاقية . ان السبب فى عدم التعامل الوطنى مع تلك الاحداث كان نابعا من انهم قد الفوا و عودوا انفسهم بالتعاطى مع اشياء بعيدا عن الواقع و ركوب وراء الخيال جانحة ، و قد مثل الحوار الجنوبى الجنوبى الذى عقد بجوبا ضربة قاضية لاستراتيجيات الوطنى و تعامله مع الجنوب حيث كان يراهن كثيرا على بعض من الاحزاب الجنوبية والمعليشات الجنوبية المسلحة بهدف خلق صراعات جنوبية _جنوبية فى فترة ما و اثناء اجراء الاستفتاء . شكلت انعقاد اجتماعات الحوار الجنوبى _ الجنوبى نقلة نوعية فى علاقات الجنوبية _الجنوبية و فى وحدة الصف الجنوبى فى فترة ما قبل اجراء استفتاء جنوب السودان و قد جاء فى زمن دقيق و حساس فى التاريخ الجنوب السياسى الامر الذى جعل كثيرون من الاحزاب السياسية الشمالية عدا الوطنى يتوقعون ترجييح كف الانفصال فى الاستفتاء . كان اهداف الموتمر يتمحور فى ضرورة ايجاد ارضية مشتركة بين مكونات السياسية الجنوبية و مع ضرورة خلق اجماع اقلميى تجاه قضايا الراهن و الملحة . و لحقيقة و التاريخ اقول ان تلك الفترة شكلت و لاول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام اجماعا جنوبيا غير مسبوقا من كل ابناء الجنوب و كانوا قد حددوا مطلبهم بكل اختلافات على مستوى القواعد والشارع و بكل الاعراق و الاثنيات و كل القبائل الجنوب تجاه تحقيق الانفصال مطالبين القادة السياسين بالوحدة و التماسك فييما بينهم و ترك خلافاتهم جانبا و العمل على تحقيق هدف واحد و تحقيق الوحدة الجنوبية قبل الاستفتاء .. و ما كان للسياسيين طريق اخر غير الانصياع و قبول راى قواعدهم . دخل القادة السياسيون فى قاعة الاجتماع و هم يرون الشارع يسير مسيرات و يهتف و ينادى بالانفصال وكان الكل يود ان يكون له مساهمة فى صناعة التاريخ و لا يريد ان يوصف يوما بالعميل او ضد اهداف العليا لجنوب السودان . وقع على عاتق القادة السياسيين الجنوبيون مسئولية كبيرة و هى مسئولية الانضمام الى رغبة الجماهير المتعطشة للحرية و رؤية دولة الجديدة .. فما كان منهم طريق غير ترك خلافاتهم جانبا و العمل على خلق ارضية مشتركة تجمعهم برغم خلافاتهم العديدة . لقد تم طى صفحات القديمة و بدء صفحة الجديدة فى علاقات السياسية بين الاحزاب السياسية الجنوبية و الحركة الشعبية لتحرير السودان من اجل مصلحة العليا و ذلك بارادة سياسة قوية و متينة لمواجهة الخطر القادم و المحدقة .. خطر يتمثل فى ان يكون الجنوب او لا يكون .. كامة ..كشعب عزيز و مكرم فى ارضه و وطنه . الخطر كان سيداهم الكل ما فوق الارض و ما فى باطنها كل فى اعتقاد الجنوب كان سينتهى بمجرد اختيار الوحدة ,و الخطر كان يهدد كل الشئ ليبقى فقط ارض خاوى من السكان . و كان الجنوبيون قد اجمعوا على ان تصويت لصالح الوحدة تعتبر انتحارا سياسيا يكتب فيه الجنوب شهادة وفاة بيديه .. مبيط رينق مبيط جوبا / اذاعة جنوب السودان Mabith.ring @yahoo.com