مسار .........الأسراب آمنة كشه [email protected] اوبرا وينفري من أميز الشخصيات الأمريكية و أكثرها بريقاً وشهرة قدمت للمجتمع الامريكي الكثير و ساهمت في إعادة بنائه كما إهتمت بغرز القيم و المبادئ الجميلة فيه فكانت مثالاً للعطاء و الإبداع و ما يعجبني في هؤلاء القوم هو إصرار الكثيرين منهم على البحث عن معني الحياة و كنهها ويسعون للمس جوهرها و قد يفنون عُمراً وراء البحث عن فكرة معينة و هدف سامي لِيجدون إجابات علها تشفي غليلهم في هذا البحث . إستضافت في إحدى حلقات برامجها المخرج توم شادياك الذي قدم روائع للسينما مثل (The mask, The naughty professor, I am) كانت الهواجس تتخطفه طيلة مسيرة حياته و أسئلة تدور برأسه عما ماهية الحياة ؟و ما هو الهدف من وجوده؟ ولم يهنأ له بال على الرغم من تحقيقه للنجاح باهر و ثروة طائلة فأخذ كاميرته وبدأ يصور الكائنات في مجموعاتها وأسرابها ، إبتداءً بالكائنات الصغيرة مثل النمل والطيور و إنتهاءً بالمجموعات الكبيرة ، أضناه البحث عن معني لحياته فماذا وجد ؟ - كل المجموعات تعيش في تكافل و مشاركة ، لا يوجد هناك ما يمثل نشاذاً بينها - كل المجموعات تعيش في حرية و ديمقراطية - كل المجموعات تتقاسم ما رزقها الله و ترضى بهذا الإقتسام عرف أن ما منحه له الله لا يجب ان يستأثر به وحده فهذا ضد طبيعة الحياة ،توصل لمعنى حياته و هو \"إقتسام ما يملكه مع الغير و نبذ الأنانية\" ، رحل على الفور من بيته الضخم الذي لم يكن مدعاة سرور له بل على العكس كان مصدر قلق وشقاء..... بمتابعة إدارة المسبح بمتابعة إدارة الحدائق بمتابعة إدارة ملاعب الجولف بمتابعة إدارة المنزل و بمتانعة إدارة المدراء لهذا الكم من الإدارات رحل ليسكن في منزل صغير مكون من أربعة غرف ،إثنان لأسرته والأخريان لعمله وتقاسم ثروته مع معارف له كما آل على نفسه أن يبدع ليمتع الأخرين ويشركهم ما قسمه الله له ، هكذا وجد معني لحياته عندما عرف سر الحياة ( التكافل و الديمقراطية) .... كما إستضافت اوبرا في ذات الحلقة ثلاثة من الشباب الذين كانوا يدرسون في جامعة بكالفورنيا لم يكونوا راضين عن حياتهم فكان نِتاج عدم الرضا هذا أن أسسوا إحدى عشرمدرسة بيوغندا لِأطفال يعرفون بِمشاة اليل ، يعانون فقدان أسرهم و مر الفقر .... لماذا لا ننظر حولنا لنجد من يحتاجون دعمنا وحناننا ؟ لماذا نبخل بالقليل من وقتنا و مالنا لِندخل سِروراً على أحد افراد سربنا ؟ لماذا لا نتحرك شبراً ليقوى السرب و يحلق عالياً في فضاء الحُرية ؟ . الكثيرون في إنتظارنا ، ضحايا مرض السرطان ، ضحايا الفشل الكلوي ، ضحايا الفقر ، الأيتام و غيرهم الكثير ، كل المطلوب أن ننظر حولنا و كل منا يملك ما يستطيع أن يقدمه ( قابلت فتاة منذ أسبوعين تُدعى عواطف للأسف لا اعرف إسمها كاملاً وهي من أسرة شيخ إدريس و تشرفت حقيقةً بمقابلتها فهي مِثال نادر للشابة المعطاءة وهي خريجة لم يتم تعيينها بعد فرأت ان تمضي جزاءً من أيام الأسبوع مع كبار السن في دار العجزة أو مع الصغار في دار الايتام بالمايقوما تقدم لهم بعض الخدمات مثل ترتيب حاجياتهم ، مؤانستهم او أي أعمال أخرى قديحتاجونها .... لقد فضلت هذه الشابة ان تكتشف معني لحياتها بدلاً من متابعة \"العشق الممنوع \"او شراء مواد من\" قدِر ظروفك\" لتبييض وجهها الذي لا يحتاج فقد غمر نورها حياة أفراد في السرب يحتاجونها ). لا توجد حرية بدون تكافل وعلى المطالبين بها القيام ببعض الأعمال تِجاه المجتمع، العطاء يجعلنا أكثر إنسانية ويزيح عن نِفوسنا الكثير من المشاكل و يداوى المرضي كما قال المصطفى عليه السلام :\"تداووا بالصدقات \" . أعتذر من الكاتب محمد الطيب سليم لإستلافي عِنوان روايته الرائعة \" مسار الاسراب\"