هناك فرق. دورات صيانة..! منى أبو زيد (1) توظيف الملكات الشخصية للحاكم فن تأريخي يمتلك مشروعيته الكاملة في علوم وفنون العلاقات السياسية - إلا عندنا – هو نشاط ذهني مهمل، إن لم يكن معطل تماماً، فاهتمام الشخصيات الحاكمة – في مجتمعنا - بفنون الاتصال السياسي، موجه (فقط) لاستلاب الشعوب، ومكرس بأكمله لضمان تغييب الجماهير..! (2) الثورات العربية أثبتت أن مخططات الحكام وصفقات الأسلحة تصبح هباء تذروه رياح الثورات الشعبية الهادرة.. انقلبت أنظمة الحكم على أعقابها بأيادي العزل واندحرت فلول مقاومتها بسواعدهم الخالية.. وفي ذلك فليتفكر المتفكرون..! (3) الحاكم العربي هو الرجل الوحيد الذي يبذ المرأة العربية في استهلاك مضادات التجاعيد، وحقن البوتكس، وصبغات الشعر، ومادام الصمت حياً ستظل العلاقة بين الديكتاتورية والشيب طردية، إلى أن تدركها موتة، أو تزهق روحها ثورة..! (4) العالم الثالث ليس تصنيفاً اقتصادياً فحسب، بل فرز دقيق لمقدرات الشعوب على حراسة منجزاتها الثورية واختيار البديل الديموقراطي الأمثل لتصريف شؤون الحكم، وتأريخ حركات التغيير يقول إن التجهيل والأبلسة والإقصاء هي مآلات العنف الديموقراطي في عالمنا الثالث، فهل تتقن دولة الجنوب الوليدة فن حراسة الثورات، أم أنها ستحتاج دورات في صيانة مكتسبات حركات التحرر..! (5) حكوماتنا المتعاقبة هي صاحبة أدنى معدل في امتحانات الكذب السياسي، ليس لفرط صدقها، بل لقلة اكتراثها.. نحن الشعب الوحيد في العالم المحروم من نعمة التملق، فحكوماتنا المتعاقبة لا ولم تتملق شعبها يوماً.. المواطن السوداني هو دافع الضرائب الوحيد في العالم الذي لسان حاله (قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً)، أما حكومته فآخر همها البقاء عند حسن ظنه..! (6) ماذا تفعل إذا كنت وزيراً أو وكيلاً لوزارة، وكنت تعلم أن أسوأ نهاية لسيناريو تكليفك بأعباء بالمنصب هي تشريفك بالرحيل حراً، طليقاً، خالياً من ذنوبك الوزارية كما ولدتك أمك؟!.. مؤكد أنك ح تسوق فيها، آمناً مطمئناً إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً..! (7) انفصال الجنوب بريء براءة الذئب من بعض السوءات وجل التوقعات.. وإلا فما علاقته بغياب الشفافية في استخدام الموارد.. ما علاقته بلعنة التوزيع غير العادل للثروات بين أفراد هذا المجتمع الواحد؟!.. ما علاقة منعطف الاستفتاء بهيمنة البيروقراطية على أجهزة الدولة.. ثم ما علاقة هذا وذاك بضعف الرقابة وغياب الكفاءة من شروط التعيين السياسي؟!.. ما فيش علاقة.. هكذا يقول تحليل عينات الدم في قميص يوسف..! التيار