مفاهيم عذاب كتابة الصيف وناس ( الراكوبة) في الخريف!! نادية عثمان مختار [email protected] فعل الكتابة اعتبره شراكة ( نص بالنص) بين من يقرؤها ومن يكتبها !! الرأي ووجهة النظر عندما تخرج من بؤرة أفكارك لتعانق محيط الآخر تصبح فكرة الجميع ومن حقهم مناقشتها والتداول حولها، تحليلها، ونقدها ! الكتابة التي تخرج من الكاتب ك (طرف أول) ولا يستقبلها ويتفاعل معها القاريء (الشريك) ك (طرف ثان) في عقد شركتهما الضمني ، تكون حينها البيعة خاسرة لا شك ومصيرها البوار والكساد !! التفاعل الذي يحدث بين الكاتب والمتلقي كشريكين يعطيان للحروف معاني التبادل المعرفي، ومنافع التحاور حول مجمل القضايا التي يطرحها الكاتب ويستقبلها القارئ بلهفة من يبحث عن مخارج لأزماته ومشاكله الحياتية ومتاعبه اليومية من خلال الطرح الذي يقدمه الكاتب في مساحته المحددة، سواء كانت عبر صحيفة ورقية أو عبر مواقع الإنترنت العديدة بمختلف مسمياتها وأشكالها وألوانها في الفضاء العريض ! وتعس ذلك الكاتب الذي لا شريك له ولا قراء يناقشونه فيما يكتب ويراسلونه وينتقدونه ويعبرون عن ما يدور بأذهانهم ويستكملون تفاصيل كتابته ! كاتب لا يتعاطى مع كتابته الشركاء من القراء ويتواصلون مع منتوجه الكتابي بغض النظر عن نوعها سواء كانت هموماً حياتية او ابداعية فذاك كاتب (يتيم)!! لان القراء هم بمثابة (الأبوين) الشرعيين لكل منتوج كتابي ومن دون القراء تكون الكتابة (مجهولة الأبوين)! من هذا المنطلق تسعدني أنا الكاتبة، كطرف أول أن يشاركني القراء فرحة الكتابة ودهشتها وجنونها ووجعها وآلام مخاضها متعسرا كان أم سهلا !! علاقة الحب القوية التي تربطني بالقراء لا أدري كنهها ولكني اشعر أن القاريء هذا ليس مجرد رجل وامرأة يشترون الجريدة بعدد واحد جنيه سوداني ليقومون بتحويلها من بعد قراءاتها لقراطيس للتسالي أو لف الطعمية من وماشابه ! ففي اعتقادي ان القراء وان كانوا يفعلون بالورق المكتوب ذلك إلا إنهم يحملون للكتاب في وجدانهم مشاعر ما .. بحسبانهم ربما اصدقاء وأهل وأخوة وعشيرة وصحبة ! كم من قارئ سمعته يتحدث عن كاتب بعينه وكأنه صديق عمره بينما هو لم يره يوما إلا عبر صورته في صفحات الجريدة أو المواقع الالكترونية ! وعبر كتاباته وآرائه التي تعبر عن نبض الشارع وتقول للمسئول مالا يستطيع القارئ أن يوصله له بنفسه ! الكاتب ومساحته التي يكتب من خلالها ليست ملكه وإنما هي (ملك حر) للقارئ وتعبير عن ما يختلج بدواخله وإستخراج من روحه لشحنات الفرح والألم والشكوى والغضب ؛ وحتى السخط تجاه السلطان وعشق الأوطان ! لهذا أجدني نفسي اسعد خلق الله بينما اكون في حالة الكتابة لقارئ أحبه وأخشاه واعمل له الف حساب ! نكتب عن الحكومات ونستفزها وننتقدها ونلعن سلسفيل جدها ولا نأبه بغضب او فرح مسئول إلا بما يستحق ولكن القارئ وهو شريك لنا في مشاعرنا وغضبنا وثوراتنا نضعه أعلى قائمة الأولويات فله نكتب وبه نستقوي واليه نطمئن !! ولان من لا يشكر الناس لا يشكر الله أجدني في حالة هذه المحبة الشديدة أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل قاريء وقارئة ! وأود ان امد قلبي ويدي بمصافحة كل من يبذلون من مالهم جنيها أو يبذلون من أوقاتهم دقائق ليقرأون ما اكتبه لهم وبهم وعنهم ! ولكل من أرسل رسالة في ايميلي تعليقا على كافة مقالاتي وبالأخص موضوع مقالي السابق بعنوان ( حسادة ويا نادية من أين لك هذا ؟) ولكل من كتب كلمة طيبة في موقع ( الراكوبة) وسودانيز أون لاين وغيرها من المواقع أقول لا تكفي كلمة الشكر فأنتم بردودكم الطيبة والناقدة في غير هدم وغير حسادة تعلمونني الكثير، وتفيدونني وتمدونني بالكثير من الأفكار المتجددة، وترفدون روحي بقدر كبير من الفرح والإحساس بالمشاركة في السراء والضراء ! والى من رأى أن القارئ لا علاقة له بخصوصيات الكاتب أقول انه وطالما أراد الكاتب إشراكه في بعض خصوصياته فذاك لقرب وجداني يحسه الكاتب تجاه القارئ الذي يريده ان يشاركه بعض إنسانيته وهمومه فلا تبخلوا علينا بهذه المساحة من روحكم ووقتكم (مرات مرات) فلسنا آلات وماكينات لضخ الكتابة السياسية فقط وإنما بشر نتعب احيانا من ساس يسوس ولغة الساسة الجافة ونريد ان نرتاح في غرف قلوب القراء العامرة بالمحبة والجمال والصبر علينا وعلى همومهم المعيشية وعلى سيادة الحكومات المستبدة ! الصحف وعلى رأسها ( أجراس الحرية) والمواقع وأقربها الراكوبة وسودانيز وعكس الريح والآوت لاين وسودانيات والبيت السوداني وجميعهم هم بالفعل (رواكيب) نتكيء عليها ونستظل بها من لظى الهموم والمنغصات لتهب علينا من قرائها تعليقاتهم وانتقاداتهم ومشاركاتهم البناءة كنسائم الفردوس فترطب القلوب والنفوس !! يقولون في الأمثال السودانية (ما تشكر لي الراكوبة في الخريف) دلالة على عدم مقدرة الرواكيب على صد مياه الأمطار و(خستكتها) الشديدة ! ولكن هنا حق على ان أشكر كل قارئ متفاعل مع ما اكتب وان اشكر بالخصوص ( ناس الراكوبة ) وقراءها الكرام فهم حائط صد منيع وغطاء وستر من مياه امطار الخريف وبهجة كل المواسم ! كم أحبكم .. والله على ما أقول شهيد ! وبقى أن اذكر ان من حرضني على متابعة الراكوبة والمدوامة على قراءتها والنشر من خلالها هو الصديق والأخ الجميل قابي فائز قبريال فله مني ألف تحية ودمتم ولكم كامل التقدير والاحترام . و اسأل العنبة الرامية فوق بيتنا ! أجراس الحرية