إن فوكس القدرات التكتيكية ترجح كفة الفراعنة نجيب عبدالرحيم [email protected] أخطاء الديبة مدرب المنتخب الأولمبي في مباراة إياب التصفيات الإفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 التي أقيمت على ملعب المكس بالإسكندرية أدت إلى هزيمة منتخبنا بهدفين دون رد وتعادل بدون أهداف في لقاء الذهاب وبذلك يتأهل منتخب الفراعنة إلى دور الثمانية بعد تفوقه في مجموع المباراتين. الأسلوب التكتيكي المتواضع والفقر الخططى داخل الملعب والطريقة الدفاعية التي لعب بها مدربنا في الحصة الأولى وهو يعلم إن التعادل السلبي لا يفيد الفريق ورغم ذلك ولم يبادر بالهجوم رغم سهولة إختراق الدفاع المصري الذي كان مرتبكاً وخائفاً من لوج هدف مبكر يصعب مهمته فكيف تلعب بشكل دفاعي وبدون هجوم وتريد أن تتأهل؟ كل هذه الأسباب مجتمعة عصفت بمنتخبنا الشاب الذي كنا نعول عليه كثيراً بينما قاد المدرب القدير هاني رمزي منتخب بلاده بمنهجية تكتيكية ساهمت في حسم المعركة لصالحهم. منتخبنا بدأ المباراة بتكتل دفاعي وفي نيته الخروج بالتعادل حيث أعتمد على عنكبة في الهجوم وفي نفس الوقت تكليفه بالرجوع لمساندة خط الوسط وأدت هذه المهمة المزدوجة إلى إستنفاذ طاقته مما أراح الدفاع المصري الضعيف الذي لعب مرتاحاً خلال الحصة الأولى لعدم وجود مهاجم صريح. الفريق المصري كان الأفضل والأخطر بالإضافة إلى الالتزام الخططي والانضباط التكتيك والاعتماد على الجماعية في أدائه وكاد أن يحسم المباراة من الحصة الأولى بعد إحراز الفراعنة هدف التقدم في الحصة الثانية حاول منتخبنا استعادة التوازن بسرعة بحثاً عن هدف تعادلي تنتهي عليه المباراة ويضمن له التأهل لكن معظم الهجمات كانت من دون خطورة وذلك لندرة الهجمات وافتقاد الشراسة الهجومية ولم يشكل أي خطورة على مرمى المصريين ما عد كرة وحيدة من ضربة ثابتة في الحصة الثانية نفذها راجي وأبعدها حارس المرمى المصري المتألق ببراعة. تكررت الأخطاء الدفاعية وخصوصا منطقة العمق غير المتفاهمة مع حارس المرمى وظهيري الجنب التي إستفاد منها الفريق المصري وسيطر على أجواء المباراة وإستطاع بفضل إنتشار لاعبيه في مختلف أرجاء الميدان وأيضاً حسن تمركزهم الجيد من خلال التمركز الدفاعي السليم والهجمات المنظمة تمكنوا من تعزيز تقدمهم بهدف ثان وكادوا أن يزيدوا الغلة لأنهم دخلوا الحصة الثانية بتصميم أكبر على التسجيل ولم يمنحوا منتخبنا فرصة العودة للمباراة ومن هنا تأتي أهمية تبادل المراكز بين خط الوسط والهجوم وتفعيل كل الأدوار والمهارات التي تضغط على الخصم وتمنح المساحة الكافية والمطلوبة لتحركات المهاجمين وتمثيل أكثر من دور فلا يمكن أن يسجل عنكبة لوحده وسط رقابة صارمة من المصريين بدون مساندة. تراجع منتخبنا في الحصة الأولى ساعد المصريين في أسلوب الضغط المباشر ومحاولة خطف هدف مبكر يزيد من فرص السيطرة على المباراة. اختيار أي أسلوب للعب لا يكفي إذا لم يكن متكاملا للشروط ومستوفيا لجميع العناصر المهمة