في التنك الترابي يعدنا بملحمة حرافيش جديدة بشرى الفاضل [email protected] سيغير حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور الترابي جلدته إلى اسم جديد ربما يتم الكشف عنه منتصف الشهر الجاري. هذا ماوردنا من اخبار المؤتمر الشعبي .ومنذ (الاخوان المسلمين) غير الاسلاميون بتاثير الترابي جلدتهم إلى أكثر من مسمى (جبهة الميثاق الاسلامي ،الجبهة الاسلامية القومية\"جاق\"، المؤتمر الوطني ، المؤتمر الوطني الشعبي ثم أخيراً المؤتمر الشعبي). وهذا المسمى الأخير سبق لنا في مقال سابق قبل سنوات أن أطلقنا عليه حزب \"ملحمة الحرافيش\" في إشارة إلى رواية نجيب محفوظ التي عن لخصناها بابتذال: حيث يلد فيها البطل فتوة الحارة في الصبح ويتم ختانه في الضحىً ويتزوج ظهراً ويرزق بابن قبل الليل ولكم أن تتصوروا الخاتمة. كانت حركة المؤتمر الشعبي سريعة بين تسميته والمؤتمرات والندوات والمظاهرات التي خرج فيها على مستوى الوطن وأخيراً دخول قياداته السجن في اتهامات لها بالتآمر المسلح كل ذلك تم خلال أسابيع قليلة وما كان بوسع أي حزب وليد القيام بكل ذلك الحراك . وإذا علمنا أننا نتعامل مع حزب الحركة الاسلامية القديم نفسه في ثياب جديدة بطل العجب فالاسم ليس يهم . تتخفى الحركة الاسلامية في شقها الذي يقوده الترابي دائماً في أسماء جديدة ولذا يمكننا أن نقول بقلب قوي إن الحركة الاسلامية ستكون نواة للحزب الوليد إن هو تسمى باسم حزب النهضة السودانية أو حزب العدالة تيمناً بشقيقاته الاسلاميات في تونس ومصر وتركيا أو إذا نادى بالدولة المدنية.سيظل هو هو حزب الحركة الاسلامية وسيزعم هذه المرة أنه حزب جامع لكنه يقوم بتعريف الديمقراطية بطريقته:نستمع للترابي في آخر مقابلة معه أجرتها الأستاذة رباح الصادق يقول: (هذه الثورات العربية شعبية كاملة فيها مد شعبي كامل اجتمع على الحرية يشترك فيها الجميع ... ولكن ما يؤسف له ان الشعارات واللغة كأنها آتية من المد الغربي كلمة ديمقراطية ليس فيها أصالة وليست حركة شعب بثقافته وأصالته،... يمكن تستفيد من تجارب الآخرين ولكن ليس كعالة على الآخرين وكمقلد...).ولا ينتقد الترابي نفسه عن تجربته في أيام الإنقاذ الاولى حين كان رئيساً لمجلس الشعب فهل كان ذلك البرلمان ديمقراطيا؟ أم هو كان يستمد من هذا المعنى الملتبس للديمقراطية الذي أورده بعاليه؟ويقول في تلك المقابلة واصفاً سجنه الأخير هو وبعض أعضاء حزبه: (هي أسوأ نوع اعتقالات منذ عهد مايو)والشعب السوداني كله يعلم ان أسوأ انواع المعتقلات ليست هذه التي ذاقها عرّاب الإنقاذ حالياً بل كانت في سنوات الإنقاذ الأولى حين كان الترابي متنفذاً وكمثال واحد فقد أدخلوا استاذنا البروفيسور فاروق محمد إبراهيم في حمّام به مرحاض مبتل بالماء والقاذورات لمدة ثلاثة ايام وعندما اخرجوه وكان انفه ممرغاً في القاذورات صبوا الماء المثلج على رأسه في وسط الشمس المحرقة في حمام شمسي صعيقي . عمودنا اليوم يعف عن الضرب في التنك فنحن لا نضرب الشيوخ.