في مثل هذا اليوم وقبل و26 عاما استطاع الشعب السوداني ان يسدل الستار على نظام عسكري كانت اخر كلمات رئيسه للثوار (راجل بقدر يشيلني مافي ) ولم تكن هذة المرة الاولى التي يفعلها الشعب السوداني فقد كانت له سابقة في 26 اكتوبر 1964 وهذا (ان دل انما يدل) على هذا الشعب شعب واعي وتقول الاغنية الشعبية (الواعي ما بوصو). ذكرى ثورة ابريل السودانية لها طعم خاص هذا العام لان الشعوب العربية من حولنا بدات فيها حركات التغيير الشعبية . تلك الثورات التي خبرها الشعب السوداني اذ جربها وكررها قبل عشرات السنين ولكن الشعوب العربية التي دخلت سنة اولى ثورات لاتعلم هذا وكل منها تقول مزهوة بنفسها (انا معلمة الشعوب العربية) في مثل هذا اليوم من عام 1985 كان الشعب السوداني يجوب شوارع المدن السودانية وهو يمزق العملة الورقية التي عليها صورة نميري وهو يهزج (الجنيه ابوعمة شرطوه / بلا نميري بلا لمة شرطوه) يومها كان الشعب التونسي يرزح تحت حكم بورقيبة الذي اصابه الخرف بينما زوجته وسيلة تدير الدولة كما شاءت وشاء لها الهوى والشعب يتفرج (غالبه البسويه) يومها كان الشعب المصري تحت حكم مبارك الذي كان يسعى لتقديم نفسه بصورة مختلفه عن سلفه السادات وقد مضت عليه في الحكم اربعة سنوات كان يغازل العرب ويديه مكلبشة بكامب ديفيد والشعب يتفرج عليه كان الشعب اليمني مع علي عبد الله صالح وهو في عامه السابع يتحدث بصوت خفيض عن توحيد اليمن وكان الشعب الليبي يتفرج على القائد العربي ( ليس الاممي) يومها معمر القذافي الذي صعد للحكم في نفس عام نميري وكان القذافي اسعد اهل الارض بنهاية نميري لانه يظنه قد خان ملح وملاح العروبة المتمسك هو بجمرتها . احترامنا لهذة الشعوب الشقيقة ليس محل مساءلة انما قصدنا ان نوضح ان الذي يقومون به وهم في عام 2011 قد سبقناهم عليه وليتهم فطنوا لتجربتنا لكي يستفيدوا منها فالحياة كما يقولون قصيرة لذلك لابد من الاستفادة من تجارب الاخرين لو درست هذة الشعوب تجربتنا لكانت تعلمت شئ اسمه سرقت الثورات فالشعوب يقولون تعرف ما لا تريده وتلفظه ولكنها تعجز عن فهم ماتريده لذلك تضل السبيل ومن هذة الثغرة يتسلل حرامية الثورات فالشعب المصري يلطم الخدود ويشق الجيوب حسرة على ثورته لدرجة انه عاد للاحتشاد في ميدان التحرير رافعا شعار(اعد) الشعب التونسي يتفرج على احمد الحفناوي وهو يبكي في قناة الجزيرة ( لقد هرمنا لقد هرمنا ) اما الشعب الليبي فيده على قلبه من خطر التقسيم والاحتلال وسيف الاسلام وشعب اليمن مع علي عبد الله في لعبة عسكر وحرامية لو درست هذة الشعوب تجربتنا لعملت ان الامور لن تسير في خط مستقيم وان بكرة ليست دائما احلى وان الثورات احيانا تفتح صناديق البندورة التي تخرج منها كل عقارب وثعابين الدنيا ولكن يبقى الدرس الاذلي وهو انه لابد مما ليس منه بد فالشعوب في النهاية هي المنتصرة وهي التي سوف تحكم نفسها بنفسها وان طال السفر فنحن في السودان قد اخذنا ما يكفي من التطعيم (القراحة) ودفعنا الثمن في وحدتنا وفي شتاتنا في المنافي وفي سخرية الاخرين منا لابل في ضيقنا من انفسنا ولكننا تذوقنا طعم ديمقراطية كاملة الدسم (كذا مرة ) ولكن هذة الشعوب المشار اليها بدات (يادوبك ) تقيف في الصف الذي وصلنا نحن نهايته ومسكنا بالشباك ف(حلك لمن تضوق ) تلك الشعوب طعم الديمقراطية ولو لمرة واحدة . لابل هناك هناك شعوب عربية مازالت مرفهه في رغد العيش و ( تنوم وتصحى على مخدات الطرب ) فهذة تنتظرها اياما طويلة وليالي اطول فالف مبروك للشعوب التي فركت عينيها الان والتي جاء ابريلها في هذا العام وعقبال للنائمين وفي انتظار الفريقين طريق طويل اما نحن في السودان فابرلينا كانت ومازالت زاد ورصيد لنا