بعد 54 عامآ من العطاء الفني: محمد وردي يبيع منزله سدادآ لديون! بكري الصايغ [email protected] (1)- ***- طالعت اليوم خبرآ محبطآ للغاية بث في موقع (سودانيزاون لاين) نقلآ من جريدة \"التيار\" الصادرة بتاريخ اليوم الثلاثاء 21 يونيو 2011 يفيد، بأن (منزل الفنان الأستاذ محمد وردى الكائن بحى \"المعمورة\" ، والذى يتواجد هذه الأيام بالعاصمة القطرية الدوحة ،ان محكمة القسم الشرقى بالخرطوم قد امرت ببيع منزله بالمزاد العلنى وذلك سدادا لشركة مونتاج الهندسية التى قامت بتشييد المنزل ،وقد قام الفنان وردى بسداد جزء من قيمة تشييد المنزل وعجز عن سداد متبقى العقد.علما بأن قيمة المقاولة كانت 386000ج ،وقد سدد الأستاذ وردى معظم القيمة وتبقى عليه مبلغ 163000ج التى كانت هى محور القضية التى قضت ببيع منزله سدادا لتلك المديونية). (2)- ***- ورجعت بذاكرتي الي حادثة مشابهة وقعت عام 1988 ابان حكم الصادق المهدي. ***- فقد قام وزير الثقافة والاعلام عبدالله محمد احمد (وقتها) باحالة البروفسيير الراحل نجم الدين محمد شريف مدير مصلحة الأثار للصالح العام لالسبب واضح الا لانه ماكان يكن لنجم الدين الود والاحترام، وكان يكن لنجم الدين ايضآ كراهية ومقتآ شديدآ لايخفيها عن احدآ بل ويجاهر بها وسط مدراء وزارته. ***- بل وزيادة في الامتهان والازدراء والتشفي تعمد الوزير عبدالله وبعد فصل نجم الدين من الخدمة ،ان يأمره باخلاء المنزل الحكومي فورآ خلال 24 ساعة لااكثر ولااقل. وقتها ماكان الراحل يملك دارآ او حتي ارض فضاء. (3)- ***- ووصل الخبر الشؤم للنوبيين بالخرطوم اولآ وسرعان مانتشر كالهشيم ليصل لحلفا القديمة والجديدة وللمقيمون بالخارج. كان الراحل محمد توفيق وقتها يشغل منصب وزير الخارجية، فبدأ في عمل مساعيه الجادة لايجاد منزل عاجل يأوي نجم الدين واسرته، (4)- ***- اتصل محمد توفيق اولآ بالنوبيين المقتدريين ليجمع منهم اموالآ لشراء منزل باي منطقة بالخرطوم، وسرعان ماتدفقت الاموال من حدب وصوب، وبالعملات الصعبة، وساهم بعض اصحاب الشركات الكبيرة والبنوك والذين يعرفون الراحل نجم الدين ودوره في تشييد \"المتحف القومي\" بالخرطوم، وتدفقت الاموال علي محمد توفيق ايضآ من بعض السفراء والدبلوماسيين بالخرطوم، وخلال اقل من 24 ساعة من اخلاء المنزل الحكومي كان محمد توفيق قد استطاع شراء منزل لنجم الدين واسرته بالقرب من جامع \"عبدالمنعم\" بالخرطوم تلاتة!! ***- وفي نفس اليوم مساءآ، اقيم حفل كبير علي شرف نجم الدين ب(النادي النوبي) بحي المطار لتسليمه مفتاح منزله الجديد وسط حضور طاغي شرفه وقتها رئيس الوزراء الصادق المهدي وغالبية وزراء حكومته. وتناول المتحدثون في خطبهم ما قام به البروفسيير نجم الدين من انجازات علمية وعملية في مجالات الأثار وتشييد بعض متاحف السودان وامدادها بالمقتنيات النادرة، ***- سأل احد المتكلمون الصادق المهدي عن ثقافة وفهم اعلامه عبدالله محمد احمد ،وان كان هذا العبدالله يملك مؤهلات او شهادات مثل نجم الدين?..وسأل احد الخطباء ايضآ الصادق المهدي من عبر المنصبة \" لماذا سكت علي احالة السيد نجم الدين وهو اكثر كفاءة وخبرة من \"وزيرك بتاع اللاعلام\"?!، ***- وكان الحفل بهيجآ بمعني الكلمة، غني فيه وردي اروع اغانيه، وبعده كانت الرقصات النوبية، كل من كان بالحفل سعيدآ ومنتشيآ...واكثرهم سعادة كانوا النوبيون الذين كسروا عين \"وزير الاعلام\"!! (5)- ***- وبعد عام واحد من هذه الحادثة وقع انقلاب 30 يونيو 1989. قام عبدالله محمد احمد (الذي كان عضوآ بحزب الأمة ونشطآ فيه حتي وصل لمنصب وزير الاعلام) بالانضمام للانقلابيين ومؤيدآ لهم. ***- فتم تعيينه سفيرآ للنظام بايطاليا، ولم يكن تعيينه حبآ في ثقافته او افكاره بقدر ماكان تعيينآ الهدف منه اغاظة حزب الامة الذي عارض الانقلاب، وشاءت الاقدار ان يقع السفير عبدالله في شر اعماله عندما نشرت الصحف الايطالية والعربية التي تصدر في لندن ،ان سفير السودان بايطاليا عبدالله محمد احمد له علاقة ب\"المافيآ\" الايطالية!!، وتم استدعاءه للخرطوم بصورة عاجلة!!...وبعدها نقل سفيرآ باسبانيا لمدة قصيرة...ثم تمت ازاحته من وزارة الخارجية نهائيآ ويعيش حاليآ خارج السودان. ***- بعض النوبيون يقولون ان \"لعنة الفراعنة\" قد اصابت عبدالله محمد احمد وانتقمت منه شر انتقام جزاء ماابداه من تصرفات غير كريمة في حق الراحل نجم الدين المحروس من الألهه النوبية!! ( 6)- ******* واليوم، وبعد 23 عامآ من احداث عام 1988 وقصة الراحل نجم الدين محمد شريف تطل علينا قصة محزنة بطلها هذه المرة الفنان الكبير المبدع محمد عثمان وردي، الذي بدأ الغناء بصورة رسمية ومعروفة عام 1957. ***- ياتري هل سيعيد التاريخ نفسه ونري همة النوبيون مرة اخري?!!