زعيم \" الممانعة \" يستخدم الدبابات للتصدي للمؤامرة الامبريالية الصهيونية الوهمية !! خليل خوري [email protected] علمنا من وسائل الاعلام المختلفة ومن شهود عيان بان ارتالا من الدبابات وراجمات الصواريخ قد تحركت من معسكراتها المنتشرة حول عاصمة \" الصمود والتصدي \" مندفعة باتجاه \"جبهة\" درعا التي تشهد منذ اسابيع معارك حامية الوطيس سقط خلالها المئات من المدنيين والعسكريين بين قتيل وجريح . كما استفدنا من هذه الوسائل معلومات اضافية مفادها ان زعيم \"الممانعة \" على امتداد الوطن العربي الرئيس السوري بشار الاسد لم يطلق النفير العام ويعلن في صفوف حرسه الجمهوري حالة الاستنفار القصوى ثم يرسل بدباباتة الى جبهتي درعا ودوما من اجل التصدي الى القوات الاسرائيلية التي توغلت, وكما نسمع دائما في البلاغات الصادرة عن الجنرالات العرب, الى هذه المناطق تحت جنح الظلام , كما لم تطلق الدبابات قذائفها على المباني السكنية وعلى خزانات المياه الموجودة على اسطحها لان جنود ا اسرائيليين قد تمترسوا في بعض هذه المباني ولا سبيل لطردهم منها الا بدكها بنيران وقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ , بل ارسل حرسه الجمهوري المعزز بكل هذه الاسلحة الثقيلة من اجل تطهير المدينتين من الخلايا المسلحة للسلفيين والاخوان المسلمين الذين تسللوا من دول مجاورة لسوريا وتورطوا في قتل عناصر من الامن والجيش السوري وايضا من اجل اجهاض\" المؤامرة الامبريالية الصهيونية الدنيئة \"التي تستهدف زعزعة الامن والاستقرار في سوريا عبر تفعيل النشاط الارهابي للسلفيين وتنشيط الخلايا النائمة والمستيقظة للاخوان المسلمين !!! طبعا لا احد من السوريين الا قلة من المهابيل والسذج سيصدق هذه الرواية الرسمية : فكيف للملتحين من الاخوان والسلفيين التكفيريين الجهاديين ان يتحركوا في درعا وفي غيرها من المدن السورية التي شهدت طوال الاسابيع الماضية حراكا جماهيريا مناهضا لزعيم الممانعة الاوحد وداعيا لاسقاطه وهناك قوا نين صارمة تحظر نشاطهم السري والعلني كما تنص على اعدام اي شخص يثبت انتماؤه لهذه التنظيمات ؟ ثم هل يجرؤ احد من الاخوان الملتحين ان يقتني ولو فشكة فما بالك باستخدام الاسلحة والمتفجرات ضد اجهزة الامن السورية بعد ان قطع دابرهم واجتثهم من جذورهم زعيم الممانعة الراحل حافظ الاسد في ثمانينات القرن الماضي , ثم لو صدقنا الرواية الرسمية بانهم فعلا مارسوا نشاطا علنيا وسريا او تورطوا بارتكاب اعمال ارهابية داخل الاراضي السورية فان اللوم في هذه الحالة لا يقع على الدول المجاورة لسوريا حتى تبادر سلطات الاخيرة الى اغلاق معابرها الحدودية مع الاردن مثلا بل يقع بالدرجة الاولى على زعيم الممانعة الذي احتضن خالد مشعل الزعيم الاوحد لاخوان الاردن وفلسطين وربما لاخوان لبنان ثم وفر له هامشا من الحركة على الساحة السورية من اجل مناكفة السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله وشن حملات تحريض للاطاحة بها وبدلا من تركيز نشاطه على هذا الهدف وبدلا من ان يكون مجرد ادا ة تحركه السلطة السورية بالاتجاه الذي يخدم اهدافها في الاستحواذ على القرار الوطني الفلسطيني ربما تجاوز مشعل دون علم السلطات السورية هذه الاهداف واخذ يستغل هامش الحركة من اجل تشكيل تنظيم سري للاخوان المسلمين على الساحة السورية و تزويده بالاسلحة , لو حصلت مثل هذه التجاوزات من جانب ابو لحية مشعل فهل كنا نراه يسرح ويمرح في دمشق ام كنا نراه معلقا على اعواد المشنقة او في احسن الاحوال مطرودا والى غير رجعة من سوريا ؟؟. من هنا لا تفسير لاستخدام النظام الته الحربية الى حد دك مدينة درعا بقذائف الدبابات وبراجمات الصواريخ سوى انه فشل في تسويق اصلاحاته السياسية على الشعب السورى وبانه بعد ان استنفذ الاعيبه ومناوراته السياسية لم يبق لديه من وسائل لاخماد الحراك الشعبي في المدن السورية الثائرة ولارهاب المدن التى لم تتحرك بعد ضده الا استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين في درعا ودوما وحمص وبانياس . واذا كان هذا هو هدف زعيم الممانعة فلا اظن ان الشعب السوري بعد ان كسر حاجز الخوف سترهبه استعراضاته البهلوانية بالدبابات وراجمات الصواريخ بل سيواصل ثورته مهما بلغت التضحيات ولن يتوقف عن حراكه المناهض للنظام الاستبدادي القائم وضد رموز الفساد والعمالة لملالي طهران الا بعد ان يطيح بزعيم الممانعة ثم رميه مع سائر العائلة الاسدية المتحكمة بثروات ومقدرات سوريا على مزابل التاريخ . كذلك لا اظن ان الجيش السوري سيقف مكتوف اليدين ازاء المذابح التي يتعرض لها اهله في المدن السورية بل سينتصر لشعبه كما وقف الى جانبه واطاح بالانظمة الاقطاعية والراسمالية المستغلة في خمسينات القرن الماضي.