قولوا حسنا العدل والحرية والكرامة أولا محجوب عروة [email protected] عاب علىّ الكاتب الكبير الأخ برقاوى فى موقع الراكوبة الألكترونى نقدى للنظام الناصرى وذلك فى معرض كتاباتى عن الأنظمة الأستبدادية فى العالم العربى خاصة، وبرر كما برر غيره أن فترة الرئيس عبد الناصر ومواجهته للأستعمار ودعمه لحركات التحرر ربما تشفع له هذا غير الأنجازات الأقتصادية وتأميم قنال السويس والأصلاح الزراعى وبناء السد العالى والثورة الصناعية وغير ذلك من انجازات. لا أنكر أن لعبد الناصر انجازات ولكن هل تساوى تلك الأنجازات بناء نظام أحادى استبدادى وتكميم الأفواه وسيطرة جهاز الأمن وبناء دولة بوليسية تقمع الشعب وتمنعه من أن يعبر عن رأيه ويصبح مجرد بوق للحاكم والمؤسسات الدستورية خاصة البرلمان وكذلك الصحافة مجرد أدوات وأدوات للتصفيق وحرق البخور وتمرير وتبرير السياسات والقرارات؟ كلا ومليون كلا، اذا لوافقنا أن يكون حكام مستبدون قاهرون أمثال هتلر وستالين وصدام فى تاريخنا المعاصر وكذلك نيرون وأباطرة الرومان والفرس فى التاريخ القديم الذين رفعوا شأن بلادهم وأقاموا حضارات عظيمة أن يكونوا مثالا للأنظمة الجيدة. ان أعظم الأديان السماوية وآخرها الأسلام رفضت الطواغيت أمثال فرعون الذى بنى الأهرامات وكسرى وهرقل وقالت لا اكراه فى الدين ولا للظلم والطغيان والفساد فى الأرض ولم تستثنى من ذلك حتى العظماء الذين بنوا بلادهم ذلك أن حرية وكرامة الأنسان هى القيم الأيجابية و(المعانى) الأساسية وليست (المبانى) فى مسيرة البشرية من لدن آدم حتى يرث الله الأرض. الأستبداد والطغيان مرفوض ولو بأسم الدين فالدين منهم براء. يمكن للمستبد أن يصل القمر والمريخ ولكن نرفض أن يجعل شعبه منافق وبائس أخلاقيا ضعيف الكرامة يمارس الصبر المهين.