واللازمة لنجاح اختيار الأداء والتكتيك وطريقة التنفيذ، وذلك بحسب الظروف وأهمية اللقاء ودرجة تأثير النتيجة وما قد يترتب عليها من تأهل للمرحلة الحاسمة من مشوار التصفيات ولذا إختار المدرب المصري طريقة الضغط المباشر التي ونجح فيها في نقل كل الأحداث إلى ملعبنا ساعده على ذلك الطريقة العقيمة التي لعب بها مدربنا مكنته من السيطرة على المباراة وتعطيل مفاتيح اللعب وتمكن لاعبوه من بسط نفوذهم بتركيز مثالي وتبادلوا التمرير ووصلوا إلى مرمانا بشكل متناسق ومتكرر مما سهلت مهمتهم في حسم اللقاء بمباركة من مدرب الفريق الذي عجز عن فك شفرة الخطة التي نهجها مدرب الفراعنة رمزي وكانت وقراءته للملعب غير سليمة والتبديلات التي أجراها في الحصة الثانية بدخول النعيم وخميس مارتن كانت متأخرة ورغم ذلك استطاعا تحريك الهجوم ولكن الوقت لم يسعفهما. تزايد الأخطاء في كافة الخطوط وخاصة خط الدفاع الذي وقع في أخطاء عدة سواء في التمركز أو الرقابة اللصيقة داخل منطقة العمليات إضافة إلى غياب أي تفاعل أو تكامل من لاعبي هذا الخط، مما أدى إلى توغل لاعبو المنتخب المصري من العمق على رغم الكثافة العددية. الهدف الأول الذي أحرزه المنتخب المصري عن طريق لاعبه أحمد شرويدة في الحصة الثانية اثر متابعة لكرة مرتدة فشل حارس المرمى منير في صدها بقبضة يده وعدم متابعة من المدافعين ويتحمل الخير نسبة كبيرة في ولوج الهدف أما الهدف الثاني الذي أحرزه شهاب الدين أحمد من ضربة رأسية محكمة من عرضية متقنة داخل منطقة العمليات يتحمل فيه خط الدفاع المسؤولية الكاملة. حارس المرمى له أهمية كبيرة في تحديد مسار المباراة من حيث التمركز واليقظة والخروج الموقوت والتوجيه والتفاهم مع خط الدفاع خاصة في الكرات العكسية ويساهم بشكل كبير في بناء الهجمات وتأمين المناطق الدفاعية والمساهمة بتثبيت المستوى الفني واجتياز الظروف وصعوبة المنافسة وبث روح التحدي ومن هنا تأتي مسؤولية اختيار الحارس الأفضل وطريقة إعداده وتأهيله من قبل الأجهزة الفنية خصوصا عندما تكون البطولة صعبة وتمتد إلى ركلات الترجيح. حارس مرمى المنتخب منير الخير حارس ممتاز رغم وولوج الهدفين إستطاع أن يتصدى لهدفين ولكن تنقصه الخبرة فالمنتخب كان يحتاج إلى حارس الهلال عبدالرحمن الدعيع لما يملكه من خبرة وتجربة في اللعب الدولي فهو الأفضل لحراسة المنتخب الأولمبي ويكون منير إحتياطياً له. منتخبنا لديه لاعبين موهوبين ولكنهم يحتاجون إلى مدرب محترف يقرأ المباريات ويصقل جهودهم ويستطيع أن يوظفهم بالشكل السليم ولذا يجب على اتحاد كرة القدم بعد الإخفاق ومغادرة منتخبنا التصفيات أن يعيد حساباته من جديد وان يختار من الأجهزة الفنية أفضل المدربين فنياً وأكثرهم جرأة واستعداداً للعمل في ظل تطور طرق التدريب والتكتيك في كرة القدم بشكل متسارع ومستمر مع عملية الاحتراف ومتطلبات المنافسة التي أصبحت لا تقبل الاستثناء أو التجاهل. أخيراً انتهت ( حدوتة الإسكندرية) وطارت الطيور بأرزاقها.